قال الكرملين إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تحدث إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأربعاء، وحثه على "عدم اتخاذ أي خطوة تزعزع استقرار سوريا". وذكر بيان نُشر في الموقع الإلكتروني للكرملين، أن بوتين أبلغ نتنياهو في اتصال هاتفي أنه "من المهم الحفاظ على سيادة سوريا". في حين أوضح نتنياهو، في "تويتر"، "مرة أخرى لبوتين، أن إسرائيل لن تسمح لإيران بالتمركز عسكرياً في سوريا".
نتنياهو قال الأربعاء، خلال خطابه بمناسبة "يوم المحرقة اليهودية" في رسالة موجهة لحكام إيران: "لا تختبروا عزم إسرائيل". وأوجز سياسة اسرائيل: "الهجوم ضد الاعتداء، ومهاجمة من أجل الدفاع، وهجوم من أجل الردع ومهاجمة كل من يهدد بإبادة إسرائيل". وأضاف: "النظام الإيراني حتى اليوم يهدد إسرائيل ويهدد العالم كله". وأضاف نتنياهو: "لدي أيضا رسالة إلى الشعب الإيراني، إسرائيل ليست عدوكم. عدوكم هو النظام الطغياني الذي يقمعكم، وعندما سيزول هذا النظام، وهو حتما سيزول، سيستطيع شعبانا العريقان، اليهود والفرس، أن يعيشا مرة أخرى بشكل يتحلى بالتعاون وبالأخوة".
صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، نقلت عن مسؤولين كبار في الأجهزة الأمنية الإسرائيلية قولهم إن "تل أبيب ستزيل الرئيس السوري بشار الأسد ونظامه من خريطة العالم إذا نفذت إيران تهديداتها وقامت بأي عمل عسكري ضد إسرائيل من داخل الأراضي السورية"، وذلك بعد مقتل 7 عسكريين إيرانيين، في غارة شنتها إسرائيل، فجر الاثنين، على مطار تيفور العسكري قرب حمص السورية.
من جهة أخرى، قال مسؤولون أميركيون لـ"رويترز"، الأربعاء، إن "الجيش السوري ينقل بعض عتاده الجوي لتجنب آثار أي ضربات صاروخية محتملة". والتحركات السورية قد تحد من الأضرار التي ربما كان بمقدور الولايات المتحدة وحلفائها إلحاقها بقوات بشار الأسد. "المرصد السوري لحقوق الإنسان" قدم تقييماً مشابها في وقت سابق، الأربعاء، حين قال إن "قوات موالية للحكومة تخلي مطارات رئيسية وقواعد جوية".
في السياق، هيئة الإذاعة البريطانية "بي.بي.سي"، ذكرت الأربعاء، أن رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي، مستعدة للموافقة على مشاركة بلادها في عمل عسكري رداً على هجوم بالكيماوي في سوريا. وأضافت بي.بي.سي أن "ماي لن تسعى للحصول على موافقة برلمانية مسبقة".
من جهة أخرى، سفير بوليفيا لدى الأمم المتحدة، قال الأربعاء، إن بلاده طلبت عقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي الخميس "لبحث تصاعد نبرة الحديث المتعلق بسوريا وهذه التهديدات بعمل عسكري من جانب واحد"، وأضاف: "هناك استمرار في هذه التهديدات، ولذلك نحن قلقون لأن أي عمل أحادي الجانب سيكون انتهاكا لمبادئ ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة".
مصادر مُعارضة قالت لـ"الجزيرة" إن "النظام السوري نقل طائرات وذخائر من قواعده إلى قواعد تابعة للقوات الروسية"، وأن "المعارضة السورية المسلحة رصدت خلال اليومين الماضيين اتصالات بين فرق النظام وتحركات مكثفة له على الأرض لنقل مقاتلات وحوامات ومعدات عسكرية من مطار تيفور في ريف حمص ومطار سين في ريف دمشق باتجاه قاعدة حميميم ومطاري النيرب بحلب ودمشق الدولي".
كما نقلت شاحنات النظام معدات عسكرية من مطار حماة إلى الساحل السوري، وشملت التحركات الطائرات من طراز حديث فقط.
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كان قد عبّر الأربعاء عن "أمله بأن تتغلب لغة العقل والمنطق السليم" في العلاقات الدولية التي تشهد حاليا "مزيدا من الفوضى" بعد ساعات من تهديد روسيا بإسقاط أي صواريخ تطلق على سوريا واستهداف مواقع إطلاقها، ورد الرئيس الأميركي دونالد ترمب على التهديد الروسي بالقول إن الصواريخ قادمة إلى سوريا، وإن على روسيا أن تستعد لذلك.
من جهتها، دعت تركيا روسيا والولايات المتحدة للكف عن "شجارات الشوارع" بشأن استخدام السلاح الكيماوي في سوريا، وقالت إن الوقت حان لأن تضع الدولتان خلافاتهما جانبا لأنها تهدد بإلحاق الأذى بالمدنيين، وقال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم في كلمة نقلها التلفزيون في إسطنبول "إنه شجار شوارع. إنهما يتقاتلان مثل فتوات الشوارع. ولكن من يدفع الثمن؟ إنهم المدنيون". وأضاف يلدريم "ليس الوقت الآن للخصومات. إنه وقت تضميد الجراح في المنطقة، والتلاقي وتنحية الخلافات جانبا".
كبير مستشاري المرشد الإيراني علي أكبر ولايتي، قال إن تهديدات أميركا بشن ضربة جوية ضد سوريا دعائية، و"تنم عن غضبها مقابل انتصارات المقاومة في الغوطة الشرقية"، وأعلن ولايتي وقوف طهران إلى جانب دمشق بمواجهة أي اعتداء خارجي. ولايتي زار الأربعاء الغوطة في ريف دمشق، والتقى وزير الخارجية السوري وليد المعلم، وصرح بأن إيران "تقف مع سوريا في مواجهة أي هجوم أجنبي عليها، سواء جاء من أميركا أو غيرها".