أشهر معدودة، هي الفترة التي منحها الزمن لمحمود مسلماني كي يفرح بتحقيق طموحه بالانضمام الى الجيش اللبناني، قبل أن يتوقف عداد عمره خلال وجوده في خدمته في اللواء التاسع، حيث عثر عليه زملاؤه فاقداً وعيه، ممدداً على ارضية الحمام في الثكنة العسكرية في بلدة اللبوة، لينقل الى مستشفى دار الامل الجامعي في بعلبك وبعدها بطوافة الى مستشفى الرسول الاعظم، حيث قاوم الموت اياما قبل ان يسلم الروح صباح امس.
الوداع الاخير
" قبل نحو الشهرين، وضّب محمود (21 سنة) حقيبته، ودّع عائلته المؤلفة من والديه وشقيقه وشقيقته، وانتقل الى بلدة اللبوة حيث فرز للخدمة في الثكنة العسكرية الموجودة فيها" بحسب ما قاله خاله كامل مسلماني لـ"النهار"، شارحاً "منذ سبعة اشهر انضم الى صفوف الجيش اللبناني، انهى دورة التنشئة، ليفصل الى بعلبك، كان سعيدا جدا انه سيخدم ويشارك بحماية وطنه، لكن لم يتمكن من تحقيق ما حلم به، بعد ان تعرض لحادث مؤسف، حيث وقع في حمام الثكنة، تقرير الطبيب الشرعي اشار الى تعرضه لجلطة، من دون ان نعلم ان كانت هي من تسببت بوقوعه، ام انه اصيب بها نتيجة سقوطه".
نهاية الحلم
في ذلك اليوم "دخل ابن بلدة الشعيتية، سكان المريجة الى الحمام، وعندما طال الوقت، طرق زملاؤه عليه الباب، لم يجب، مما دفعهم الى فتحه، ليجدوه ممدداً ارضاً، سارعوا به الى مستشفى دار الامل، اسبوع وهو فاقد وعيه فيها، لتنقله بعدها طوافة الجيش اللبناني الى مطار رفيق الحريري الدولي ومنه الى مستشفى الرسول الاعظم، كان وضعه الصحي صعباً، دقات قلبه كانت جيدة لكن ضغطه كان يهبط بين الحين والاخر، كما تجمد الدم في دماغه متسببا بغيبوبته. اطلعنا الاطباء انه لا يمكنه اجراء عملية له حتى يستعيد وعيه، وبدلا من ذلك أسلم الروح عند الساعة التاسعة من صباح امس".
اليوم ووري محمود في جبانة بلدته، رحل تاركاً خلفه اهلاً واحباباً مفجوعين بهول المصاب، اذ كيف لهم تصديق ان من زيّن حياتهم بضحكته وابتسامته لن يعود اليهم بعد الآن...