سلطت الصحافة الإسرائيلية الضوء على عملية اغتيال العالم الفلسطيني المهندس فادي البطش في ماليزيا وتزايد المؤشرات بشأن وقوف جهاز المخابرات الإسرائيلي الخارجي "الموساد" وراءها ورد الفعل المتوقع من جانب حركة حماس.
وقال الكاتب في صحيفة "هآرتس" العبرية يانيف كوفوفيتش إن الشبكة التي تملكها حماس حول العالم تشير إلى تصاعد الجهود الإسرائيلية لإحباط جهودها العسكرية.
وزعم كوفوفيتش أن الحركة "تبدأ تجنيد العناصر في تركيا وتتلقى الدعم من قطر ثم تعمل على إنتاج وسائل قتالية وتطورها بمساعدة مهندسين فلسطينيين في إندونيسيا". وأضاف: "بهذه الطريقة نستطيع فهم خارطة الاغتيالات العالمية ضد كوادر الحركة".
وأشار إلى أن الحركة تبحث عن حلول خارجية لإنتاج وسائل قتالية من الطائرات بدون طيار والقذائف الصاروخية المختلفة بسبب الصعوبات التي تمر بها نتيجة الحصار على غزة.
وقال إن تطوير الوسائل القتالية يتنقل بين "تركيا وإندونيسيا وتونس ولبنان ودول أخرى عبر تجنيد عناصر وجمع أموال وبناء اتصالات وقدرات هجومية".
وشدد على أن استهداف البطش يأتي في سياق "المس بقدرات حماس".
ورأى أن حماس قد تلجأ "لإيجاد جبهة قتالية جديدة ضد إسرائيل في حال تجدد الحرب بينها"، مشيرا إلى أن الجبهة الشمالية تشغل الجيش الإسرائيلي بشكل كبير وما يدلل على ذلك محاولة اغتيال أحد كوادر الحركة في لبنان قبل أشهر.
من جانبه رأى الخبير الأمني بصحيفة "معاريف" يوسي مليمان أن تهديدات حماس بالرد على اغتيال البطش "تفتقر إلى القدرات العملياتية على الأرض" باعتبار أن الحركة لم يسبق لها استهداف إسرائيليين خارج فلسطين.
وأضاف ميلمان أنه في الوقت الذي لا يجب الاستهانة بتهديدات حماس بتنفيذ عمليات ضد أهداف إسرائيلية، شخصيات أو مواقع، لكن يجب العلم جيدا أن الجناح الخارجي للحركة يعمل على تطوير علاقاتها مع الدول العربية والإسلامية، التي تظهر تضامنا معها مثل قطر، لبنان، تونس، تركيا، ماليزيا، باكستان، أندونيسيا، وتتمحور هذه العلاقات حول تجنيد العناصر وجمع الأموال.
وأكد أن حماس حاولت توظيف هذه العلاقات لزيادة قدراتها العسكرية، تحت عنوان الاستعانة بمصادر خارجية لجهاز التطوير والأبحاث في الحركة، في ظل قدرة أجهزة الاستخبارات وسلاح الجو الإسرائيلي على استهداف أي مشروع جديد لتطوير قدراتها التسلحية داخل غزة، لاسيما زيادة قدرات القذائف الصاروخية، من ناحية الميدات والأبعاد بجانب تطوير القدرات العسكرية البحرية، ما يجعلها تكلف دوائرها خارج الحدود للقيام بهذه المهمة.
وأشار ميلمان إلى أنه يمكن النظر لسلسلة الاغتيالات في السنوات الأخيرة التي قامت بها إسرائيل ضمن هذه الجهود المضادة لحماس، سواء اختطاف المهندس ضرار أبو سيسي في 2013، أو اغتيال المهندس محمد الزواري في تونس أواخر 2016، ومحاولة الاغتيال الفاشلة لمحمد حمدان أوائل 2018 في جنوب لبنان.