بالدم دفع الشاب خلدون كور ثمن خلاف عائلته مع الجيران على قطعة ارض في وادي النحلة، فسقط في أول من امس قتيلاً بعدما أصيب بطلق ناري من بندقية حربية، في حين اصيب والده عقاب برجليه وكذلك الجار احمد دلال اضافة الى شابين لا علاقه لهما بما يدور صودف وجودهما في المكان اثناء الاشكال.
خلاف على أملاك الغير
المفارقة ان قطعة الارض المتنازع عليها بين عائلتي كور والدلال لا تعود ملكيتها لاي منهما، بل لعائلة ابو جودة، بحسب ما اكد مصدر في قوى الامن الداخلي لـ"النهار" شارحاً "لا تتجاوز مساحتها بضعة امتار، وقبل ايام قدم ابن الدلال البالغ من العمر 26 سنة شكوى ضد كور، قبل ان يتطور الخلاف في أول من امس عند حوالى الساعة الخامسة مساء، استخدمت خلاله الاسلحة الحربية، حيث اصيب خلدون بطلقة من بندقية في رأسه، اردته قتيلا على الفور، لكن حتى اللحظة لم نحدد من بادر باطلاق النار، فالتحقيق لا يزال مفتوحاً في فصيلة البداوي، مع العلم اننا اوقفنا والده واحمد اللذين يتلقيان العلاج في المستشفى الاسلامي الخيري في طرابلس".
قصة قديمة متجددة
القصة تعود كما شرح غانم سيف جار الطرفين الى سنة من الآن، "عندما باع عقاب كور الارض التي لا يمتلكها في الاساس الى احمد، فقام الاخير بترميم الغرفتين والمطبخ المبنية عليها، تزوج وسكن فيها، لكن منذ فترة قليلة اراد عقاب استرجاعها، رفض احمد، مما ادى الى حصول مناوشات بين الطرفين، حتى وقع في الامس ما لم يكن في الحسبان، حيث صودف مرور شقيق احمد الصغير على الطريق امام عقاب فما كان منه الا ان ضربه، سارع الدلال وابلغ شقيقه الذي حضّر نفسه للمواجهة، وبالفعل حضر عقاب ومعه ابنه خلدون (18 سنة) مسلحاً، طرق الباب على الدلال الذي سارع الى فتحه، ليقع الاشكال واطلاق النار ".
خسارة لا تعوض
من اجل حفنة تراب خسر خلدون حياته، ليلتحف تراب بلدته، واشار غانم "والده مصر على عدم تقبل العزاء الى حين الاخذ بثأره، لكن للاسف لا شيء سيعيد فلذة كبده الى حضنه، فقد كان خلدون كبير اشقائه الذي ترك مدرسته العام الماضي ودخل معترك العمل مع والده، سند عقاب ورفيق دربه، وها هو اليوم يخسر من ربّاه عمراً من اجل قطعة ارض لا تقدم ولا تؤخر".
سيخلد خلدون الى الابد، بعدما كتب عليه ان يكون ضحية جديدة للسلاح المتفلت الذي يستمر في حصد الارواح طالما انه باق في ايدي الناس ولغياب القانون في ضبط المعتدين على الأراضي والبناء العشوائي!