"هناك عوائل شهداء وأبناء شهداء يتقاضون فقط 190$ شهريًا، وهم قدموا أبناؤهم الذين بنظرهم يعادلون الدنيا وهذا تقصير بحقهم ومنهم من أتى إليّ وأخبرني بذلك بينما عندما كان الإحتلال في الجنوب، تم إنشاء مجلس الجنوب لمساعدة عوائل الشهداء ونحن ندعو لإنشاء مجلس مماثل لمساعدة عوائل الشهداء في بعلبك، وندعو كل من طالب ودعم ذهاب هؤلاء الشباب إلى سوريا لتمويل هذا الصندوق وبالأخص رئيس الجمهورية"، هذا ما قاله رئيس المركز العربي للحوار والدراسات الشيخ عباس الجوهري، وما يقوله اليوم وفي جميع إطلالاته الإعلامية حول مأساة عوائل الشهداء في منطقة بعلبك – الهرمل الذين أصبح عددهم أكثر من 3000 أسرة، بعد مرور سبع سنوات على انخراط الحزب الفعلي في الحرب الدائرة في سوريا، وذلك بهدف تحسين الوضع المعيشي لأهالي الشهداء وإنشاء صندوق خاص بهم.
إقرأ أيضًا: متى ستدافع الدولة اللبنانية عن المعارض الذي يرفض الحرمان لأهالي منطقته؟
مجلس الجنوب
في بداية السبعينيات من القرن الفائت وفيما كان الإمام موسى الصدر يتابع، جولاته ومحاضراته في المناطق اللبنانية كافة، طارحًا وضع الجنوب ومعاناته اليومية في ظل الحرمان والإعتداءات الإسرائيلية اليومية، محاولًا تعبئة المجتمع اللبناني بأسره ليتحرك باتجاه إنقاذ الجنوب، وبتاريخ 12/5/1970 من تلك الفترة وقع عدوان اسرائيلي عنيف على القرى الحدودية الجنوبية الأمر الذي ألحق خسائر جسيمة بأرواح المواطنين الأبرياء وممتلكاتهم، وتسبّب بنزوح كبير وصل تعداده الى حدود خمسين ألف مواطن من ثلاثين قرية حدودية، بادر الإمام الصدر على الفور داعيًا بتاريخ 13/5/1970 الرؤساء الدينيين في الجنوب، من مختلف الطوائف، وذلك بهدف تأسيس "هيئة نصرة الجنوب" التي أولته رئاستها وأولت نيابة الرئاسة للمطران انطونيوس خريش، وتبنت هذه الهيئة مطالب الإمام الصدر من أجل حماية الجنوب وتنميته، ثم دعا الإمام الصدر إلى إضراب وطني سلمي شامل لمدة يوم واحد من أجل الجنوب، وتجاوب كل لبنان مع هذه الدعوة، ونُفذ الاضراب الشامل بتاريخ 26/5/1970، واعتبر حدثًا وطنيًا كبيرًا.
واجتمع مجلس النواب في مساء اليوم ذاته، فأقر تحت ضغط التعبئة العامة، مشروع قانون وضع أفكاره الإمام الصدر، يقضي بإنشاء مؤسسة عامة تختص بالجنوب، مهتمها "تلبية حاجات منطقة الجنوب وتوفير أسباب السلامة والطمأنينة لها"، وصدر هذا القانون بتاريخ 2/6/1970، وسندًا له أنشئ "مجلس الجنوب" وربط برئاسة مجلس الوزراء، وتأمنت لهذا المجلس واردات بلغ مجموعها لغاية منتصف سنة 1980 أكثر من مائتي مليون ليرة لبنانية خصصت لتعزيز صمود الجنوبيين وللتعويض عن أضرار الاعتداءات الإسرائيلية وللإنفاق على مشاريع وخدمات عامة في الجنوب.
إقرأ أيضًا: الشيخ عباس الجوهري أيضًا وأيضًا محاولة إغتيال!
خزان المقاومة ينتفض على الإهمال
على الرغم من أن دائرة بعلبك – الهرمل تشكّل خزان المقاومة والشهداء كما تقول دعاية الحزب، إلّا أن الحرمان الذي تعاني منه المنطقة مرتفع جدًا، فهي قد تشكّل عاملًا سلبيا ضد الحزب في المعركة النيابية المقبلة التي ستجري في 6 آيار، خصوصًا داخل البيئة الشيعيّة التي ترى أنّ معظم الخدمات تذهب الى مناطق لبنانية محظية فيما البقاع مهمَلٌ عمومًا، والتي شكلت دافعًا أساسيًا لذهاب شباب في عمر الورد إلى المستنقع السوري حيث ثقافة الموت.
صرخة أحد عوائل شهداء ( الحزب ) في بعلبك – الهرمل
منذ سنة 2011 أخذ القرار السيد هاشم صفي الدين ومدير عام مؤسسة الشهيد جواد نور الدين بسلب نصف معاشات عوائل شهداء البقاع الذي يعطيه لمجلس الجنوب بالقوة وتحت الضغط كما أن هذه المؤسسة تجبر عوائل شهداء البقاع على توكيلها بهذا المعاش لها تحت حجة أنّه لا يوجد مال بعد في خزينة البقاع، (مثل ما عودونا بياخدو وما بيعطونا).
لذا نطلب من رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء ورئيس مجلس النواب ومدير عام مجلس الجنوب برفض وإلغاء الوكالات المفروضة على عوائل الشهداء هذا ما قاله أحد أبناء شهداء الحزب في منطقة بعلبك والسبب تدني الوضع المعيشي لعوائل الشهداء في منطقة بعلبك - الهرمل.