حذّر الكاتب في صحيفة نيويورك تايمز الأميركية توماس فريدمان من أنّ سوريا ستنفجر وستشهد على مواجهة إيرانية-إسرائيلية، بعد الضربة الأميركية-الفرنسية-البريطانية وتوعّد روسيا بالرد، ومن قبلها إسقاط طائرة أف-16 إسرائيلية في الجليل بعد إسقاط طائرة مسيرة إيرانية في الجولان المحتل في 10 شباط الفائت
 

وأوضح فريدمان أنّه سيصعب على الولايات المتحدة الأميركية وروسيا البقاء بمنأى عن المواجهة الإسرائيلية-الإيرانية إذا ما وقعت في سوريا، لافتاً إلى أنّ تبادل الضربات المباشرة بين تل أبيب وطهران بدأ، في إشارة إلى الغارة الإسرائيلية التي طالت قاعدة "التيفور" العسكرية في ريف حمص الإثنين الفائت.

في هذا السياق، عاد فريدمان إلى مواجهة 10 شباط، ناقلاً عن المتحدث بإسم الجيش الإسرائيلي رونين مانليس قوله الجمعة الماضي إنّ الطائرة المسيرة الإيرانية كانت تحمل متفجرات على متنها، معتبراً أنّ هذه المزاعم، إذا ما ثبتت صحتها، توحي بأنّ فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، الذي يقوده الجنرال قاسم سليماني، يحاول "شن ضربة عسكرية حقيقية على إسرائيل من سوريا" وليس تنفيذ مهمة استطلاعية فقط. 

ونقل فريدمان عن مصدر عسكري إسرائيلي كبير قوله: "هذه المرة الأولى التي تقوم إيران بتحرّك من هذا النوع ضد إسرائيل، لقد تحرّكت بنفسها وليس عبر وكالة"، وتحذيره من أنّ هذه الخطوة "افتتحت مرحلة جديدة".

وفيما قال فريدمان إنّ ضربة "اليتفور" الإسرائيلية أودت بحياة 7 عناصر في فيلق القدس، بمن فيهم قائد وحدة الطائرات المسيرة، نقل عن المصدر نفسه تأكيده أنّ "هذه المرة الأولى التي تستهدف فيها إسرائيل أهدافاً إيرانية مباشرة، على مستوى المنشآت والأشخاص على السواء"، وذكّر بتصريح مستشار المرشد الإيراني الأعلى، علي أكبر ولايتي القائل: "سنرد على هذه الجرائم".

في هذا الإطار، تناول فريدمان دور إيران "الساعية إلى بناء شبكة من القواعد ومصانع الصواريخ في سوريا"، متهماً سليماني بخوض لعبة من أجل توسيع قبضة إيران على أجزاء أساسية من العالم العربي والمضي قدماً في خلافه على النفوذ مع الرئيس الإيراني حسن روحاني.

فريدمان الذي دعا سليماني إلى التفكير جيداً قبل خوض حرب شاملة ومباشرة مع إسرائيل، نقل عن ضباط عسكريين إسرائيليين اعتقادهم بأنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وسليماني لم يعود حليفيْن بالفطرة؛ نظراً إلى رغبة بوتين في استقرار سوريا، الأمر الذي يضمن بقاء الأسد في الحكم وحفاظ موسكو على وجود بحري وجوي في سوريا وجعلها تبدو كقوة عظمى مجدداً، وإلى رغبة روحاني في الأمر نفسه، لأنّه يتيح للأسد تعزيز سلطته ولا يستنزف الموازنة الإيرانية.

وعليه، حذّر فريدمان من "مبالغة" سليماني ودعاه إلى التفكير جيداً قبل خوض حرب شاملة ومباشرة مع إسرائيل.