بالأمس أبديتُ حماسة لانتخاب الجنرال المتقاعد جان طالوزيان في دائرة بيروت الأولى، لعزمه الصادق باقتراح مشروع قانون يقضي بإلغاء الراتب التقاعدي للنواب السابقين. أمّا اليوم فأدعو الناخبين للتّصويت للمرشح سليم سعادة في دائرة البترون-الكورة عن الحزب القومي السوري، فالسيد سعادة لم ينثُر الوعود المعسولة والأماني الكاذبة على عادة المرشّحين منذ عرف العالم الديمقراطي بدعة الإنتخابات، وهو لم يدّع علماً ولا فلسفة، أو إخلاصاً وتفانياً في سبيل الطبقات الشعبية المقهورة والمُستضعفة، مرشّح ويا للعجب بلا"بهورات وعنتريات وأباطيل".
إقرأ أيضًا: صوّتوا للجنرال طالوزيان .. سيتقدّم باقتراح قانون لإلغاء رواتب النواب المتقاعدين
ظهر السيد سعادة في مقابلة تلفزيونية ليشرح ربما للناخبين قبساً من برنامجه الإنتخابي، فأجاب عن سؤال المذيعة حول رؤية الحزب القومي السوري لقانون الانتخاب الجديد بقوله: "من عادتي بأن لا أخوض فيما لا أعرفه. "وعلى أي أساس يخوض الإنتخابات؟ والإجابة دائماً: لا أعرف. ماهي طبيعة تحالفاتكم؟ لا أعرف، هل من معلومات عن طبيعة المعركة الانتخابية في الدائرة؟ بصراحة لا أعرف، كم لائحة في الدائرة؟ لا أعرف، ولا أعرف إذا كان المتحالفون يعرفون. بماذا تعد أهل الكورة؟ هنا يرفع سعادة يديه مُتنصّلاً من كلّ التزام: لا أعدُهم بشيء.
إقرأ أيضًا: من إبداعات القانون الانتخابي النسبي .. ولادة لوائح ملغومة
صوّتوا للسيد سليم سعادة، فهو أصدقُ المرشحين على قلّتهم، ويبدو أنّه على مذهب ابن مسعود حين قال: إذا ترك العالم قول لا أدري أُصيبت مقاتلُه. أو قول أبو الدرداء: من يزدد علماً يزدد وجعاً، ونُقل عن الشعبي (من كبار الفقهاء) أنّه عُرضت عليه أربعين مسألة، فأجاب عن اثنتين أو ثلاث.
وعلى كلّ حال: رُبّ نائبٍ جاهلٍ وصادق، خيرٌ ألف مرّة من نائبٍ عالمٍ كاذب،ٍ ومخادع ولص محترف.