تختلف المفاهيم والمصطلحات التي تُعالج أي ظاهرة إجتماعية أو سياسية بين منطقة وأخرى ، وتأخذ بعض الظواهر من حيث المعالجة معايير مذهبية أو مناطقية قد نراها مرفوضة في طوائف ومناطق أخرى.
إلاّ أنّ هناك بعض الظواهر التي تتفق البشرية عليها على أنها مسيئة للإنسانية أو ذات منفعة لها ، ومن أبرزها ظاهرة العبودية التي إستطاع العالم التخلص منها نهائيا بعد توحّد المعايير على مكافحتها .
لكن في لبنان ، إستطاعت هذه الظاهرة أن ترتدي لبوس مختلف ذات أقنعة ، فهي من الخارج جميلة توحي بشيء من الحرية ومن الداخل تُمثِّل عمق مفهوم العبودية وأقبحها .
من تبعات هذه العبودية المقنعة في لبنان ، ظاهرة ركوب المرشحين على أكتاف الناخبين في المهرجانات والسير بهم وسط الحشود ، مع الترحيب والتهليل .
وبعدها يصعد المرشح إلى المنبر ويبدأ كلامه واعدا بالحرية والفجر الجديد المليء بالإصلاح والبناء والتطور والديمقراطية .
يتناسى هذه المرشح ، أنه من لحظات فقط كان يُمارس فعل العبودية على الناخب ، ويستكبر عليه وكأنّه فرعون العصر ، بل الأنكى أن بعض المرشحين خصوصا الذين يتبعون لأحزاب دينية كالمرشح حسين الحاج حسن ، عندما يبدأ محاضرته أمام الناس ، يُذكّرهم بقصة فرعون ويأتي على ذكر الآيات القرآنية الكريمة التي تتحدّث عن الموضوع.
إقرأ أيضا : لا خيار لنا إلا الحرية والتغيير
فأي تناقض هذا ؟ وأي خداع للناخب ؟
وهنا ، يجب إدانة أيضا هذا الناخب الذي يسمح لنفسه بهذا الذل وهو ليس مجبرا عليه ، فمتى كُنتُم عبيدا وقد ولدتكم أمهاتكم أحرارا ؟!
وقد سلَّط تلفزيون الجديد بالأمس بتقرير على هذه الظاهرة ، وجاء في خلاصة التقرير أن هذه الظاهرة باختصار هي إهانة لكرامة الإنسان .
فهل يُصدَّق الناخب اللبناني ، وخصوصا في بعلبك الهرمل ، أن من يستعبده هو نفسه من سيحرّره؟
فهذا المرشح أو ذاك ، عندما يركب على أكتاف الناخب يشعر بالتكبر والإستعلاء والسيادة على هذا الناخب ، أما الأخير بالله عليكم بماذا يشعر ؟
ألا يشعر بالخزي والعار والذل وهو يحمل على أكتافه من لم يؤمّن له الطبابة والإستشفاء والمدارس ، ومن لم يبنِ له حتى جامعة واحدة في بعلبك الهرمل ؟
أليس موعد ٦ أيار بقريب ؟