تفاجىء اللبنانيون منذ أيام وبالأخص الشيعة، بصور ومحتويات نشرتها صفحة "التنسيقية" نقلًا عن جريدة الأخبار، لما قالت أنها برقيات تابعة للسفارة الإماراتية في لبنان تتكلم فيه بالتفصيل عن شخصيات من المعارضة الشيعية.
وبغض النظر عن أن هذه البرقيات هي مجرد فبركات يستطيع أي أحد إعدادها، ورغم أن اللبنانيين ضجروا من أسلوب الحزب الممل في تخوين معارضيه، ومع أن الحزب نفسه هو حزب صُنع في السفارة الإيرانية في بيروت، إلا أنّه لا بدّ من التذكير بواقعة حصلت مع ثاني أهم مركز في الحزب، نائبه العام الشيخ نعيم قاسم، مع سفير المملكة العربية السعودية في لبنان السابق علي العسيري.
فقد تسربت وثيقة من ويكليكس منذ سنوات تحدثت عن طلب تقدّم به الشيخ قاسم من السفير السعودي، وأرسل بعدها مسؤول العلاقات العربية في الحزب حسن عز الدين إلى السفارة للقاء السفير من أجل إقناعه بها.
وعندما تسلم وزير خارجية السعودية في لبنان منصبه في السفارة في لبنان، زار نائب الأمين العام للحزب السيد نعيم قاسم، وتطرقا إلى إدراج إسم شقيق قاسم على قائمة ترقب القدوم في المملكة، وتمنى قاسم لو يرفع إسم شقيقه.كما نقل مسؤول العلاقات العربية بالحزب، السيد حسن عز الدين عند إجتماعه بالسفير السعودي في السفارة، رجاء نعيم قاسم بالسماح لشقيقه بالسفر إلى المملكة لأداء الحج لا سيما أنه يدير حملة حج، وقد توقف نشاطها من جراء منعه من السفر إلى المملكة.
وقال السفير في رسالته إلى الخارجية: "نظراً لقرب موسم الحج فقد تستحسنون سموكم في ضوء الهدوء الذي يسيطر على سلوك الحزب في الداخل اللبناني لو نُظر في أمره وأعيد السماح له بالسفر إلى المملكة والإكتفاء بمراقبته أثناء وجوده فيها لا سيما أن شقيقه نعيم قاسم شخص مهم في الحزب".. إنتهى نصّ الوثيقة.
فمن بيته من زجاج لا يرمي الناس بالحجارة، وقبل أن تُطلقوا التهم زورا، فلتتفضلوا وتوضّحوا للرأي العام الشيعي مضمون هذه الوثيقة، وإن قلتم أنها مفبركة، فلماذا لا تكون باقي الوثائق مفبركة عندما تطال خصومكم؟!