تحاول إيران كسب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إلى صفها، قبل خوض مواجهة محتملة مع إسرائيل مفتوحة في الأراضي السورية.
ووصل بشكل مفاجئ وزير الدفاع الإيراني، أمير حاتمي، إلى بغداد، الأربعاء، فيما تقول مصادر دبلوماسية إنه سيحاول استمالة العبادي إلى الصف الإيراني في النزاع المحتمل مع إسرائيل على الأراضي السورية.
وتخشى إيران أن تؤثر العلاقات الوثيقة التي تربط العبادي بالإدارة الأميركية على موقف العراق في حال اندلع النزاع.
ويرى خبراء استراتيجيون أن إيران لن تتورط في حرب مع إسرائيل في سوريا، ما لم تأمن جانب العراق، لأنه منفذها الوحيد على هذه الجبهة.
لكن مصادر سياسية في بغداد أكدت لـ”العرب”، أن “الإيرانيين لن يحرزوا أي تقدم في محاولة إقناع العبادي، وعليهم الاعتماد على حلفاء عراقيين غيره، في حال قرروا مواجهة إسرائيل عسكريا في سوريا”.
وأضافت المصادر نفسها، أن العبادي سيلتزم بسياسة النأي بالنفس عن تطورات النزاع السوري، التي أعلن عنها سابقا.
وبالرغم من أن وزير الدفاع الإيراني عدّد فقرات كثيرة تضمنها جدول أعمال زيارته إلى العراق، إلا أن المراقبين يجمعون على أن الملف السوري يأتي في مقدمتها.
وبالنسبة لإيران، فإن العراق هو مصدر المال والرجال في صراعها على الأرض السورية.
واستبعد مراقب سياسي عراقي أن يتم التنسيق مع رئيس الوزراء العراقي في ذلك المجال الذي تعرف إيران أن العبادي لن يقوى على أن يكون طرفا متشددا فيه حتى لو كان النأي بالعراق عن الصراع هو غايته.
واعتبر المراقب في تصريح لـ”العرب” أن ما تملكه إيران من أوراق في العراق يتخطى صلاحيات رئيس الوزراء.
وقال “عمليا إن الميليشيات العراقية الطائفية التي قاتلت وتقاتل الآن في سوريا لم تكن في حاجة إلى إذن من العبادي باعتباره قائدا عاما للقوات المسلحة لتشارك في الحرب هناك. فهي غير خاضعة لسلطة الدولة العراقية وتتلقى أوامرها من طهران، بحكم تبعيّتها للحرس الثوري الإيراني من خلال فيلق القدس″.
ويسافر الآلاف من الشبان العراقيين إلى سوريا للقتال تحت إمرة ضباط في الحرس الثوري الإيراني، لدعم النظام السوري في صراعه ضد أطراف متعددة، فيما تعمل شركات عديدة داخل العراق، واجهات لغسيل الأموال وتحويلها إلى سوريا لتمويل الأنشطة الإيرانية هناك.