بموجب القانون النسبي الجديد ، تمّ تقسيم العاصمة اللبنانية بيروت إلى دائرتين ، أولى ذات أغلبية مسيحية وثانية ذات أغلبية مسلمة .
في دائرة بيروت الأولى ، تأخذ المعركة طابعا وجوديا لإثبات الذات من قبل لوائح المجتمع المدني ضد الأحزاب المسيحية التقليدية ، وهي في نفس الوقت ذات رمزية تاريخية سياسية للعديد من الأحزاب ، يأتي في طليعتهم حزبي الكتائب والقوات اللبنانية ، كونها ترمز لمعركة الرئيس السابق بشير الجميل ضد الجيش السوري في حقبة الحرب الأهلية .
وتضم هذا الدائرة أقضية الأشرفية والرميل والمدوّر والصيفي ، وخُصِّص لها ٨ مقاعد نيابية موزّعة على الشكل التالي :
- ٣ أرمن أرثوذكس .
- ١ روم أرثوذكس.
- ١ موارنة.
- ١ كاثوليك .
- ١ أرمن كاثوليك .
- ١ أقليات.
وتُعتبر طائفة الأرمن الأرثوذكس الأكبر في هذه الدائرة ، والشيعة الأقل عددا.
إقرأ أيضا : العلاقة بين جنبلاط والحريري إلى أين ؟
في حين تتواجد نسبة عالية من السنة تعادل ١٣،٠٠٠ ناخب ، يمون تيار المستقبل على معظمهم.
ومن المتوقع أن يصل الحاصل الإنتخابي لحدود ٨،٠٠٠ صوت وهو الأدنى على مستوى لبنان ، ما يُتيح المجال لحصول معركة إنتخابية حقيقية في إنتخابات ٦ أيار ٢٠١٨.
يتنافس في هذا الدائرة ٥ لوائح هي كالآتي :
١- الوفاء لبيروت ومدعومة من مستقلين وعليها ٤ مرشحين.
٢- لائحة بيروت الأولى المدعومة من الكتائب اللبنانية والقوات اللبنانية وحزب الرمغفار والنائب ميشال فرعون ، وهي مكتملة.
٣- لائحة بيروت الأولى القوية ، المدعومة من تحالف التيار الوطني الحر وحزبي الطاشناق والهانشاك وتيار المستقبل، وهي مكتملة.
٤- كلنا وطني ، وهي لائحة المجتمع المدني الأساسية ومدعومة من " طلعت ريحتكم " وحزب " سبعة " وزياد عبس " مجموعة صح " ومجموعة " لبلدي "، وهي مكتملة.
٥- نحنا بيروت ، وتتألف من ٥ مرشحين ومدعومة من ميشال تويني وسيرج طورسركيسيان.
وتحتدم المنافسة بين هذه اللوائح بشكل قوي ، لكن لائحة التيار - الطاشناق - الهانشاك - المستقبل لها حظوظ كبيرة في الإستحواذ على أكبر عدد من المقاعد قد تصل لحوالي النصف ، والسبب أن الطاشناق هو القوة السياسية الأولى في الدائرة ، ومشهود لماكينته الإنتخابية قدرتها العالية على تجيير الأصوات وتوجيهها نحو خيار واحد " بلوك " ، وأيضا لأن معظم أصوات السنة ستذهب لدعم اللائحة كون تيار المستقبل يمون على أغلبيتهم .
بالمقابل ، تمتلك لائحة القوات - فرعون - نديم الجميل حظوظ أيضا للحصول على حاصلين أو أكثر ، ويتوقع خبراء أن تحصل هذه اللائحة على ما بين المقعدين والثلاث مقاعد ، كونها ستستفيد من إنقسام القاعدة الجماهيرية للتيار الوطني الحر بين زياد عبس ونقولا صحناوي.
أما لائحة " كلنا وطني " فهي مُطالبة بتحقيق خرق لترجمة نجاحات الحراك المدني في السنوات الماضية على صعيد النفايات والإنتخابات البلدية في بيروت ، وتُشير أرقامها أنها قادرة على الخرق بمقعدين ( ٢ ) ، فيما تُرجّح أرقام أخرى أنها لن تخرق إلا بمقعد واحد .
باقي اللوائح تبدو حظوظها متدنية جدا ، إلا إذا حصلت مفاجآت بسبب طبيعة القانون النسبي الذي يحمل في طيّاته بعض الغموض.
بالمحصلة ، تبدو المعركة في بيروت الأولى حماسية جدا لتقارب النتائج المتوقعة ، ووحدها صندوقة الإنتخابات من ستحسم النتيجة النهائية فيها.