الحريري يضع حدًا لمسألة توطين اللاجئين، وما علاقة المؤتمرات الدولية بمسألة التوطين؟
 

على خلفية الأقاويل الكثيرة حول موضوع توطين اللاجئين السوريين والفلسطينيين في لبنان، في وقت تشهد فيه  الساحة السياسية في لبنان عودة الجدل بشأن وجود نية للتوطين، خصوصًا وفقًا لما نصت عليه المادة 50 من ميزانية العام 2018، على أن "كلّ عربي أو أجنبي يشتري وحدة ‏سكنية في لبنان، يُمنح إقامة دائمة له ولزوجته ولأولاده القاصرين"، نفى رئيس الحكومة سعد الحريري أمس الأربعاء، في مؤتمر صحافي عقده في السرايا الحكومية في بيروت، أي نية لحكومته لتوطين اللاجئين السوريين أو الفلسطينيين، معتبرًا نقلاً عن صحيفة "العرب"، أن "ما يُثار حول الموضوع هذه الأيام يندرج في إطار المزايدات، خاصة وأن لبنان على أبواب انتخابات نيابية".
وقال: إن "ما يثار حول مسألة التوطين كذب ولم يعد أحد يصدقه"، لافتًا إلى أن "الحكومة اللبنانية لم يحدث أن قامت بتوطين أي فلسطيني أو أي سوري طوال السنوات الماضية".
مضيفًا، "لبنان بما يوفره من تسهيلات وتيسيرات هدفه جذب الاستثمارات الأجنبية والعربية، ولا علاقة لذلك بالتوطين من قريب أو بعيد بل مجرد إجراءات تهدف للإصلاح وتحقيق تنمية اقتصادية حقيقية بلبنان".
وشدد الحريري، على "عدم الانصياع وراء ما يشاع عن أن هذه التيسيرات تفتح باب التوطين"، مؤكدًا أن "السوريين يقيمون بلبنان كلاجئين من حرب ضروس يستخدم فيها السلاح الكيمياوي مستهدفًا المدنيين ويضرب الأرض (السورية)، وأن الحديث عن التوطين هو جزء من خطابات تحريضية ولن نوطن أحدًا"، وقال: "كفانا لعبًا بسياسة تحريضية ومزايدة في موضوع التوطين، فدستورنا واضح كالشمس ويمنع التوطين، وأي كلام آخر هو كلام انتخابي".
ومن ناحية أخرى، "يأتي الجدل بشأن توطين الفلسطينيين والسوريين على وجه الخصوص، مع قرع الولايات المتحدة طبول الحرب في (سوريا)، وسط خشية من أن يشهد لبنان موجة جديدة من اللاجئين، تنضاف إلى أكثر من مليون سوري يحتضنهم البلد حاليًا، ومنتظر أن تطول فترة إقامتهم في حال صدقت النوايا الأميركية والأوروبية بإعادة خلط الأوراق مجددًا في البلد المجاور" كما لفتت الصحيفة.
ومن جهتها، شككت شخصيات سياسية ودينية لبنانية بشأن الأهداف الحقيقية خلف عقد مؤتمرات دولية كبرى داعمة للبنان بدءًا بمؤتمر "سيدر"، مرورًا بمؤتمر "روما"، وصولًا إلى مؤتمر "بروكسل" المخصص لأزمة اللاجئين السوريين في لبنان، ولم تستبعد "هذه الشخصيات أن يكون ثمن هذا الدعم هو تمرير ملف التوطين".