إشكال مع سماسرة في الغابون دفع ثمنه ابن النبطية فوزي شميساني حياته... فارق ابن الخامسة والعشرين الحياة وهو بعيد عن عائلته، بعد أن اجبرته لقمة العيش على ترك بلدته في محاولة لتأمين مستقبل زاهر، لكن لم يمنحه الزمن مزيداً من السنوات لتحقيق أحلامه.
ظهر السبت الماضي كان فوزي في محل الادوات المنزلية حيث يعمل عندما دخل، كما شرح صديقه في الغابون حسين: "زبائن ومعهم سماسرة كما هي العادة، طلب منهم فوزي الخروج، رفضوا الاستجابة، الامر الذي دفعه إلى الغضب، وترك مكتبه من اجل اجبارهم على المغادرة، وبحسب ما يظهره الفيديو كان فوزي يركل السماسرة حين تزحلق على الارض فوق زجاج الباب الذي كسر، من دون ان نعلم إن كان احد منهم قد سحبه من قدمه أو وقع بمفرده، اذ إن هذه الزاوية ليست واضحة في الفيديو، خاصة انه لم يكن في المكان أي لبناني لإخبارنا بالتفاصيل، لكن ما هو مؤكد انه اصيب بجرح كبير في رجله اليسرى ادى الى قطع شريانه الرئيسي، تم نقله الى المستشفى لكن للأسف لم يصمد كثيرا بعد ان نزف طويلا".
رحلة الموت
رحل فوزي الابن البكر في عائلة مؤلفة من شابين وفتاة. وبحسب صديقه آدم حمود: "كنت أنتظر قدومه الى نيجيريا في الخامس والعشرين من الشهر المقبل كي يمكث عندي بضعة ايام قبل ان يزور لبنان، لكن للاسف تغيرت رحلته بعد ان انتقل اليوم جثة الى مطار ليبرفيل ومنه الى لبنان في رحلة ابدية". وشرح: "كان شاباً هادئاً محبوباً يساعد الجميع، وفاته خسارة لكل من عرفه. عمل في الغابون مدة قبل ان يعود ويفتح محلاً مع شقيقه في لبنان، مع العلم انه من سكان تول، لكن مطلع هذا العام عاد الى الغابون حيث كان الموت بانتظاره". وعما إن كان فوزي شاباً عصبياً، أجاب: "كلا بالتأكيد، وهو ليس هجومياً لكنه استفز، ولا أعتقد انه هو من كسر الباب الزجاجي كونه عاقلاً وحكيماً، كان ينبهني دائما بضرورة التعامل بهدوء مع ابناء البلد لان من عادتهم استفزاز اللبنانيين كي يدفعوهم للتعدي عليهم وبالتالي رفع دعوى لكسب المال".
في لحظة اغلق كتاب حياة فوزي وهو في بداية فصوله... رحل قبل ان يتمكن من وداع احبابه، ليلتحف مجبرا تراب بلده وهو في عز شبابه.