افتتح رئيس الجمهورية ميشال عون مؤتمرَ "المساواة في الديمقراطية"، والذي ينظمه المركز الدولي لعلوم الانسان بالشراكة مع جامعة البلمند في قاعة المؤتمرات التابعة لأنطش مار يوحنا مرقس في جبيل.
وما كان لافتًا حسب ما نقلت صحيفة "الجمهورية"، "أنّه بالرغم من أهمّية هذا الحدث، فإنّ العلامة النافرة التي حجبَته، تجلّت في حرفِ التيار الوطني الحر لهذه الزيارة عن وجهتها، وتوظيفِها انتخابيًا، عبر زرعِ كلّ الطرقات المؤدية إلى المنطقة بأعلام التيار، وتسييرِ قوافل سيارات ترفع صوَر مرشّحي التيار".
ومن ناحية أهالي المنطقة أدت هذه الصور والأعلام حسب ما وصفت الصحيفة، إلى "امتعاض الأهالي من استغلال الزيارة انتخابيًا، وهو ما تجلّى بعدها في محاولة من قبَل مناصري التيار لاستثمار الزيارة بوصفها إشارةً رئاسية لاستنهاض الناس بحضوره شخصيًا إلى هذه المنطقة في لحظة انتخابية حسّاسة".
وبدورهم، سجّلَ بعض أبناء تلك المنطقة مأخذًا على الرئاسة الأولى، وأكدوا "أنّ الحيادية هي التي كان يجب أن تُعتمد، وكان الأجدر إبعاد الزيارة عن كلّ ما يمكن أن يحيطها بشبهة انتخابية"، وقالوا: "إن لم توجد نيّة لاستغلال قدوم عون إلى جبيل لافتتاح المؤتمر، فلماذا لم يتمّ الإيعاز إلى المناصرين والمؤيدين بعدم رفعِ الصور العملاقة وتسييرِ المواكب والتجمّع، أو على الأقلّ التشديد عليهم بالاكتفاء بحملِ الأعلام اللبنانية وصورِ الرئيس، من دون رفعِ أعلام التيار وصورِ المرشّحين؟".
وبدوره، شدد الرئيس عون خلال المؤتمر، على "أن مبدأ المساواة لا يمكن أن يطبق في لبنان بشكل صحيح ومرضٍ، طالما أن نظامنا الطائفي هو الذي يحدد هوية الأشخاص في مواقع ومراكز معينة، ولا يتيح المساواة في تنافس الكفاءات، ولا مناص في النهاية".
واعتبر أن روح الديمقراطية هي روح واحدة لا تتجزأ، والبعد عن تحقيق المثال الديمقراطي، يعود بشكل أساسي إلى "تطويع" هذه الروح بحسب مصالح الدول الكبرى وتفريغها من مضمونها الحقيقي، وأحيانًا كثيرة تحت ذريعة "نشر الديمقراطية"، مشيرًا إلى أنه "من التناقضات المريرة في عالمنا، ضعف العدالة والمساواة والاحترام المتبادل بين الدول، في حين ينادي معظمها بالتزام الديمقراطية"، وقال: "لقد دمرت نزعة التوسع والسيطرة لدى الدول الكبرى والقوى العالمية، روح الديمقراطية. فكيف يمكن لدولة تمارس النظام الديمقراطي مع شعبها، بما يشتمل عليه من قيم، أن تمارس سياسات هدامة وظالمة وانتهازية، ومجرّدة من القيم تجاه دول وشعوب العالم؟".
وكان قد حضر حفل افتتاح المؤتمر وزير الثقافة الدكتور غطاس خوري، ونواب منطقة جبيل، وعدد من الشخصيات الدينية، وعدد من رؤساء الجامعات والشخصيات الاكاديمية والثقافية وابناء المنطقة.