أكد النائب سمير الجسر، في كلمة له خلال لقاء شعبي نظمته دائرة التبانة في طرابلس، أن "التبانة هي التبانة الصامدة، التي كان من قدرها مع مدينة طرابلس أن تتحمل دائما ضريبة السيادة والاستقلال والخط العروبي عن كل لبنان، دفعت التبانة ضريبة الدم منذ الاستقلال وحتى انتهاء زمن الوصاية، وهي تدفع ضريبة الدم بشكل متتال، لأنها لا تحني رأسها، ولا تقبل أن تركع إلا لله عز وجل ولا يستطيع أحد أن يكسرها، دفعت الشهداء وفي مقدمتهم أبو عربي، والشهداء رفاقه، الذين سبقوه ولحقوه، حتى ننعم بجزء من الكرامة وكل الفضل بما ننعم به من كرامة يعود للتبانة وأهلها".
واشار الجسر الى أن "هناك هجمة كبيرة على الخط السيادي والعروبي، لكن هذه المرة بزي مدني وليس عسكريا، يدخل عبر بوابة الانتخابات ليخدم مشروعية سياسية عن طريق كسب الانتخابات، والهجمة الجديدة شكلها 4 لوائح انتخابية، الرابط بينها المال النظيف، الذي يغدقه عليهم ممول واحد، اللائحة الأولى تقول إنها تريد استعادة قرار طرابلس، والثانية تقول إنها مع خط المقاومة أي مع حزب الله، أما الثالثة فتقول إنها ضد حزب الله لكنها داخلة في عملية الرابط المالي، والرابعة الغاية منها تقليص الحاصل الانتخابي لا أكثر ولا أقل"، معتبراً أن "الغاية من اجتماع هؤلاء ضرب تيار المستقبل ورئيس الحكومة سعد الحريري، ولماذا يهاجمون تيار المستقبل دون غيره من التيارات والأحزاب الأخرى؟ يهاجمونه لأنه تيار عابر للمناطق والطوائف بقاعدة سنية كبيرة متماسكة على كل الأراضي والمطلوب هزيمة القاعدة وفض هذا التماسك، وبوعيكم لن يحققوا هذا الأمر وفيكم ومعكم سننتصر".
وذكر أنهم "يقولون إنهم يريدون استعادة قرار طرابلس وكأننا مرشحين مستوردين، وهنا أسأل رئيس الحكومة السابق نجيب نجيب ميقاتي، أين كان قرار طرابلس عام 2009 يوم طلبت أن تدخل معنا في لائحة المستقبل؟"، مؤكدا أن "قرار طرابلس لا يصادر بل يتعزز بباقي الأخوة في كل المناطق، فأي الأفضل أن يكون الإنسان متفردا لحاله أم لديه عضد من الآخرين وديننا يحثنا على أن أشدد عضدك بأخيك، ويقولون إنهم يريدون لائحة طرابلسية الهوى والهوية، على اعتبار أننا مستوردين وسننتخب بمستوردين والله أعلم، لكن المستوردين معروفين ويتحضرون للمشاركة بالانتخابات وسيقطعون الحدود ليصوتوا ضد تيارالمستقبل".
وتابع بالقول "ثلاث سنوات وهم في الحكم ماذا فعلوا؟ 23 جولة بين التبانة والجبل، ولم يتخذوا قرارا واحدا لوقف القتال ووقف دموع الأرامل واليتامى، من يريد أن يحكم ويعمل لخدمة ناسه ووطنه عليه أولا أن يكون صاحب مبادرات، وأن تكون لديه الجرأة في اتخاذ القرارات، فمن لا قرار له لا يمكنه أن يحكم".
أما عن ملف الموقوفين الإسلاميين، فنوه الجسر الى أن "هناك ظلم كبير وقع على الموقوفين سواء في التحقيق أم في الأحكام، وهؤلاء الذين لم يحمهم أحد واضطروا إلى حماية أنفسهم، كان الأولى أخذ هذا الأمر بعين الاعتبار لمنحهم الأسباب التخفيفية"؟
ولفت الى "اننا نسعى لعفو عام وقد حضر القانون وهو بصيغة جيدة، لكن للأسف الذين لم يقوموا بمهامهم لوقف القتال في المدينة، يروجون أن قانون العفو سلعة انتخابية، وعندما تأخر قالوا أين العفو العام؟ فنحن نريد أن نعرف هل يريدون قانون العفو أم لا"، مشيراً الى "اننا 32 نائبا في البرلمان من أصل 128، وبالتالي نحن بحاجة إلى النصف زائد وأحد لأقرار هذا القانون، وهناك من يقول اليوم "شيلوا" العفو عن ظهركم واطرحوه في الحكومة، وهذا كلام خبيث، ولا يصب إطلاقا في صالح إقرار العفو لأن الملف بحاجة إلى تسويق مع باقي الكتل لإقراره في الحكومة ومن ثم في مجلس النواب"، مؤكدا "وعدنا بإنجاز قانون العفو وسنفي بالوعد إن شاء الله".
كما أوضح الجسر أن "الإنسان يعتب على من لا يعمل، والرئيس سعد الحريري قال منذ اليوم الأول لتكليفه تشكيل الحكومة، إنه سيسعى لعقد مؤتمر دولي لدعم لبنان، وبدلا من القول له شكرا هاجموه، فهم لا يعملون ولا يريدون لغيرهم أن يعمل"، مؤكدا أن "غاية المؤتمر ضخ مشاريع في البلد، لتأمين فرص عمل للشباب".
وختم الجسر بالقول "ثقتنا بالله كبيرة، وثقتنا بكم كبيرة أيضا، وإن مدرسة الرئيس الشهيد رفيق الحريري هي مدرسة عمل وخدمة الناس، وكل السياسة إن لم تكن لخدمة الناس، فلا لزوم لها على الإطلاق. نحن وإياكم على لقاء في 6 أيار، وسيكون يوما عظيما بفضلكم، والنتائج ستصدر في 7 أيار، وسنحول هذه الذكرى الأليمة إلى يوم للفرح والانتصار".