أكد وزير الإقتصاد والتجارة رائد خوري أن "أمنيتنا تبقى أن يتمّ العمل على المواضيع الإقتصادية عربياَ في شكل فعلي وموحّد".
ولفت خوري في حديث الى وكالة "أخبار اليوم" الى "أننا لطالما كنّا نناشد بالعمل العربي الاقتصادي المشترك على غرار الإتحاد الأوروبي الذي لدى دوله وحدة حال في العملة والتوجّه الإقتصادي، فضلاً عن أن دول العالم كلها تتوجّه الى إقامة تكتلات اقتصادية فيما الدول العربية لا تزال تتصارع بخلافاتها الداخلية وهو ما يؤدي وسيؤدي أكثر الى ضعفها اقتصادياً فيما الإقتصاد يرتبط بالسياسة وبالأمن والسيادة وبكل شيء"، مشيراً الى أنه "ليس لدينا توقعات ايجابية كثيرة من القمة العربية في الشقّ الإقتصادي في إطار أية خطة واضحة لسوق عربية مشتركة واحدة، ولا آمال كبيرة لدينا في هذا الإطار، ولكن نتمنى ذلك وننتظره".
وعن التوقّعات من بحث ملف منطقة التجارة العربية الكبرى، والعمل على ملف النزوح السوري من الناحية الإقتصادية دعماً لجهود مكافحة الإرهاب، أكد خوري أن "المجتمع كلّه اليوم ينظر الى هذا الملف، والى مساعدة لبنان والأردن اللذين يستضيفان النازحين السوريين، وعلى الأقل ان البلاد العربية التي لديها إمكانيات كبيرة وتجمعنا بها الحضارة واللغة، أن يكون لديها هذا التوجّه على جداول أعمالها، وما شجّعها على ذلك هو عمل المجتمع الدولي في هذا الملف"، مشيراً الى "أنني اعتقد أنه قد تُرصد مبالغ معيّنة للدول التي تستضيف نازحين سوريين، كما للشركات الكبيرة والمتوسطة التي تقوم بخلق فرص العمل وتدفع المواطنين الى البقاء في أراضيها وعدم الهجرة أو النزوح من القرى الى المدن، وهذا الموضوع بدأ الكلام عنه وتوجد خطة حوله. لكن، يجب ان تحصل متابعة لمقررات القمة العربية في هذا الإطار. النيّة موجودة، وتبقى العبرة في التنفيذ والمتابعة، وهنا التحدّي لنا كبلدان عربية أن نضع لأول مرة خطة ونلتزم بها في مواضيع مهمة جداً. وأنا أُحيي المبادرات في هذا المجال".
وفي الشأن السياسي، وعن إمكانية أن يُخيّم نهج السعودية على أجواء القمة، فتكون قمّة سعودية في الجوهر وليس على مستوى الإستضافة فقط، شرح خوري انه "لا شك ان السعودية هي من أهم الدول الفاعلة في المنطقة بحكم حجمها وثقلها الإقتصادي عربياً، وخاصة ان القمة حالياً تُعقد على اراضيها"، مشيراً الى أن "تكون القمة العربية سعودية، لا. لكن السعودية اليوم قدوة لدول عدّة في الخليج، وهي عندما تذهب في اتجاه معيّن فإن دولاً عدّة تتبعها ايضاً. وأشار الى "أننا نعوّل في لبنان على الحكم في السعودية الذي يُظهر انفتاحاً ملحوظاً من خلال المبادرات والخطوات التي تحصل داخل المملكة، فضلاً عن أن مؤشرات كثيرة تُفيد بأن السعوديين يذهبون في الإتجاه الصحيح، ونتمنى ان يكملوا في ذلك".
وشدد على أن "علاقتنا في لبنان مع السعودية ممتازة، وتحسّنت كثيراً بعد الأزمة التي حصلت مع رئيس الحكومة سعد الحريري منذ أشهر، وحصلت مبادرات عدّة، والسعوديون يتفهمون الوضع في لبنان ويحرصون على استقراره الأمني والاقتصادي والاجتماعي، وهذا الأمر لمسناه فعلياً خلال مؤتمر "سيدر" في باريس"، معتبراً أن "وجود الرئيس العماد ميشال عون في القمة العربية في السعودية فهو أكبر دليل على الحرص على علاقة لبنان مع المملكة. ونذكّر ان الزيارة الخارجية الأولى للرئيس عون كانت الى السعودية على عكس العُرْف الذي كان سائداً في السابق. وعلاقتنا الممتازة مع السعودية تبقى ضمن حدود سيادة لبنان وعدم تدخّل أية دولة في شؤونه الداخلية، ولا مساومة على ذلك".