لم يعد أمراً غريباً أن ترى في لبنان موكباً لمسؤول يتناطح أفراده على الفوز بإنتباه من يجلس في المقعد الخلفي من السيارة خلال القيادة في زحمة السير. بات أمراً عادياً، كيف لا والناس تأقلمت على هذا الجو!
دائماً ما يتذمّر هذا المسؤول أو ذك من الزحمة دون ان يلقي بنظره على اسبابها وعلى رأسها الترهل الذي يصيب بنى السير التحتيّة، وبدلاً من ذلك، ينبرى افراد حمايته لإختراق أرتال السيارات المتوقفة في الزحمة "غصب عن الي بيقبل والي ما بيقبل"، قاطعاً الحشود إلى نصفين، ليصبح الحل الوحيد الذي يمكله المسؤول لحلّ الازمة.
على الطريق البحرية بين الدورة وانطلياس تكرّر الأمر يوم أمس. مشهد مستفز، عناصر بلباس أمني تخرج من نوافذ سيارة سوداء رباعية الدفع ذات زجاج داكن، تجبر المواطنين على التوقف في سياراتهم ليمرّ المسؤول صاحب سيارة الـAudi" ذات الرقم N 737، تاركين لكم إكتشاف من صاحبها بإستخدام أحد البرامج الذكية. أمر آخر تجدر الاشارة إليه، أن العناصر الامنية لم تترك نوعاً من الصراخ إلا وإستخدمته لإجبار السائقين على إفساح المجال أمام سيارة المسؤول، وليتجرّأ أحد على المخالفة، مصيره تكسير سيارته كما جرت العادة!
مشهد مستفز حقاً، يصبح مستفزاً أكثر حين تشاهد بأم العين كيف يعامل رجال الأمن هؤلاء المواطنين، وكيف ان هذا المواطن بات مسلوب الحق حتى في المرور بزحمة السير، ليلحقه هذا المسؤول او ذك إلى عز العجقة!