بدأت القوى السياسية واللوائح الانتخابية وماكيناتها العاملة على الارض، تجري حساباتها الدقيقة عن الحواصل التي يمكن ان تؤمّنها لإيصال اكبر عدد من مرشحيها الى البرلمان، حيث تتخوف معظم هذه القوى بأن كل الحسابات التي اجرتها بشكل خاص، ليست دقيقة بما يكفي لتركن اليها بالحصول على النتائج التي تتوخاها، بسبب تعقيدات قانون الانتخابات من جهة، وبسبب عدم معرفة مزاج الناخبين من جهة ثانية، خاصة الناخبين المترددين او المتقلبين او غير الحزبيين وغيرالملتزمين، وايضا بسبب وجود عائلات وبيوت سياسية لها كلمتها وحضورها كالاحزاب تماماً.

وتفيد مصادر بعض الماكينات الانتخابية في العديد من الدوائر، ومنها مثلا كسروان – جبيل وزحلة وبعض مناطق دائرة الشمال الثالثة والشوف وعاليه وبيروت بدائرتيها، انها لم تستطع رسم صورة واضحة لمزاج الناخبين وتوجهاتهم الانتخابية، برغم الخطاب الانتخابي والسياسي عالي النبرة والتحريضي والشعبوي والوعود التي تغدق هنا وهناك، وحتى برغم المال السياسي الانتخابي الذي يقول اغلب المرشحين انه يُصرف بشكل كبير.
ويذهب بعض المرشحين ومنهم المرشحون المستقلون من المجتمع المدني، الى القول انهم لم يستطيعوا عقد حتى اجتماعات ولقاءات انتخابية في مناطقهم، وإن حضرت الناس فبنسبة قليلة واعداد لا يُعوّل عليها، لأن الناس غير متحمسة كثيراً أو لأنها ملّت من الكلام والوعود والخطابات، ولا تتوقع الكثير من اي نائب يصل الى البرلمان بعد التجارب التي مروا بها واوصلتهم الى حالة اليأس من الطقم السياسي.
وتعترف مصادر بعض الماكينات الانتخابية ان الحسابات التي تجريها تتغير باستمرار بحيث لا يوجد ميزان دقيق وصحيح يمكن بموجبه تحديد حصيلة دقيقة للنتائج. ويرد البعض هذه الذبذبة الى ان الناس لم تعد تثق بكلام المرشحين ووعودهم ولا بأدائهم، خاصة الذين جربتهم في العمل البرلماني والخدماتي والتشريعي.
هذا الكلام يعني بالنسبة للمشتغلين في الماكينات الانتخابية، وحتى بالنسبة للماكينات الحزبية والشديدة التنظيم، انها لن تعرف حتى مساء السبت في الخامس من ايار، اي عشية اجراء الانتخابات، ماذا ستحوي "البطيخة الانتخابية" المقفلة، وكيف سيكون مزاج الناخبين.
 ويُقر العاملون في الانتخابات ان ما فاقم قلق الناس وتخوفها وتراجع حماستها ايضا، التوتر الامني الذي يرافق العملية الانتخابية في بعض المناطق، والذي يؤدي تلقائيا الى تراجع نسبة الاقتراع خوفا من تطور اي خلاف او توتر الى حالة امنية اوسع، إضافة الى امتعاضها من التحالفات التي قامت بها بعض الأحزاب والتي كانت على حسابات قناعاتها.
لذلك تتوقع بعض اللوائح غير الحزبية وغير القوية، حصول مفاجآت في نتائج الانتخابات بسبب تغير مزاج الناخبين، ومن كان متفائلا بالحصول على نتائج عالية تراجع تفاؤله او بدا حذرا في التعاطي مع الحسابات التي يجريها، وفي هذا يقول مسؤول ماكينة حزبية في احدى دوائر الجبل: لقد عملنا ما علينا والباقي على الناخبين، فيما يقول نائب ومرشح حالي انه يتوقع الخرق في لائحته القوية بسبب شدة التنافس وتشتت الاصوات وعدم معرفة مزاج الناخبين، بعدما كان واثقا قبل اشهر ان لائحته مع حلفائه الاقوياء لن تترك للخصوم مقعدا واحدا.