متى ينعقد "بيروت1" قبل انعقاد قمم باريس بأرقامها المتسلسلة؟
"بيروت 1" وليس "باريس 4" او "سيدر 1"، في بيروت وليس في باريس أو تحت شجرة الأرز.
في بيروت، عاصمة الدولة المسمّاة لبنان، التي يسكنها شعب، ويحكمها دستور، ولديها حدود.
في بيروت مركز القرار السياسي للدولة، حيث تُقَرّ الخطط والمشاريع وفقاً لآليات الدستور.
متى "بيروت 1"؟
متى نكون لدينا رؤية اقتصادية - اجتماعية للدولة، وليست "خطة ماكنزي" في إشراف رئيس الجمهورية، و"باريس 4" في إشراف رئيس الحكومة، وموازنة عامة في إشراف رئيس مجلس النواب، وبدون تنسيق فعلي بين الخطط والمشاريع؟
متى الاتفاق على الاستراتيجيا الدفاعية للدولة ومن ضمنها "حزب الله"، كخطة لحماية لبنان من الاخطار الامنية الخارجية، وكضمان لحد ادنى من الاستقرار الضروري لأيّ معالجات اقتصادية اجتماعية؟
متى يوفّق العهد بين أن يكون هو "قوياً" من جهة، وأن يكون البلد مفلساً من جهة أخرى، على ما صرح به رئيس الجمهورية أخيراً، وحتى لا يقول المغرضون إن قوة العهد مستمدة من ضعف الوطن؟
متى يوفّق رئيس الحكومة بين حرصه على حماية لبنان ولو بـ"الخرزة الزرقاء"، وبين استمراره وتياره في السياسات الاقتصادية نفسها التي ادت إلى مديونية تهدد البلد بالافلاس، وحتى لا يقول المغرضون إن الاستمرار في سياسة الاستدانة هو من اجل وضع البلد تحت "حماية" الرأسمال العالمي والمحلي؟
متى يوفّق "حزب الله" بين انتقاله هو من انتصار إلى انتصار، وبين اتجاه البلد في المقابل نحو الانهيار، على ما صرح به أمينه العام أخيراً، وحتى لا يقول المغرضون إن هذا الانهيار من هذا الانتصار؟
متى تتحول الميليشيات المذهبية المسمّاة احزاباً، إلى أحزاب سياسية تطرح البرامج الاقتصادية الاجتماعية لمواطنين ولوطن، بدل ان يقتصر عملها على فرض الخوّات ونهب المال العام تحت اسم المحاصصة الطائفية؟
متى ينطلق حوار اجتماعي فعلي بين الأطراف الثلاثة، الدولة والعمال وأصحاب العمل، يطال السياسات الاجتماعية الاقتصادية، فأصحاب المصلحة هم وحدهم قادرون على تحديد الأولويات والخطط العملية لتحقيقها؟
متى تُعقَد الاجتماعات المفتوحة لمواجهة الازمة، في الهيئات المعنية بالحوار الاجتماعي الثلاثي الاطراف، من مثل المجلس الاقتصادي الاجتماعي والصندوق الوطني للضمان الاجتماعي ولجنة المؤشر والمؤسسة الوطنية للاستخدام، وتناقش وتقر القضايا التي حددها لها القانون؟
متى يستكمل الاتحاد العمالي العام الجهد الذي بدأته قيادته الجديدة والذي أدى إلى إعادة بعض الاعتبار إلى صدقيته وفاعليته، وذلك من خلال التركيز أكثر على مناقشة السياسات العامة والضغط من اجل تعديلها، بدل استنزاف كل الطاقات في مجال ملاحقة القضايا القطاعية ودعمها؟
متى ينتظم العمال في نقابات واتحادات مستقلة عن الأحزاب وأصحاب العمل والدولة، ويشكلون قوة فاعلة في بلد اصبح من بين البلدان التي وصل فيها التفاوت بين المداخيل الى اقصى حدود اللامساواة؟
متى تبادر جمعية الصناعيين إلى فتح حوار جدي مع ممثلي العمال من اجل التوصل إلى الاتفاق على سياسات تدعم مطالب القطاع الصناعي من جهة، وتضمن الحقوق العمالية من جهة ثانية، بدل التعويل فقط على موقف الدولة وتفهم العمال للظروف الصعبة؟
متى تقتنع غرف التجارة والصناعة والزراعة بأهمية الحوار الاجتماعي وتشارك بفاعلية اكبر في أطر هذا الحوار، بدل المراهنة الدائمة على قدرتها على تأمين مصالحها الخاصة من خلال التأثير المباشر في القرار السياسي؟
متى تحسن الجماعات الضاغطة في المجتمع المدني من لعب دورها الضاغط على مواقع القرار، من خلال مطالب مستمدة من تحليل نقدي واقعي للظروف المحلية، بعيدا من الإسقاطات الايديولوجية او الدولية، وعلى أساس استراتيجيات تتوخى فعلاً تحقيق المطالب وليس تسجيل النقاط السياسية؟
متى تنسّق النقابات العمالية والجماعات الضاغطة، على رغم الشكوك الحالية المتبادلة، وتعمل معاً من اجل التأثير في السياسات العامة؟
متى ينتخب المواطنون نواباً ينوبون عنهم فعلاً ويحققون آمالهم بالحرية والأمان والعدالة الاجتماعية؟
متى تنتهي الحرب التي بدأت في 13 نيسان والتي نستذكر تاريخ اندلاعها بعد ايام؟
متى نرفض ان نكون رهائن في يد القوى الاقليمية وشحّاذين امام المراجع الدولية ورعايا اذلاء عند القوى المذهبية؟
متى نصبح مواطنين في وطن اسمه لبنان، عاصمته بيروت وليس باريس ولا طهران ولا الرياض؟
متى نسترجع كرامتنا كبشر ونمسك مصيرنا بأيدينا؟