أنهى عمله في مطار الرئيس رفيق الحريري الدولي، عاد ادراجه الى منزله، تبادل اطراف الحديث مع والده اسفل المبنى حيث يقطن في حي السريان- الاشرفية، قبل ان يهمّ بالصعود لتبديل ملابسه، لكن في تلك اللحظة مرّ صديقه على دراجته النارية، صعد خلفه وانطلقا في رحلة الموت... هو شربل كرم الذي فجع خبر وفاته مع رفيق طفولته فارس حلو كل من عرفهما.
"مشوار" الموت
مساء السبت الماضي كان الموت بانتظار ابن المتن شربل (18 سنة) وابن صربا- الجنوب فارس (21 سنة) على اوتوستراد التحويطة، وبحسب ما شرحه والد شربل موريس لـ"النهار": "قبل شهرين توظّف شربل في المطار حيث كان قبلها يعمل في فندق ببرمانا، في حين كان فارس يتابع دراسته الجامعية، في يوم الحادث التقيت شربل امام المنزل، كان قد وصل للتو من عمله، اطلعته ان عمه ينوي فتح كافيه في صربيا ويريده ان يستلمه، اتفقنا ان نكمل حديثنا في الليل، لكنه لم يصعد الى المنزل، تفقدته، حاولت الاتصال به مرارا الى ان وصلني خبر تعرضه لحادث على الدراجة مع فارس، والى الآن لا نعلم ما حصل معهما، هل انقلبت الدراجة او انه حادث اصطدام بسيارة، لكن واضح من الجثة انه دهس بمركبة"، وعما إن كان يوجد كاميرات في مكان الحادث أجاب الوالد "نعم، ننتظر الانتهاء من تقبل التعازي لمتابعة نتيجة التحقيقات".
صدمة وتعازٍ
نقل الصليب الاحمر جثتي شربل وفارس الى مستشفى بعبدا، حيث، كما قال موريس، "توفيا على الفور". سارع الاب المفجوع للاطمئنان الى ابنه، اذ لم يتم اخباره بداية انه لفظ آخر انفاسه، وقال: "عندما وصلت، علمت بهول الكارثة، وللاسف كان الموظف على براد المستشفى قد غادر عمله والمفتاح معه، انتظرت عودته كي ألقي نظرة على فلذة كبدي". اصدقاء شربل وفارس المصدومون بوفاتهما المفاجئة نعوهما على موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك" كما تقدم التضامن الأشوري العالمي "من أهل الفقيد الشاب شربل موريس كرم بأحر التعازي القلبية ويطلب من الله ان يسكنه فسيح جناته بجوار الأبرار والقديسين. وان يمنح الصبر والسلوان للأهل والأقارب". و توجهت "الحركة التصحيحية في القوات اللبنانية قيادة وأعضاء ومحازبين بأحر التعازي من عائلة المرحوم الشاب شربل كرم، ابن رفيقنا في المقاومة اللبنانية، موريس كرم، سائلين الله أن يغمر الفقيد بلفيف رحمته وأن يلهم عائلته الصبر والسلوان".
رحل شربل تاركا والديه وشقيقه وشقيقتيه في حالة حسرة على فقدانه، كذلك حال عائلة الحلو التي خسرت وحيدها على فتاتين... انها خسارة مزدوجة لشابين دفعا حياتهما على طرق لبنان لينضما الى لائحة طويلة من الضحايا خطفهما الموت بحوادث سير.