غالباً لا تستهويني السياسة ولكن شئت الحديث عن الانتخابات، مدركاً ان كلامي "لا بقدم ولا بأخر". لن أكتب عن دائرة أو منطقة أو حزب او غيره بل اني سأتناول المرشحين الذين سيمثلون الشعب اللبناني، وأحمد ربي لأنني "ممنوع" من الانتخاب ليس لانني محروم من حقوقي المدنية أو غيرها بل لأن قريتي لم تشملها حتى الساعة "صلحة الجبل" وهذا بفضل زعماء اليوم والبارحة و"الأرجح" غداً.
ولو أردتُ الانتخاب، فلن أعرف مَن سأنتخب، لكوني لم أجد الشخص المرشّح ذا الكفاية والصدقية والمناقبية، وخصوصاً شخصاً يشبهني وتالياً يشبه المواطن اللبناني، أي مرشحاً يدفع قسط سيارته شهرياً، او قسط قرض الاسكان، او مثلاً قد يقصد المعاينة وينتظر لساعات مجيء دوره. وان وجدت شخصاً من هؤلاء في هذه المواصفات قد عانى نصف ما يعانيه الشعب اللبناني فلن أصوّت له أيضاً، إذ عندما يُنتخب نائباً فبالتأكيد سيتغير إذ سيعفى من ضرائب وجمرك وأمور كثيرة على حساب الدولة، أي على حسابي وحساب كل مواطن لبناني.
علت شعارات رنانة وأصوات مستقلة عدة مثل: "صار بدا، نبض الحرية، كلنا وطني، التيار القوي، نحمي ونبني، لبنان الامل، نحن مبارح ونحنا بكرا"، وغيرها الكثير، وها نحن نشرحها ونعلق عليها بالآتي:
"صار بدا": من بعد كل المشاكل والديون "صار بدنا حريق" من اغنية الراحل ملحم بركات.
"نبض التغيير": عن اي نبض نتكلم عندما لا نستطيع ان نتنفس من تكدس النفايات في المناطق.
"كلنا وطني": وأكثرية المرشحين لا يعرفون النشيد الوطني.
"التيار القوي": عندما نقول كلمة تيار فنستذكر التيار الكهربائي في بلادنا الغائب 24/24.
"نحمي ونبني": نعم نحمي بالسلاح الخارج عن الدولة ونبني الأبنية المخالفة للقانون.
"لبنان الامل": لبنان فقد الامل من زمان.، "إيه ما في أمل".
"نحنا مبارح ونحنا بكرا": هذا الشعار الصحيح الذي يعبر عن الحالة بلبنان لانهم هم البارحة وغداً اولادهم.
وفي النهاية لا بد ان نضع الخرزة الزرقاء لهذه الشعارات والمرشحين وحالة البلد لأن الاكيد ان الولايات المتحدة وفرنسا والأرض قاطبةً تحسدنا عما نحن عليه، فحجم الدين العام تخطى الـ 75 مليار دولار تقريباً "والخير لقدام"، المواطنون يدفعون فاتورتي ماء وكهرباء ويموتون على أبواب المستشفيات، قطع طرق وحط من كرامات أشخاص وحجزهم في سياراتهم لحماية سياسيين ممددين لأنفسهم لا يقومون اعتبار لأبسط الحقوق المدنية للمواطن، الشوارع تفترشها النفايات... ولكن الأهم الانتخابات في موعدها وصور المرشحين الواعدة!
(إيلي بوموسى)