أظهرت دراسات حديثة أنّ الوقوع في الحبّ ليس عفوياً كما هو متداول بل يخضع لسيطرتنا، وهو مرهون بأن يكون الشخص على استعداد لخوض علاقة عاطفية.

معلوم أنّ الحبّ ينمو بشكل متدرّج، والدليل أنه من السهل علينا إنهاء علاقة حبّ في مراحلها الأولى، بينما يصعب علينا إنهاء علاقة حبّ عمرها طويل.

قبل أعوام، قام الباحث الاجتماعي آرثر آرون بتجربة مخبرية جعلت نساءً ورجالاً غرباء يقعون في الحب. إستنتج الباحث أنّ السبب في تحفيز المشاعر بين المشاركين يمكن تلخيصه في كلمتين: الالتزام والثقة بالنفس. فعندما يتبادل شخصان معلومات حميمة مع بعضهما البعض، يحدث أمران:

أولاً، بَوح أحد أطراف العلاقة بمعلومات للطرف الآخر يعطيه قوة استخدامها ضدّه، خصوصاً إذا كان لا يعلن عنها عادةً أمام الأغراب.

وهو بهذه الطريقة يقول لشريكه: "إنني أثق أنك ملتزم بحفظ أسراري ولهذا أضعها بين يديك"، مما يولّد مستوى أعلى من الثقة الضرورية لنجاح العلاقات منذ بدايتها المبكرة. فالعلاقات تفشل في التطوّر إلى علاقة جديّة بسبب عدم الثقة والالتزام.

ثانياً، الوقوع في الحبّ يتضمّن أن نحبّ أنفسنا، فذلك يعيد تشكيل تقديرنا لذاتنا ويعزّز ثقتنا في مهاراتنا الاجتماعية، والتي تُعدّ ضرورية للحفاظ على علاقة عاطفية.

وتبادل المعلومات الحميمة مع شخص آخر يعزّز تقدير الذات. فوجود شخص يرغب في مشاركة أسراره الحميمة معنا يجعلنا نشعر بالرضا عن أنفسنا ويجعلنا نَنجذب إلى هذا الشخص.

هذه التجارب تعطي معلومة هامّة لأولئك الذين بدأوا علاقة حبّ جديدة، كما تعطي حلاً لأولئك الذين هم في علاقة تعاني المشكلات. فالانفتاح على الطرف الآخر وكشف نقاط ضعفنا أمامه ليس سهلاً دائماً، لكنّه يقوّي العلاقة ويجعل مشاعر الشريكين أفضل.