أولاً: الصوت التفضيلي .. معضلة المعضلات...
ما زال الصوت التفضيلي في قانون الإنتخابات الجديد لُغزاً محيّراً، ولم يتمكّن المحللون والمتابعون من الإدلاء بحجّةٍ مقنعة لضرورة هذا الصوت، وإن كان البعض يرى فيه نكهة مُترسّبة من القانون الأرثوذكسي الذي لم ير النور، وفي حين رأى البعض في هذا الصوت نعمةً مباركة، اعتبره آخرون نقمةً لا رادّ لها، وأكثر سؤال يتردد الآن في هذه الإنتخابات : لمن ستُعطي صوتك التفضيلي؟. وكان الوزير المشنوق أول من تنبّه لهذه المعضلة، ودعا مناصريه لتوزيع أصواتهم التفضيلية، وأضاف بأنّه سيعطي صوته للرئيس سعد الحريري.
إقرأ أيضًا: وزير مكافحة الفساد غارقٌ في الفساد.. مثلُ البوم والغراب
ثانياً: الصوت التفضيلي .. معضلة شخصية...
ما زلتُ مُتردّداً شخصياً في المشاركة بهذه الإنتخابات المحرجة، لأسبابٍ عدّة منها الصوت التفضيلي - اللُّغز ، وبسبب تزاحم لوائح المعارضة في الدائرة الجنوبية الثالثة، التي أنتمي لها، ففي بعض اللوائح التي يمكن اختيارها، لا يوجد مرشّح تفضيلي لدي فيها، وهناك مرشح تفضيلي يمكن اعتماده، إلاّ أنّني لا أرغب، أو من المعيب أن اقترع للائحة التي انتظم خلالها، وهناك مرشح تفضيلي في إحدى اللوائح، إلاّ أنّه من خارج القضاء الذي اقترع فيه، ممّا أدخلني حتى اللحظة في حيرةٍ من أمري، أين منها حيرة وضلال الإمام أبي حامد الغزالي.
إقرأ أيضًا: الإعتداء على علي الأمين ..لطخة عار في جبين الديمقراطية
ثالثاً: الشاعر طلال حيدر .. المنقذ من الضلال...
أبو حامد الغزالي اهتدى وخرج من حيرته وشكّه وكتب المنقذ من الضلال، أمّا أنا فقد خرجت بفضل الشاعر طلال حيدر، فقد نافح الشاعر الشعبي عن أريحية ووطنية ونظافة كفّ مرشح الثنائية الشيعية إميل رحمة، الذي لم يترك بصمة تذكر في التشريع والمواقف الوطنية، وبما أنّه يعاني من معضلة الصوت التفضيلي، ذلك أن أصوات الشيعة ستذهب لبني جلدتهم، أما أصوات المسيحيين فقد يستحوذ على معظمها مرشّح القوات اللبنانية، فقد وقف الشاعر حيدر ليعلن موقفاً وطنياً لافتاً: أنا طلال حيدر الشيعي سأعطي صوتي التفضيلي لإميل رحمة، لأسبابٍ ثلاث: وطنيته ونظافة كفّه، وانحيازه لخطّ المقاومة. مضيفاً، من ليس عنده إميل رحمة، فليبحث عن إميل رحمة!
بحثتُ عنه في ستّ لوائح متنافسة في دائرة الجنوب الثالثة، فلم أجد نظيراً له، ومع عزمي على متابعة الشاعر المحبوب طلال حيدر، والأخذ بنصيحته، سأمنح صوتي التفضيلي لإميل رحمة، مع أنّ العقوبة جاهزة، إلغاء الصوت من أساسه.