استدعى مدير الشؤون السياسية والقنصلية في وزارة الخارجية السفير غادي الخوري، بناءً على تعليمات وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، ممثلة مكتب المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في لبنان ميراي جيرار، على خلفية البيان الصادر عن المفوضية عن عودة نحو 500 نازح سوري من منطقة شبعا إلى بيت جن السورية.
بدوره أثار الخوري، وفق بيان للخارجية صدر أمس الجمعة، مسألة سلوك المفوضية لجهة اصدارها بيانًا مخالفًا للسياسة العامة اللبنانية المنسجمة بالكامل مع المبادىء الإنسانية والقانون الدولي، التي تقضي بالعودة الآمنة والكريمة للنازحين السوريين إلى بلدهم، مشيرًا إلى أن "مضمون البيان يزرع الخوف والتردد في نفوس النازحين السوريين الذين قرروا طوعًا وبملء إرادتهم العودة إلى بلدهم، لكون الوضع الأمني في معظم مناطق سوريا بات يسمح بالعود، وتزامنت المواجهة الديبلوماسية الحاصلة بين الخارجية ومفوضية اللاجئين، مع تقرير لافت وزعته أمس منظمة "هيومن رايتس وتش" اتهمت فيه 13 بلدية في لبنان باجلاء 3664 لاجئ سوري قسرًا من منازلهم وطردتهم من البلديات، على ما يبدو بسبب جنسيتهم ودينهم، بينما لا يزال 42 ألف لاجئ آخرين يواجهون حظر الإجلاء.
في السياق ذاته، لم تستبعد بعض المصادر أن تنعكس هذه المواجهة على أجواء مؤتمر بروكسل المخصص لدعم الدول التي تستضيف النازحين السوريين، لا سيما في ظل معلومات كشفت أن بعض الدول العربية والغربية لا زالت تضغط لمنع عودة النازحين بشكل جماعي، لأن ذلك يعني بالنسبة لهم أن أغلب المناطق السورية باتت مستقرة بعد خروج المسلحين منها وإقرارًا بانتصار النظام وقرب انتهاء الحرب العسكرية برغم استمرار الحرب السياسية والدبلوماسية، مشيرة الى أن الكثير من المناطق باتت خالية من المسلحين وبات بإمكان النازحين العودة اليها مثل مناطق القلمون ومحيط دمشق كله عدا مناطق حمص وحلب وسواها.
من جهة أخرى، أكدت مصادر وزارية نقلًا عن صحيفة "اللواء": "أن قضية عودة النازحين مسألة معقدة لأنها تتعلق بأكثر من طرف اقليمي ودولي وبتوفير الضمانات في سوريا للعودة الامنة لهم، وتحديد من هي الضامنة للعودة الامنة"، وقالت: "أن الجهة الوحيدة المخولة متابعة ملف العودة هي الأمم المتحدة، وهي تقوم بما عليها من اتصالات، لكن يفترض أن يتم تحديد المناطق الامنة أولًا وسبل العودة وتوفير سلامة العائدين وتحضير أماكن اقاماتهم".
في المقابل أكدت الناطقة باسم مكتب المفوضية ليزا أبو خليل نقلًا عن صحيفة "الحياة" أن "موقف المفوضية من مسألة عودة النازحين هو نفسه".