كشفت مجلة ديلي بيست الأميركية أنّ منظومات الدفاع الصاروخية الروسية التي تحمي الرئيس السوري بشار الأسد ستعجز عن التصدي للضربة الأميركية، إذا ما استخدمت صواريخ الـكروز في تنفيذها، داعيةً في الوقت نفسه إلى أخذ التهديد الروسي بالرد بإسقاط الصواريخ وقصف المصادر التي أُطلقت منها على محمل الجد
 

في تقريرها، وصفت المجلة التهديد الروسي بالخدعة، نظراً إلى قدرة المنظومات الدفاعية الجوية الروسية المحدودة على إصابة صواريخ الـ"كروز"- الذخيرة المفضّلة بالنسبة إلى البنتاغون لشن هجمات دقيقة على أهداف كبرى.

وأوضحت المجلة أنّ روسيا قد ترد بطرق أخرى، إذا ما ضربت الولايات المتحدة أهدافاً تابعة للجيش السوري، وإن عجزت منظومة الـ"أس-400" التي نشرت واحدة منها في قاعدة حميميم الجوية وأخرى بالقرب من ميناء اللاذقية عن إسقاط الصواريخ الأميركية.

وشرحت المجلة بأنّ منظومة "أس-400" تشبه منظومة "باتريوت" للدفاع الجوي الأميركية، مبينةً أنّها قادرة على إصابة الطائرات والصواريخ التي تبعد عنها مسافة 402 كيلومتر تقريباً، على المستوى النظري. أمّا على المستوى العملي، فتصطدم هذه المنظومة بقيود ملحوظة على صعيد مدى الاشتباك في ظروف القتال الحقيقية، وذلك على حدّ ما نقلت المجلة عن تيد بوستول، خبير الصواريخ في معهد ماساتشوسيس للتكنولوجيا.

من ناحيته، أكّد فيليب كويل، مختبِر الأسلحة الكبير في البنتاغون، أنّ منظومات الدفاع الجوي تتمتع بفعالية تبلغ نسبتها 30% فقط.

في هذا الإطار، ذكّرت المجلة بأنّ 5 من أصل 7 صواريخ "باتريوت" أميركية أخطأت هدفها أو تعطّلت عندما حاولت القوات السعودية التصدي لصواريخ باليستية حوثية أطلقت من اليمن باتجاه الرياض في أواخر شهر آذار الفائت.

وتابعت المجلة بأنّ الدفاعات الجوية تعمل بفعالية أقل في مواجهة صواريخ الـ"كروز" التي تحلق على مستوى ارتفاع رأس الشجر، ناقلةً عن كويل قوله إنّ هذا النوع من الصواريخ قادر على تفادي الرادارات التي تتشوّش عندما تحاول أن ترصد هدفاً على متسوى منخفض جداً.

وفيما لفتت المجلة إلى أنّ الأراضي الوعرة التي تسيطر على غرب سوريا تتيح لصواريخ الـ "كروز" الاختباء في "أماكن كثيرة"، اعتبرت أنّ عمل الكرملين إلى إرسال منظومة "أس-400" وعدد من قاذفات الصواريخ قصيرة المدى والسفن التي تأوي على متنها منظومة دفاعية جوية متطورة، يعود إلى رغبتها في رأب الثغرات الكائنة في مدى عمل المنظومة المذكورة.

كما ذكرت المجلة بأنّ الدفاعات الجوية الروسية لم ترد على أي من صواريخ "التوماهوك" الـ59 التي أطلقتها السفن الأميركية في نيسان العام 2017 على قاعدة الشعيرات في ريف حمص، على الرغم من أنّ بعضها حلّق على مستوى 48 كيلومتراً تقريباً من المنظومة المنتشرة في حميميم.

ختاماً، كرّرت المجلة تحذيرها من أنّ الرد الروسي على الضربة الأميركية سيكون خطيراً، ناقلةً عن بوستول تعليقه علىتصريحات السفير الروسي لدى لبنان ألكسندر زاسبيكين بالقول: "يشير إلى أنّ الروس سيحاولون العثور على طريقة ما للرد على أي هجوم أميركي على القوات السورية".