مع ازدياد التوتر على الجبهة الشمالية بين "إسرائيل" وسوريا، أكد خبير عسكري إسرائيلي أن الحرب على تلك الجبهة تبعد بمقدار خطأين أو ثلاثة أخطاء، متوقعاً أن "تقدم إيران على رد بطريقة ما خلال الاحتفال بعيد الاستقلال (النكبة)".
وأوضح الخبير العسكري الإسرائيلي عاموس هرئيل أن "التوتر في الشمال بعد الهجوم الثلاثي بقيادة أميركا ومشاركة كل من بريطانيا وفرنسا فجر السبت الماضي، ضد النظام السوري ظل مرتفعا جداً خاصة مع انتظار الانتقام الإيراني على القصف المنسوب لـ"إسرائيل" الذي استهدف مطار التيفور وأدى لمقتل عدد من العسكريين الإيرانيين".
ومما يؤكد حالة التوتر المتصاعدة، "إطلاق خاطئ للصواريخ في سوريا فجر الثلاثاء الماضي، والذي استمر لعدة ساعات ما أثار توقعات بشأن هجوم إسرائيلي آخر، وتبين فيما بعد أنه كان نتيجة عصبية زائدة في نظام الدفاع الجوي السوري"، وفق هرئيل الذي أكد أن الصواريخ "لم تصب أي شيء".
ورأى أن الإدارة الأميركية بزعامة دونالد ترامب"استكملت المهمة، وواشنطن لا تظهر أي دلائل على نيتها إبقاء قواتها في سوريا، رغم التقدير المتفائل للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بداية الأسبوع".
وقال: "ها هي أميركا تخلي مرة أخرى الساحة في سوريا لروسيا وإيران التي أعلنت مرارا وتكرارا، أن الحساب بقي مفتوحا مع إسرائيل حول نفس القصف في القاعدة الجوية بمطار التيفور وسط سوريا الأسبوع الماضي".
ولفت الخبير، إلى وجود نشاط حثيث لجهاز الإعلام الإسرائيلي الذي يعمل الآن لساعات إضافية، و"نشر في عدد من مواقع الإخبارية وفي إسرائيل حول النظام الجوي الذي يستخدمه الحرس الثوري الإيراني في سوريا، والذي ينتمي إليه عدد من الضباط والمستشارين الذين قتلوا في الهجوم على التيفور"، حيث اعترف أحد الضباط رفيعي المستوى في الجيش الإسرائيلي بالمسؤولية عن الهجوم.
وأكد هرئيل أن "المعلومات تظهر عمق التمركز العسكري الإيراني في سوريا"، موضحا أن "هناك رسالتين ترسلهما تل أبيب إلى طهران؛ الأولى أن إسرائيل مصممة على مواصلة المواجهة معكم إذا قررتم تعميق تواجدكم العسكري في سوريا".
وأما الرسالة الثانية فهي أن "نظامكم العسكري مكشوف للاستخبارات الإسرائيلية، وبناء على ذلك هو مكشوف جدا لهجمات أخرى".
وأضاف: "وسط تبادل الاتهامات بين إسرائيل وايران، سمع تصريح لنائب الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، الذي توقع رداً إيرانياً ضد إسرائيل، أي ليس بشكل مباشر عبر "حزب الله"، وشدد على أن "محور المقاومة لن يسمح بتقييد نشاطاته في سوريا".
وذكر هرئيل أن "هذه التصريحات تشير إلى ترسيم ساحة الرد على الحدود بين إسرائيل وسوريا، ويبدو أنه سيكون صدام في هذه الساحة المفضلة بالنسبة لكل الأطراف ذات الصلة"، لافتاً الى أن "حزب الله يستعد للانتخابات البرلمانية في 6 أيار، وإسرائيل تريد إبقاء قوة نار المنظمة اللبنانية خارج الصدام لتقليص حجمها".
ونوه إلى أنه من "المشكوك فيه أن تكون طهران معنية بإدخال حزب الله الآن في مواجهة شاملة يصعب توقع نتائجها"، مشيرا إلى أن "التصريحات والتطورات الأخيرة من كافة الأطراف المشاركة تشير إلى اتجاه واحد وهو أن الاحتفال بيوم الذكرى (النكبة الفلسطينية) ويوم الاستقلال السبعين سيجريان في أجواء أمنية متوترة بصورة واضحة، إزاء احتمال أن تختار إيران هذا التوقيت للقيام بعملية تمثل الرد من قبلها".
وتابع: "إذا تحقق هذا السيناريو فإن نتائج العملية الإيرانية هي التي ستملي طبيعة الرد الإسرائيلي"، منوها إلى أن "هناك فجوة عميقة بين صلية صواريخ على منطقة مفتوحة، وبين محاولة متعمدة لتشويش احتفالات عيد الاستقلال (النكبة)".
وتوقع الخبير أن "متخذي القرارات في طهران يدركون الأخطار المحدقة بالتصادم المباشر مع إسرائيل، في وضع يكون فيه رجالهم مكشوفين جداً في سوريا، كما أن وجودهم العسكري لا يكفي لإدارة الحرب"، ملمحا إلى إمكانية تدمير "المشروع الذي استثمروا فيه الكثير من الموارد في لبنان (مشاريع إنتاج الصواريخ الدقيقة كما تزعم إسرائيل)".
وأوضح أن "التشخيص الثابت الذي يقول إن إسرائيل توجد منذ بضع سنوات على بعد خطأين أو ثلاثة أخطاء من الحرب في الشمال، يبدو صحيحا بشكل خاص في هذا الأسبوع".