تسع سنوات مضت على الاستحقاق النيابي الأخير، عدد لا يستهان به من الأجيال الصاعدة يختبر حقه في الانتخاب للمرة الأولى، ما يخلق هاجساً لدى القوى المتنافسة تخوفاً من خيارات شباب لا بدّ أن السنوات الماضية الخالية من تداول السلطة ألبستها حلةً جديدة خالية من العبَث التقليدي، والأفكار المتوارثة.
ما يقارب 800 ألف شاب وشابة بحسب ما تؤكد مصادر وزارة الداخلية لـ"ليبانون ديبايت" سينتخبون في 6 أيار المقبل للمرة الأولى، لِمَن سيصوت هؤلاء، وعلى ماذا يستندون في خياراتهم؟
تصوت كريستال ابنة بريح (23 سنة) في دائرة الشوف ـ عاليه، وستمنح صوتها للائحة المصالحة (تحالف القوات، الاشتراكي والمستقبل). وعلى الرغم من أنها تميل سياسيا للقوات اللبنانية، لكنها ترفض منح صوتها التفضيلي للنائب جورج عدوان "لأنه لم يخدم المنطقة وأهلها".
تختار كريستال اللائحة لكنها ستترك خانة الصوت تفضيليا فارغة، "لا أحد يمثلني". وتتمنى من نواب اللائحة أن يكونوا على قدر المصالحة ويعودوا بالمسيحيين إلى أرضهم التي تهجروا منها. وتقول بغصة: "عبالنا يكون عنا ضيعة متل كل الناس، وألا تبقى المصالحة كلاماً تسويقياً مقتصراً على المهرجانات".
أما تمارا (22 سنة) من كسروان، تؤكد أنها ملّت من السلطة وممارساتها لذلك ستذهب باتجاه لائحة الكتائب "لأنهم يحاولون تغيير الواقع السيء الذي نعيشه"، وستمنح صوتها التفضيلي للنائب السابق فريد هيكل الخازن "لأنه ابن كسروان ولديه خدمات على المنطقة وهو من القلائل الذين لم يستعملوا الرشوة الانتخابية لشراء الأصوات".
وتتمنى تمارا من نواب اللائحة التي ستنتخبها حلاً لأوتستراد الموت (جعيتا ـ كفردبيان)، وللنفايات المتراكمة على أطراف الشوارع وتنظيم اللجوء السوري.
يختلف رأي جاد (25 سنة)، ويؤكد مستسلماً للأمر الواقع أنه لن يتوجه للانتخاب في 6 أيار المقبل. جاد عاتبٌ على السلطة ولم يرى في الوجوه المدنية في طرابلس بديلاً يقنعه ويرى فيهم "نموذجاً مشتتاً لم يقدم لنا ما كنا ننتظره منه".
كما أن علي (28 سنة) الذي يصوت في دائرة الجنوب الثالثة، لن يصوّت لأحد لأن الحزب الذي يؤيده (الشيوعي) "يخوض الانتخابات بانقسامات قوية ووضع فيتوهات على أسماء عدة كانت من الممكن أن تشكل ضغطاً حقيقيا على لائحة الثنائي الشيعي".
وفي دراسة ميدانية من إعداد مؤسسة أديان حصل عليها "ليبانون ديبايت" تناولت مسألة تأثير الطائفية على الخيار الانتخابي للشباب في لبنان. وشملت مجموعة من الشباب (1000 شاب وشابة) المشاركين للمرة الأولى في الانتخابات النيابية المقبلة. تبيّن وعي سياسي عند الشباب اللبناني وفي الوقت عينه، وعي للواقع السياسي، ما يعكس النية بأن يكونوا جزءا من تغييرٍ معين في المستقبل.
أسئلة كثيرة طُرحت على هذه الفئة، منها: هل تعتقد أن نائباً من طائفتك يمثلك بشكل أفضل من نائب ينتمي لطائفة أخرى، جاءت الإجابة بـ كلا بنسبة 53,9 % مقابل 46,1 % نعم.
وفي السبب الأساسي لاختيار مرشح، أجاب 57,9 % من العينة لدعم مرشح كفوء، وأجاب 21,6 % لدعم مرشح من حزب معين.
ومن يؤثر بخيارك الانتخابي بشكل أكبر، أجاب 41,2 % من العينة شخصية المرشح مقابل 1 % اختاروا الحزب.
وبحسب الدراسة، 73,7 % يعتقدون أن اللبنانيين بشكل عام هم طائفيون إلى حد كبير.
ورأى 32,9 % من المستجوَبين في قانون الانتخاب الجديد أنه يحقق المساواة، 25,7 % أنه يعطي لكل قوة سياسية حجمها، 20,3 % أنه يسمح بتمثيل أفضل للطوائف، 14,7 % أنه يعزز المنافسة، و6,4 % رأوا أنه يشجع على قيام أحزاب عابرة للطوائف.
وحدد 35,5 % منهم سبب اعتقادهم بأن القانون ليس أفضل من السابق بأنه يقضي على الشخصيات المستقلة، و20,9 % بررت إجابتها بأنه يعزز الرشوة المالية.