وأوضح الموقع أنّ النزاع بين إسرائيل وإيران بدأ عندما "هرع" "حزب الله" وطهران إلى القتال إلى جانب الجيش السوري، مبيناً أنّ الثنائي رأى في الرئيس السوري بشار الأسد الحليف الحقيقي الوحيد الذي يمكن الاعتماد عليه في القتال ضد إسرائيل في لبنان مع الفصائل الفلسطينية من جهة، وفي الحدود السورية المحاذية للجولان المحتل قاعدة جديدة محتملة من شأنها أن تشكّل ورقة جديدة يمكن استخدامها في الحرب على النفوذ والسلطة في الشرق الأوسط من جهة ثانية.
في المقابل، لفت الموقع إلى أنّ إسرائيل "أدركت" ذلك منذ البداية وشنّت غارتها الأولى على سوريا في 30 كانون الثاني من العام 2013 وضربت هدفاً في العمق السوري (يقول مسؤولون أميركيون إنّه موكب يحمل أسلحة متطورة مضادة للطائرات)، مستدركاً بأنّ هذه الضربة شكلت البداية فحسب، إذ أتبعتها تل أبيب بعشرات الغارات التي طالت أهدافاً لـ"حزب الله".
وفي الوقت الذي سعى فيه "حزب الله" إلى وضع يده على أسلحة يستخدمها في أي حرب مقبلة لردع إسرائيل، رأى الموقع أنّ إيران عملت على تحقيق هدف آخر، إذ حرص الحرس الثوري الإيراني على إنشاء بنية تحتية تمنح إيران نفوذاً إذا ما اندلعت حرب إقليمية، أو إذا ما قررت إسرائيل ضرب إيران أو تهديد أمنها القومي والإقليمي.
وفي هذا السياق، تناول الموقع ضربة "التيفور" التي استهدفت فيها إسرائيل هدفاً إيرانياً دون سواه للمرة الأولى، مؤكداً أنّ هذه "الحادثة" ليست عادية، وذلك نظراً إلى أن طهران أعلنت للمرة الأولى عن تسببها بمقتل 7 جنود لها.
وعلى الرغم من أنّ هذه الحادثة مرتبطة بأخرى غيرها، إذ سبق للدفاعات السورية أن أسقطت طائرة إسرائيلية بعدما أطلقت إيران طائرة مسيرة إلى الجولان المحتل في 10 شباط الفائت، حذّر الموقع من أنّ ردة الفعل الإيرانية التي أعقبت ضربة "التيفور" توحي بأنّ طهران غير مستعدة للقبول بقواعد اللعبة الإسرائيلية في سوريا.
وفي هذا الإطار، نقل الموقع عن مصدر عسكري سوري كشفه أنّ ضربة "التيفور" استهدفت منظومة طائرات مسيرة وسلاحاً استراتيجياً لم ترغب إسرائيل في وصوله إلى "حزب الله" في لبنان، ملمحاً إلى أنّ توصيل إيران أسلحة من هذا النوع إلى لبنان قد يكون شكلاً من أشكال الرد الإيراني، من دون أن يستعبد رداً إيرانياً عسكرياً آخر.
ختاماً، نبّه الموقع إلى أنّ تحذير الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله من أنّ إسرائيل وضعت نفسها في مواجهة مباشرة مع إيران مثّل رسالة واضحة إلى إسرائيل تفيد بأنّ الإيرانيين سيردون على ضربة "التيفور" وليس "حزب الله".