أوضح الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، في كلمة له خلال مهرجان إنتخابي في مشغرة، أنّ "هدف الإحتفال هو التعبير عن تأييدنا السياسي والمعنوي والشعبي للائحة "الغد الأفضل" في دائرة البقاع الغربي راشيا، الّتي تتكوّن من قوى وشخصيات سياسية محترمة وعزيزة وصديقة ومنسجمة وفي الشأن الإنتخابي"، مشيراً إلى أنّ "عادة، أي حزب أو تيار سياسي في الموسم الإنتخابي، يقيم مهرجاناً لمرشيحه أو لمن ينتمون إلى حزبه، وما نقوم به الآن غير متعارف في لبنان أنّ "حزب الله" يقيم مهرجاناً إنتخابيّاً لا يوجد له فيه مرشّح من حزبه، ويأتي كلّ هؤلاء الناس ليعبّروا عن تأييدهم ومساندتهم وحضورهم".
وبيّن السيد نصرالله، "أنّنا نقيم هذا المهرجان الداعم للائحة "الغد الأفضل" الّتي يوجد بوجدان كلّ مرشح فيها الأمل والوفاء، وهذا المهرجان هو أوّلاً للتعبير عن وفائنا وتأييدنا لهؤلاء المرشحين ولنقول لهم إنّه يهمّنا نجاحهم فرداً فرداً وأنّ وصولهم إلى البرلمان أمر يتعدّى الجغرافيا والمذاهب، ونجاحهم بتأييدكم فيه قوّة لكلّ المتمسّكين بالمقاومة والمعادلة الذهبية، وثانياً لأنّنا نعتبر أنفسنا انّنا ممثّلين في اللائحة على المستوى الخاص والمباشر، لأنّه عندما اتّفقنا مع لائيس مجلس النواب نبيه بري اتّفقنا على كلّ الدوائر، وفي الدوائر الّتي يكون المرشح المتّفق عليه من "حركة أمل" فكأنّ مرشّح الحركة هو مرشح "حزب الله" أيضاً، وفي الدوائر الّتي يكون فيها المرشح من "حزب الله" فإنّ المرشح للحركة أيضاً".
ولفت إلى أنّ "لذلك ليس من الجديد في هذا الإحتفال الّذي يعني لائحة "الغد الأفضل"، أن أقول إنّ الحزب ممثّل في هذه اللائحة عبر الأخ العزيز محمد نصر الله الّذي يمثّل "حركة أمل" و"حزب الله" على حد سواء. في الخاص أيضاً، أتوجّه بالشكر لجميع إخواني في "حزب الله" في البقاع الغربي وراشيا سواء في التنظيم أو في الجمهور، وأعبّر لهم عن امتناني الشخصي وعن امتنان قيادة الحزب لموقفهم المسؤول دائماً ولتحمّلهم المميّز للمسؤوليّة في كلّ الملفات وخصوصاً الإنتخابات"، مركّزاً على أنّ "كلّ جماعة وكلّ تنظيم يطمح في دائرة معيّنة أن يكون المرشّح الّذي يمثّله في دائرته من أبناء تنظيمه وهذا أمر طبيعي، وعندما لا يكون من أبناء تنظيم مباشر بطبيعة الحال تواجه القاعدة شيئاً من البرودة واللامبالاة. أمّا نحن نشهد لإخواننا وأخواتنا في البقاع الغربي انّهم لم يتصرّفوا بخلفية حزبية بل ينطلقون من روح المقاومة والمسؤولية الوطنية الّتي قدّموا في طريقها أغلى أحبائهم".
وأشار نصرالله، إلى أنّه "كما في الإنتخابات السابقة، أعرف ماكينتكم الإنتخابية وحماستكم وإخلاصكم وأؤكّد لكم أنّ بعد الفوز في الانتخابات النيابية 2018، انّكم ستجدون أبو جعفر سيمثّلكم خير تمثيل كما يمثّل اخوانكم في "حركة أمل" وستجدونه أفضل تمثيل لخياركم وأهدافكم، وهذا أملنا في وفاء كلّ هذه اللائحة رئيساً وأعضاء ونعلّق عليهم الكثير من الآمال"، منوّهاً إلى أنّ "ما نتوقّعه من ماكينة "حزب الله" الإنتخابية ومن كلّ الاخوة والاخوات، نتوقّع الحضور الأقوى والأكبر والأهم عند صناديق الإنتخاب والإقتراع".
وانتقل من الخاص إلى العام، قائلاً "أوّلاً، أهل البقاع الغربي وراشيا هم جزء أساسي من المقاومة ومعركتها دفاعاً عن منطقتهم المباشرة ودفاعاً عن قضيّتهم المقدّسة، ومازلوا جزءاً أساسيّاً من المقاومة، والدليل على ذلك هم شهداء وجرحى البقاع الغربي وعمليّاتهم الّتي كانت تجتاح كلّ مواقع الإحتلال. قدّمتم عدداً كبيراً من الشهداء سواء في عمليات المقاومة أو في تحمّل العدوان الاسرائيلي اليومي أو في تحمّل المجازر الّتي حصلت في عدد من الحروب، والملفت في شهداء البقاع الغربي انّه قلّما نجد قطاعاً أو محوراً قدّم من الشهداء القادة الّذين تحمّلوا المسؤوليات المتنوعة والعديدة، في شخصية هؤلاء وفي عددهم أيضاً"، موضحاً أنّ "هذا العدد من القادة الشهداء في البقاع الغربي كلّهم كانوا عنواناً للمعركة بوجه الإرهاب، وتشهد عليهم جميع المواقع، وما زال رجال هذه المنطقة في المقاومة موجودين وقدّموا الشهداء كلّ هذه السنوات الأخيرة".
وركّز نصرالله على أنّ "انطلاقاً من هذا الموقع المميّز، نقول إنّ الموقف الطبيعي مع هذا الموقف الحقيقي مع اللائحة، الحضور القوي في المجلس النيابي والحكومة ومؤسسات الدولة هو ضمانة حقيقية للمقاومة والمعادلة الذهبية. المقاومة كما هي بحاجة لقدرتها التسليحية المباشرة هي بحاجة دائماً إلى الظهر الآمن وإلى من يمنع من يتواطىء عليها ويطعن ظهرها بالسيوف والخناجر"، مشدّداً على أنّ "بالتعاون والتضامن بين رئيس وأعضاء هذه اللائحة وبالتحديد بين "الحركة" و"الحزب"، سيكون كل الفائزون بخدمة هذه المنطقة على جميع المستويات، وهناك انجازات حصلت في الفترة الماضية تحدّث عنها المرشحون، وهناك حاجات على المستوى الوطني والنواب الفائزون سيكونون جزءا من حمَلَة الهمّ الوطني".
وأعرب عن اعتقاده أنّ "موضوع نهر الليطاني ومشروع الليطاني وبحيرة القرعون ونظافة النهر وصفائه ونقائه وهذه المياه الّتي يطل عليها العدو ستكون أولوية مطلقة، هذه مسؤولية النواب وسيتحمّلونها. تمّت الموافقة على ميزانيات لمشروع الليطاني وهذا يحتاج إلى متابعة أكيدة وهناك بلدات تحتاج إلى بدائل مائية"، مبيّناً أنّ "مصلحة سكان هذه المنطقة، أوّلاً المصلحة الوجودية: مصلحتهم في بقائهم في أرضهم وبلداتهم ومزارعهم، هذه المصلحة الوجودية يشكّل العدو الاسرائيلي خطراً عليها، وهو الّذي لديه مشروعه واعتداءاته وأطماعه. البقاع الغربي وراشيا كما الجنوب هو أحد اطماع إسرائيل ولكن هناك خصوصاً لهذه المنطقة في موضوع مواجهة اسرائيل وهي الجغرافيا".
ولفت السيد نصرالله، إلى "أنّنا في منطقة محاذية للعدو وفي مواجهة العدوان والاحتلال، خلال سنوات المقاومة والجنوب والبقاع الغربي كانوا جبهة واحدة. الحقيقة هي المعادلة الذهبية وإذا أردنا أن نتحدّث بالمنطق لا خيار آخر، إذا أعادوا فتح الاستراتيجية الدفاعية اذا كان لديهم أفكارا جديدة ، كلّ التجارب تؤكّد انّ هذا النوع من المعادلة وهذا الإنسجام بين الجيش والمقاومة والشعب الّذي يحتضن الاثنين معاً، هو الردّ الاستراتيجي الوحيد على العدوان"، متسائلاً "إلى متى يستمر البعض في تحريض البقاع الغربي وراشيا على المقاومة؟ لائحة "تيار المستقبل" حاولت ان افهم منها شيئاً واحداً يقول "طويلة على رقبتهم وقاعدين ع قلبهن". هل مصلحة أهل البقاع الغربي استمرار التحريض على المقاومة وهي الّتي تشكّل ضمانة لبقائهم ووجودهم، والمقاومة لا تمنّن أحداً ولا تطلب شكراً من أحد".
وبيّن أنّ "اليوم لأهلنا في البقاع غربي وراشيا، اقول لهم انّه اذا لا يزال يزجد أحد يراهن او يبني على خياراته السابقة يجب ان تعيدوا النظر، ليس فقط بفترة الانتخابات، اذا كان لا يزال احد يراهن ان الوضع بسوريا سينها وسيتبدل لمصلحة أميركا واسرائيل لصالح هذه الدولة او تلك فهو واهم، وينتظر سرابا. هذا الموضوع اقبوله مني هذا الأمر انتهى، ولذلك مصلحة اهل البقاع الغربي وراشيا بكل انتماءاتهم مصلحتهم الحياتية هي ان يعودوا للتعايش مع المحيط السوري والتوقف عن التحريض والخيارات الخاطئة البائسة لان هذا لا يؤدي الا الى الخسارة"، مشيراً إلى أنّ "لائحة الغد الأفضل الّتي اتّهمت انّها تمثّل سوريا، أقول لا أحد يمثل سوريا وهي لم تسمِّ احداً في هذه الانتخابات، ولكن نعم لأن هذه اللائحة تمثل اصحاب سوريا واصدقائها لذلك بطبيعة الحال من خلال نوابها وقواها السياسية هي الأقدر على وصل من قطع. البعد الثالث هو مسألة العيش المشترك في المنطقة، أؤكد مصلحة سكان المنطقة أن يعيشوا معا ويتواصلوا ويتلاقوا ولا يتباعدوا ولا يسمحوا لتحويل اي صراع سياسي الى طائفي، لأن من لا حجة لديه يذهب الى العصبية الطائفية، وأي تيار او جماعة عندما يكون لديها قضية واضحة لا تحتاج الى استثارة العصبيات بينما من لا مصداقية له والضعيف يذهب لذلك".
وشدّد نصرالله على أنّ "خلال الأيام القليلة الماضية وأمام تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، العالم كله كان يعيش قلقاً، وكان هناك مستوى كبير من الآمال والأحلام لإسرائيل وبعض الدول الاقليمية والجماعات المسلحة في سوريا الّتي خسرت الحرب خلال سبع سنوات، والّتي ذكرت أنّنا أمام تجربة جديدة للإستكبار الأميركي الّذي يسمّي نفسه محقّقاً وهو لا يحقّق"، مكتسائلاً "لماذا استعجل للقيام بضربته فجر السبت؟ لأنّ السبت كان يصل الوفد الأول من منظمة حظر الأسلحة الكيميائة، والأحد يصل الوفد الثاني ، وكان المفترض أن يفحص الأتربة والمكان والأشخاص، ولأنّ ترامب يعلم انّ ما جرى مسرحية حقيقية ورئيس فرنسا يعلم أنّ هذه مسرحية، لذلك عجلوا في العدوان قبل وصول الوفد الى دوما، ولم ينتظروا مجلس أمن أو غيره؛ وهذا شاهد آخر على الإستكبار الأميركية".
ورأى أنّ "الفرنسي والبريطاني جيء بهما من أجل التلوين حتّى لا يُقال إنّ أميركا وحدها نفّذت الهجوم، وحجم الأهداف الّتي ضُربت لا يحتاج إلى كلّ هذا الحلف، كلّنا كنّا نفترض كلّ الإحتمالات لذلك تبيّن ما نريد معرفته. كلّ الفرضيات كانت واردة لأنّ ترامب لا يعرف ما القرار الّذي يمكن أن يتخذه، سواء ضرب 3 أهداف أو أربعة"، مشدّداً على أنّ "هنا يجب أن يُسجّل الآداء الممتاز والمميّز لقوات الدفاع الجوي السوري. هناك من سيحاولون ان يزهدوا فيه، ونقلاً عن شباب "حزب الله" في سوريا فقد تمكّنت الدفاعت الجوية من إسقاط عدد كبير من الواريخ ومنعها من الوصول إلى أهدافها".
وأكّد نصرالله أنّ "بقاء العسكريين السوريين على منصّاتهم هو عبارة عن مستوى الشجاعة والمقدامية الّذي يتحلّى به الجيش السوري، ونحن نشيد بهذه الروحية والشجاعة، وجزء من الضواريخ تمّ إسقاطها وبعض الأهداف كانت خالية وبعضها كانت قد قُصفت سابقاً"، لافتاً إلى أنّه "لو أخذنا سريعاً كلّ الأهداف المفترضة الّتي تمّ الحديث عنها في الإعلام الغربي، فأوّلاً التهويل من أجل الخضوع والإبتزاز لم يتحقق، وثانياً إرعاب وكسر معنويات السوريين وحلفائهم والنتيجة كانت انّ اليوم الشعب السوري والجيش والقيادة بعد النظر إلى نتائج الضربة، فمعنوياتهم أشد وأعلى، وثالثاً إذا كان الهدف رفع معنويات المسسلحين للتقدّم بعد الهجوم، على الهجوم في درعا وفي تدمر، فالنتيجة كانت المزيد من الإحباط ورأيت خيبة الأمل الّتي عبّرت عنها قيادات المسلحين والقيادة السورية وكانوا محبطين وهذا كان حال بعض الدول".