كانت البعثات الأوروبية في قوات الطوارئ الدولية (uniful) قد أقامت مراكز طبية في بعض مقرّاتها لمعالجة المرضى المدنيين اللبنانيين مجاناً، مع تزويدهم بالأدوية اللازمة مجاناً أيضاً، إلاّ أنّ هذا الأمر لم يرُق للمستفيدين من الأطباء والمنتفعين في المستشفيات الحكومية، والتي تتقاضى بدلاتٍ باهظة لقاء خدماتها، والتي تفوق في بعض الأحيان بدلات أرقى مستشفيات لبنان الخاصة، فتظلّموا لدى نقابة أطباء لبنان، التي قامت على عجل (وربما بمؤازرة وزارة الصحة العامة) بالعمل على إقفال هذه المراكز الطبية الدولية المجانية، وكل ذلك تحت رعاية وعناية نواب المناطق الجنوبية، والذين هم للمفارقات، نواب حركة المحرومين ونواب المقاومة التي وعدت بخدمة الناس بأشفار العيون.
وهكذا وبعد أن كانت أرباح المنتفعين في المستشفيات الحكومية قد تدنّت كثيراً نتيجة إقبال المرضى على المراكز الطبية الدولية، لمجانيتها، وحُسن استقبالها وفعالية علاجها، عادت هذه الأرباح للانتعاش والتّضخم لحاجة المواطنين الملحّة للعلاج والاستشفاء.
إقرأ أيضا : نقيب صيادلة لبنان يمنع منعًا باتًا الرأفة والرحمة بالمواطن المريض
أمام اعتراض المسؤولين الدوليين عن مراكزهم الطبية، بأنّهم لا يمكنهم طرد المرضى الذين يحضرون إلى هذه المراكز في حالاتٍ حرجة، سُمح لهم باستقبال هذه الحالات بشكلٍ طارئ، على أن يتُمّ تضميدها وتحضيرها للانتقال إلى المستشفيات الحكومية أو الخاصة.
شكراً جزيلاً من الشعب المقاوم الصامد في الجنوب لنقابة أطباء لبنان، ونواب المنطقة الساهرين على راحة المواطنين وسلامة أبدانهم، استعداداً ليوم الانتخاب العظيم وتجديد البيعة.
قال الشاعر:
من غصّ داوى بشُرب الماء غصّتهُ
فكيف يفعلُ من قد غصّ بالماء.