وأوضحت خليل أنّ حلفاء الرئيس السوري بشار الأسد، لا سيّما الروس، سيردّون على التصعيد الأميركي بتصعيد آخر، مبينةً أنّهم أثبتوا قدرتهم القتالية، والأهم أنهم يبدون استعدادهم لبذل جهود أكبر. وتخوّفت خليل من أنّ اتجاه الولايات المتحدة إلى التصعيد من دون اعتماد استراتيجية متناسقة- وهو الأمر الذي افتفدته واشنطن منذ بداية النزاع- سيزيد العنف والمعاناة في سوريا.
وعليه، رأت خليل أنّ حل النزاع السوري يكون عبر "تواطؤ" واشنطن مع موسكو، مستدركةً بأنّ اعتقاد الولايات المتحدة بأن روسيا ستتخلى عن الأسد كلياً ينم عن سذاجة، نظراً إلى أنّه عاد إليها بالفائدة.
في هذا السياق، شرحت خليل بأنّ الدعم الذي وفّرته روسيا للأسد وتدخلها في الحرب السورية إلى جانبها، أعاد لها موطئ قدم في الشرق الأوسط، ومكّنها من إحباط سيطرة الولايات المتحدة عبر الوقوف في وجه سعيها إلى تحقيق مصالحها وبسط نفوذها في المنطفة.
في ما يتعلق بالولايات المتحدة، أكّدت خليل أنّها عاجزة عن تكبّد النظام السوري بشكل كامل، متحدثةً عن أنّ البعض يتخوّف من أنّ بديل الأسد سيكون أسوأ منه ومن أنّ الفوضى ستعم البلاد إذا ما غادر الحكم.
في المقابل، كشفت خليل عن وجود نافذة للمناورة، إذ يمكن لإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب وحلفائه زيادة الضغوط على روسيا لتضغط بدورها على الأسد، مستطردةً بأنّ موسكو لا تحتاج إلى ممارسة ضغوط إضافية على الرئيس السوري بل إلى فرصة.
وشرحت خليل بأنّ الأسد يمثّل حليفاً جدلياً بالنسبة إلى روسيا، حيث لطخت الهجمات الكيميائية المفترضة التي نفذها سمعتها وأثّرت في مصالحها السياسية والاقتصادية في سوريا والشرق الأوسط، وهذا يعني أنّ موسكو ستعجز عن استخدام النفوذ الذي تتمتع به في سوريا بشكل كامل إلاّ بعد التوصل إلى تسوية بالتفاوض.
وأضافت خليل بأنّه روسيا تريد المشاركة في إعادة إعمار سوريا، إلاّ أنّها عاجزة عن القيام بذلك من دون المانحين الدوليين الأثرياء المتمثلين بالقوى الغربية والدول العربية والصين، والذين يربطون دعمهم بتسوية سياسية عبر التفاوض.
وتابعت خليل بأنّ روسيا تدرك بأنّ الحرب السورية لن تنتهي بانتصار عسكري حاسم وتضغط لسنوات من أجل التفاوض، مبينةً أنّ الأسد يقاومها، باعتبار أنّه لن يخاطر في التفاوض على إبعاده عن السلطة.
ختاماً، أكّدت خليل أنّ سيناريو "التواطؤ" الأميركي-الروسي يمثّل أملاً لدفع الأسد إلى تغيير رأسه، على الرغم من أنّه ينطوي على مخاطر كبرى للطرفين، ومن أنّ الأمل في تحقيقه على المدى القريب ضئيل، مشددةً في الوقت نفسه على أنّه الأفضل لإنهاء الحرب.