إضراب الأساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية مفتوح حتى تحقيق المطالب، ومستقبل أكثر من 70 ألف طالب في خطر!
 

للأسبوع الثالث يستمر الأساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية في إضرابهم، وهذه المرة مُعلنين "الإضراب المفتوح" حتى تحقيق مطالبهم، ما يعني أن الطالب في الجامعة اللبنانية تعطلت دروسه لمدة قد تصل إلى شهر حتى الآن، وقد تحصد أشهرًا عدة ربما، دون معرفة مصيره التعليمي، خصوصًا بعد إعلان اجتماع رابطة الأساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية المضي في الإضراب المفتوح، يوم الجمعة الماضي الواقع في 20 نيسان.

 

مطالب الأساتذة محقة، ولكن!
حمايةً للطالب، واعترافًا بحق الأساتذة أيضًا، وجه وزير التربية والتعليم العالي نداءًا للأساتذة بعد انعقاد جلسة مجلس الوزراء الجمعة الماضي،  وطالب "بفك الإضراب، لأن هناك 70 ألف طالب على الأقل في الجامعة اللبنانية في انتظار نيل شهاداتهم، وتأمين فرص عمل"، حيث اعتبر حمادة، أن "الإضراب لم يعد له هدف، خصوصًا بعد إجرائه اتصالات بكل الزملاء من كل الكتل، لكي يمر الأمر بإقتراح قانون معجل مكرر في مجلس النواب، ينص على اعطاء أفراد الهيئة التعليمية في الجامعة اللبنانية ثلاث درجات إضافية، مع احتفاظهم بحقهم في الأقدمية المؤهلة للتدرج، على أن يجاز للحكومة إصدار مراسيم تأمين الاعتمادات اللازمة".
ولا يُخفى على أحد أن مطالب الأساتذة مُحقة، حيث يؤكد هؤلاء إضطرارهم لهذا الإضراب نظرًا للسلبية التي تتعاطى بها السلطة تجاه مطالبهم، ومن أبرز تلك المطالب:
- إعادة التوازن إلى رواتب الأساتذة على غرار ما حصل مع مختلف شرائح القطاع العام، حيث تم استثناؤهم، دون غيرهم، بعد إعطاء القضاة ثلاث درجات في الجلسة الأخيرة للمجلس النيابي، على إعتبار "أن هذا المطلب محق في إعادة الإعتبار لرواتب أساتذة الجامعة اللبنانية، ومبني على دراسة علمية قامت بها الهيئة التنفيذية لرابطة الأساتذة لتطور هذه الرواتب بالمقارنة مع مختلف القطاعات على مدى ثلاثة عقود، آخذةً بالإعتبار حجم التضخم الحاصل منذ حصولهم على السلسلة الأخيرة في تشرين الثاني 2011".
- المحافظة على صندوق التعاضد للأساتذة. 
- تحسين رواتب الأساتذة، ورفض ما نصت عليه موازنة 2018 التي رفعت 3 درجات للقضاة ما شكل صدمة بالنسبة للأساتذة، حيث أن رواتب الأساتذة مرتبطة برواتب القضاة منذ سنوات، فإذا ارتفعت الأخيرة من المؤكد أن ترتفع رواتب الأساتذة، والعكس صحيح.
-  وأخيرًا، رفض الخلل الكبير الحاصل في سلم سلسلة الرتب والرواتب للقطاع العام.

وكان الوزير حمادة، عندما تمت زيادة ثلاث درجات للقضاة في آخر جلسة لمجلس النواب، قد أكد سابقًا ضرورة تقليص الفجوة التي نشأت بين الأساتذة والقضاة، وقال: "أساتذة الجامعة لم يستفيدوا من غلاء المعيشة، ولا من الدرجات منذ سنوات عدة، وعليه، يجب اعطاء ثلاث درجات لأفراد الهيئة التعليمية في الجامعة اللبنانية"، مشددًا على "فك الإضراب، لأنه لم يعد له هدف، ويهدد مستقبل الطلاب..."

 

مستقبل أكثر من 70 ألف طالب في خطر
يحتار حوالي أكثر من 70 ألف طالب لبناني في أمره، فهل يتضامن الطالب مع أساتذته ويعتصم معهم؟ أم يعتصم عليهم؟ فإضرابهم وفي كل الأحوال يهدد مستقبله، ويمدد عامه الدراسي، ويحول دون حصوله على شهادته الجامعية...
وفي هذا السياق، ينفذ طلاب الجامعة اللبنانية إعتصاماتهم أمام كلياتهم، وآخرها إعتصام نفذه طلاب كلية العلوم أمس الإثنين، تحت شعار "بدنا نتعلم"..
وبدورها تقول إحدى الطالبات وبإسم كل الطلاب، "نحن متضامنون مع الأساتذة، لكن نريد حقوقنا كطلاب".
ونتيجةً للإعتصامات التي ينفذها الطلاب أوضحت: "عدد قليل جدًا من الدكاترة، التزم بإعطاءنا المحاضرات، ولكن الأكثرية رفضوا ذلك لأن الرابطة تحاول الضغط عليهم للإستمرار في الإضراب وتوقيف المحاضرات".
وفي حال استمر إضراب الأساتذة، تقول: "هناك حلين؛ الأول يتمثل بإعطاء الطلاب دروس إضافية، قد تشمل شهر رمضان، وكذلك سيتم تدريسنا ساعات إضافية خلال الدوام، أما الحل الثاني، فيتمثل بتمديد العام الدراسي أشهر إضافية، حيث سينتهي بفترة متأخرة جدًا قد تصل إلى شهر تموز خلال فصل الصيف..." على حد قولها.
يرفض الطلاب هذه الحلول التي لن يتضرر أحد منها سوى الطالب، حيث تقول الطالبة ذاتها، "الطلاب مش طالع بإيدن يعملوا شي في حال إستمر الإضراب"، مضيفةً، "هناك طلاب تستغل فصل الصيف للعمل من أجل الحصول على المال وتأمين قسط العام الجامعي، والبعض الآخر لديه إلتزامات دراسية خصوصًا طلاب الدراسات العليا لأنهم مضطرين إلى السفر بعد حصولهم على منح دراسية إلى الخارج، وهذا الإضراب بحد ذاته يُعطل سفرهم، ويؤخر فترة دراستهم، وبالتالي يقضي على مستقبلهم..."
وترى أن "إضراب الأساتذة لن يعطي أية نتيجة"، قائلةً: "الأساتذة محقين، ولكن ليس على حسابنا، نحن الحلقة الأضعف"، مضيفةً "قمنا بهذه الإعتصامات لكن دون نتيجة...وما حدا عم يرد!" 

ليست المرة الأولى التي تُقفل فيها الجامعة اللبنانية بكل فروعها أبوابها أمام طلابها الذين ليس ذنبهم سوى طلاب جامعة رسمية تحمل إسم الوطن.
وحاليًا، يحاول طلاب الجامعة اللبنانية تسجيل حضورهم في الجامعة حتى لو لم يعطِ الأستاذ محاضراته، حيث يجلس الطلاب حضورهم أمام الدكاترة في صفوف الجامعة وباحاتها مطالبين بحقهم التعليمي، ولكن دون جدوى! فإلى متى سيستمر هذا الإضراب؟