والدة تذبح طفلتيها في عكار، خبر يصعب على عقل الانسان تصديقه، اذ كيف يمكن للحضن الدافئ ان يتحول بركاناً في لحظات، حارقاً اسمى العلاقات بين الام وأولادها، لكن عندما نعلم ان رقية العساف نسفت كل قواعد الانسانية البديهية بسبب مرض نفسي وإشكالات عائلية، عندها علينا أن نحزن عليها وعلى ابنتيها، وأن نستذكر لماذا يجب أن ندعو الله دائما أن يثبّت علينا العقل.
"ليست المرّة الاولى"
"تخلت رقيّة الام العشرينية عن رقّتها منتصف ليل امس، حملت سكيناً وتوجهت الى غرفة نوم ابنتيها عائشة (9 سنوات) وسارة (6 سنوات)، قامت بذبحهما، قبل ان تسير الى حاجز الجيش في شدرا، وتبلغه بما اقترفته يداها"، بحسب ما قاله مختار مشتى حمود مسقط العساف"، مضيفاً: "قبل نحو عام بدأت معاناة رقيّة من مرض نفسي، كانت تخضع للعلاج، لكن كما يتداول فإنها توقفت عن تناول الدواء ما أوصلها الى فقدان عقلها في الامس وارتكاب ما لا يمكن لإنسان سوي ارتكابه، مع العلم انها قبل اشهر حاولت هي الانتحار بتناول السم"، لا بل اكثر من ذلك اكد مصدر في قوى الامن الداخلي لـ"النهار" انها "ليست المرة الاولى التي تحاول فيها رقية ذبح ابنتيها، وذلك بسبب مشكلات نفسية وعائلية".
صدمة صاعقة
رفض شقيق رقية التعليق على القضية. اما المختار فلفت الى انه "لم يكن زوجها محمد العساف وهو ابن خالها في الوقت ذاته، في البيت عند وقوع المصيبة، ربما كان في خدمته. فهو عسكري في الجيش، ولولا انها لم تقصد الحاجز وتبلغ عناصره بالأمر لما عرف أهل زوجها الذين يسكنون بالقرب منها بما حلّ بحفيدتيهما، اللتين للأسف توفيت إحداهما وهي عائشة على الفور، في حين نجت سارة من الموت. وها هي الان في مستشفى سيدة السلام القبيات تتلقى العلاج". في حين ابدت جارة رقيّة لـ"النهار" تعجبها لا بل صعقتها عندما علمت بما حصل، لا سيما انها شاهدتها وابنتيها في الامس حيث قالت: "زارت رقية اهلها بعد ظهر امس، كانت طبيعية ولا يبدو عليها اي علامات توحي بما سمعنا عنها اليوم، وما يحزنني كثيراً صورة الطفلتين وهما تلهوان امام منزلي بكل براءة واندفاع".
كما علّقت إحدى معارف رقية على الحادثة بالقول: "صدمت جدا، اعتدت على ان أرى رقية في صالون التزيين العائد لزوجة أخي، كانت تقصده بين الحين والآخر، لم تبدُ عليها علامات المرض او اي شيء خارج عن المألوف، إلى أن جرى ما لا يتخيله العقل، لنعلم عندها انها كانت تعاني مرضاً نفسياً"... رقية الآن موقوفه من الشرطة العسكرية بحسب المصدر الأمني الذي شرح: "كذلك فتح مخفر مشتى حسن تحقيقاً بالقضية، التي راحت ضحيتها الابنة الكبرى، في حين وضع الصغيرة مستقر".
بفعلتها قتلت رقية نفسها قبل ان تقدم على نحر ابنتيها، اذ كيف لها أن تكمل حياتها بعد الذي ارتكبته يداها؟