معتقداتهم كمعتقدات حزب "ولاية الفقيه" الشيعي بكل فروعه المنتشرة حيث يوجد شيعة، قصدت مسجداً عربياً هنا في أوروبا لأداء فريضة الصلاة يقصده المسلمون الجزائريون والتونسيون والمغاربة وبعدما أديت فريضة الصلاة اقتربت من حلقة شباب يجلسون في زاوية المسجد وسألتهم عن الأسباب التي جعلت دول أوروبا دولاً رائعة وعظيمة بحماية حقوق الإنسان المادية والمعنوية، فاكتشفت من خلال إجاباتهم بأن وظائفهم وتجارتهم وأعمالهم صرفتهم عن دراسة الأسباب ولا يملكون استعداداً مطلقا لمعرفتها.
وحينما قلت لهم:
"يبدو بأن مبادئ الديمقراطية وعلى رأسها مبدأ الحرية السياسية والحرية الفكرية هي التي وهبتهم دولاً بهذه العظمة وإذا أردنا أن نبني دولا عظيمة مثلها في العالمين العربي والإسلامي فما علينا سوى أن ندرس مبادئ الديمقراطية ونتعلمها ونُعَلِّمَها لأولادنا وأحفادنا".
حينها أداروا رؤوسهم وصرفوا أبصارهم وَلَوُّوا أعناقهم سُخْريةً واستهزاءً بكلامي وقالوا:
"هل تريد أن تبني دولا عظيمة بالحرية الجنسية؟!
بحرية تقبيل الشباب للفتيات بالشوارع وبألبسة الفتنة والإغراء التي ترتديها النساء هنا واعجباً لك أنت مسلم وتصلي في بيت الله تعالى وتؤمن بالديمقراطية والحرية؟!
إقرأ أيضًا: الديمقراطية عندهم كفر وإلحاد ! الحلقة الأولى - 1 -
وهل يوجد حرية أمام أوامر الله تعالى ونواهيه وأمام واجبات الشريعة ومحرماتها؟!"
قلت لهم:
"نعم يوجد حرية فكرية وحرية سياسية في الإسلام ولقد أشار الله تعالى إليها حينما نهى رسوله من استعمال وسائل الإكراه بحق الناس لتؤمن بالإسلام بقوله تعالى:
{وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَن فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ}.
يعني ليس مسموحاً لك أن تُكْرِه إنساناً بوسائل الإكراه والقمع والعنف والقوة حتى يؤمنوا بواجبات إسلامك.
وقال لرسوله أيضاً:
{فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ}
وآيات أخرى بالمضمون نفسه وذاته".
قالوا لي:
"كل هذه الآيات تم نسخها بآيات السيف والجهاد وهذا ما أجمع عليه فقهاء الإسلام ومن نحن حتى نخالف فقهاء الإسلام.
ففقهاء الإسلام وعلماؤه هم الراسخون في العلم.
وهم أهل الذكر واسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون".
حينها سكت وانصرفت بأدب وتهذيب بعدما علمتُ بأنهم مثلهم مثل المؤمنين المسلمين الشيعة المقلدين الذين اتخذوا قراراً في هذه الدنيا بأن يُعَطِّلوا عقولهم في فهم نصوص الدين بِحُجَّة أن هناك عالماً فقيهاً يُفَكِّر نيابة عني!
إذا أخطأ له أجر واحد وإذا أصاب فله أجران!
وهم يستلمون أفكار الدين وفتاواه جاهزة، ومُعَلَّبَة، من دون أن يُنفقوا دقيقة من وقتهم ولا ذَرَّة طاقة من قدرتهم في التأمل بآيات الله وتدبرها والتفكر بها كما أمرهم الله تعالى بذلك.
لذلك من الصواب الإعتقاد بأن الإنسان حينما يصير مؤمنا مقلداً يتعطل عقله ومن يتعطل عقله باسم الدين سوف يرتكب الفظائع وهو يعتقد بشرعيتها الدينية.
"الشيخ حسن سعيد مشيمش
لاجئ سياسي في فرنسا"