كشفت دراسة هي الأولى من نوعها، أن الأشخاص كثيري السهر والذين يعانون عند الاستيقاظ باكرا ولا يستطيعون الخروج من السرير، يموتون قبل الأشخاص الذين ينامون ويستيقظون مبكرا.
وبحسب الخبر الذي نشرته صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية فإن الدراسة اعتمدت على نسب ومعدلات الوفاة.
ووجد فريق الدراسة من جامعة سري البريطانية وجامعة نورث وسترن في الولايات المتحدة، أن الأشخاص الذين يتأخرون بالنوم بشكل طبيعي أكثر عرضة بنسبة 10 في المائة للموت، مقارنة بالذين يفضلون النهوض مبكرا والعمل في النهار.
وامتدت الدراسة لست سنوات ونصف، ويقول الباحثون، "إن الضغط المستمر في العمل في مجتمع تقليدي من 5 إلى 9 ساعات، كان له تأثير كبير على الملايين من الناس، ويمكن أن يكون سببا في قصر مدة حياتهم".
وقال "مالكولم فون شانتز" أستاذ البيولوجيا الكونية في جامعة سري: "هذه مشكلة صحية عامة لا يمكن تجاهلها بعد الآن".
وتابع: "يجب أن نناقش السماح للعمل الليلي بالبدء والانتهاء من العمل في وقت لاحق بحيث يكون عمليا، ونحن بحاجة إلى المزيد من الأبحاث حول كيفية مساعدة العمال الذين يعملون في الليل، في جعل جهودهم تتأقلم مع ما هو أهم وهو الحفاظ على ساعة جسمهم تتزامن مع وقت الشمس".
وشمل البحث حوالي 500 ألف بريطاني تتراوح أعمارهم بين 38 و 73، ووجدوا أن حوالي 9% منهم يعتبرون أنفسهم أشخاصا مسائيين، في حين تم تعريف 27% منهم بأنهم من محبي قضاء أعمالهم في النهار.
وقالت الصحيفة إنه لو تم استقراء كل سكان بريطانيا، فإن ذلك يعني أن 5.8 مليون شخصا معرضون لخطر الموت المبكر، لأنهم غير متزامنين مع البيئة، وقد ركزت الدراسات السابقة في هذا المجال على ارتفاع معدلات الخلل الأيضي وأمراض القلب والأوعية الدموية، ولكن هذه أول مرة ينظر فيها إلى خطر الوفاة.
وقالت الباحثة المشاركة في الدراسة "كريستين كنوتسون" أستاذة علم الأعصاب في جامعة نورث وسترن الأميركية: "من يسهر بشكل مستمر ويحاول العيش في عالم صاخب في الصباح، قد يكون عليه عواقب صحية على جسمه".
وتابعت "كنوتسون": "قد يكون لدى محبي السهر ساعة بيولوجية داخلية لا تتناسب مع بيئتهم الخارجية".
وأشارت إلى أنهم قد يكون هناك إجهاد نفسي على جسدهم بسبب الأكل في الوقت الخطأ، ولا يمارسون الرياضة ولا ينامون بما فيه الكفاية، ويستيقظون في الليل وحدهم، وربما يتعاطون المخدرات أو الكحول، وهناك مجموعة كاملة من السلوكيات غير الصحية المرتبطة بالتأخر في السهر بأن تكون وحدك في الظلام.
ووجد العلماء أيضا أن محبي السهر لديهم معدلات أعلى في مرض السكري، والاضطرابات النفسية والاضطرابات العصبية.
وأوضحت الصحيفة أن فريق البحث أظهر في السابق، أن ما إذا كان شخص ما ليلي أو صباحي بسبب عوامل بيئية ووراثية، وهذا يعني أنه قد يكون هناك طرق لإبقاء مسألة الساعة البيولوجية تحت السيطرة.
وقالت "كنوتسون": "أنت لست محكوما بالفشل، فجزء من ساعتك ليس لديك أي سيطرة عليه، وجزء منها ربما تستطيع".
ويوصي الفريق بأن يقوم الأشخاص الليليون بمحاولة التعرض للضوء في الصباح الباكر وليس في الليل، كما أن الحفاظ على أوقات النوم المنتظمة والحفاظ على أسلوب حياة صحي ومحاولة القيام بالمهام في وقت مبكر من اليوم، يمكن أن يساعد على إعادة ضبط الإيقاع اليومي.
ويريد الباحثون في الدراسات المستقبلية اختبار الأشخاص الليليين لجعلهم ينقلون ساعات جسمهم للتكيف مع جدول زمني صباحي، بجسب " كنوتسون".
وأضافت: "ثم سنرى ما إذا كنا نحصل على تحسينات في ضغط الدم والصحة العامة".
"وإذا استطعنا أن نعترف بأن "الكرونوتيب"-يشير الكرونوتيب إلى المظهر السلوكي لإيقاعات الساعة البيولوجية الكامنة للعمليات الفيزيائية التي لا تعد ولا تحصى- يتم تحديدها وراثيا وليس مجرد عيب في الشخصية، فإن الوظائف وساعات العمل يمكن أن تكون أكثر مرونة لمحبي السهر، ولا ينبغي إجبارهم على النهوض الثامنة صباحا، ويمكن جعل مناوبات العمل تتطابق مع الأنماط البشرية، فقد يكون بعض الناس أكثر ملائمة للمناوبات الليلية".