فتحت التحالفات والحملات الإنتخابية لتيار المستقبل والتيار الوطني الحر، جرح الخلافات بين التيارين وبين الحزب التقدمي الإشتراكي، الذي لخصت مصادر مطلعة على موقفه علاقته بالطرفين بأنها بحاجة للتوضيح مع المستقبل ومنعدمة تقريبًا مع التيار الحر، بسبب ما وصفته المصادر "محاولات التيار الحر الالغائية للحزب التقدمي، وهو الأمر الذي لن يقبله بأي شكل من الإشكال ولن يسمح به".
في هذا السياق، قالت المصادر نقلًا عن صحيفة "اللواء" أن علاقة التقدمي بالمستقبل محكومة الآن ببعض التحالفات الإنتخابية والمرحلة تتطلب تمرير الإنتخابات بالتي هي، ومن بعدها لا بد من مصارحة بين الطرفين حول مستقبل العلاقة الثنائية التي تمر بمرحلة انعدام الثقة، والذي يبدو أنه أمر ليس بالسهل تجاوزه في ظل التراكمات التي حكمت العلاقات منذ التسوية الرئاسية وتشكيل الحكومة ومن ثم التحالفات الإنتخابية وتركيب اللوائح بحيث لم تستقر على اسس ثابتة.
من جهة أخرى، أوضحت المصادر أن أزمة الثقة لا علاقة لها بالإنتخابات بل جاءت مشكلة الإنتخابات كنتيجة، وهي قامت بسبب خلافات سياسية حول الملفات الكبرى ومنها ملفات حكومية كالكهرباء ومؤتمر باريس الأخير وطرق معالجة الوضع الإقتصادي والمالي والمعيشي الصعب.
وبالنسبة للعلاقة مع "التيار الحر"، والذي يزور رئيسه الوزير جبران باسيل شرقي صيدا اليوم، قالت المصادر: أنها من الاساس غير سوية، لأن مشروع التيار هومحاصرة وليد جنبلاط وإضعافه ومحاولة الغائه، وهو أمر لن يسمح به الحزب التقدمي ولا حلفاؤه وفي مقدمهم الرئيس نبيه بري، الذي تعتبر العلاقة معه الثابت الوحيد والدائم والراسخ، بينما العلاقة بين التقدمي وحزب الله جيدة ومستقرة وايجابية في بعض المواضيع، وهناك اتفاق بين الطرفين على تنظيم الاختلاف، بحسب ما أفادت به "اللواء".
من ناحيتها، أوضحت المصادر أن علاقة "التقدمي" بالقوات اللبنانية مستقرة وقائمة على أساس سياسي عنوانه مصالحة الجبل، والطرفان متمسكان به وبناء عليه جرى تحالفهما في الجبل، ويجب ان تبقى العلاقة مستقرة منعًا لأي اهتزاز، لكن ظروف ما بعد الإنتخابات لا يمكن التكهن بها، فربما تطرأ مواضيع تفرض اعادة البحث السياسي مجددًا، لكن المصادر أكدت أن علاقة التقدمي جيدة أيضًا مع الجماعة الإسلامية وهي تترسخ بشكل مستمر في المناطق التي يتواجد فيها الطرفان لأنهما متمسكان باستمرار استقرار هذه العلاقة.