رواتب رؤساء ووزراء مصر لا تصل إلى عُشر رواتب رؤساء ووزراء لبنان

أولاً: رواتب كبار المسؤولين في مصر

بعد حملة إعلامية كبرى في مصر لتعديل رواتب الرؤساء والوزراء وكبار المسؤولين، بقيادة الإعلامي المشهور عمرو أديب (وهو مُقرّب من رئاسة الجمهورية)، تمكّن مجلس الشعب من إقرار وتحديد راتب الوزير المصري (مع مزيد من الجرأة والمغامرة) بحوالي إثنين وأربعين ألف جنيه مصري.

مذيعة قناة الشرق (التي استهولت المبلغ) قامت بقسمة الراتب على ثلاثين (سعر صرف الجنيه مقابل الدولار)، لتستنتج أنّ معالي الوزير بات يتقاضى راتباً لا يقل عن ألف وأربعمائة دولار أميركي شهرياً، وهذا، حسب المذيعة، لا يُقاس برواتب الدكتور، أو الطبيب، أو سائر موظفي الدرجات العليا في الدولة، والتي لا تتجاوز الألفي جنيه أو ثلاثة آلاف، وبالقسمة على ثلاثين دائماً، يتراوح راتب الأستاذ الجامعي والطبيب ما بين خمسين أو مائة دولار على الأكثر.

إقرأ أيضا : السعودية تقود سفينة العرب

المفارقة ليست هنا، المفارقة في تعليق المذيعة على زيادة رواتب خمسين فرداً من كبار المسؤولين (الرؤساء والوزراء والمناصب القضائية العليا ) التي عقّبت على ذلك (أي هذه الرواتب الضخمة) بالقول: لا بأس من زيادة رواتب كبار المسؤولين لتبلغ ضعف الحد الأقصى لرواتب سائر المسؤولين، وتتضخّم لتصل حدود إثنين وأربعين ألف جنيه، ونحن بلد فقير، تقول مذيعة الشرق، ومطلوب من الموظف العادي (أبو راتب ألف وخمسمائة جنيه) أن يتبرّع لمصر بخمسة جنيه، من هنا أو هناك، ويصبّح على مصر ويمسّي أيضاً، كل ذلك من أجل أن يقبض علي عبدالعال ضعف الحدّ الأقصى!

إقرأ أيضا : باسيل يختلق عدو وهمي للمسيحيين في رميش

ثانيا : رواتب كبار مسؤولي لبنان

لو تعلم مذيعة قناة الشرق مع رئيس تحرير أخبارها، أنّ راتب الوزير المصري (بعد أن تضخّم لضعفي الحدّ الأقصى) ما زال راتباً خجولاً ، وخجولاً جداً أمام راتب الوزير اللبناني والنائب اللبناني، أمّا الرؤساء فيتمتع كلّ واحد منهم بميزانية رئاسية تفوق الخيال، كل ما نستطيع أن نُقارن به راتب الوزير المصري هو راتب السيد "حسن نصرالله "الذي صرّح به، وهو يقارب الألف وأربعمائة دولار.

مع رواتب وزرائنا ونُوّابنا المنعّمين، والتي تُقارب نصف مليون جنيه مصري شهرياً (مع التعويضات والبدلات وخلافه)و مع ذلك فنحن بلد فقير ومديون، بأكثر من تسعين مليار دولار ، ولا يوجد عندنا بترول ولا غاز ولا قناة سويس، بل عندنا نفايات، وازدحام سير خانق، وبواخر كهرباء، ووزراء يجوبون الكرة الأرضية بسرعة الصوت على حساب الخزينة، عندنا طاقة مياه حرزانة، لكنّها مُلوّثة، ومع ذلك، فنحن بحمد الله، لم تصل الأمور عند حُكّامنا ليطالبوا المواطن بالتبرع بخمسة آلاف ليرة لصالح الخزينة

عزيزتنا مذيعة قناة الشرق:

لو نتبادل المسؤولين مع الشقيقة مصر، لحُلّت أزمة مديونية لبنان من فروقات الرواتب فقط.