هل يعتبر رئيس النظام السوري بشار الأسد قمعيا ومتوحشا ومستبدا، وهل اخترق المعايير الدولية باستخدامه المزعوم للأسلحة الكيميائية ضد المدنيين، وما هي مهمة القوات الأميركية المنتشرة في سوريا ، وهل يجب معاقبة الأسد أم إسقاطه؟
في هذا الإطار، تبحث صحيفة لوس أنجلوس تايمز مهمة الولايات المتحدة في سوريا، وتقول في افتتاحيتها إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أشار أول أمس الاثنين إلى أنه سيقرر قريبا ما إذا كانت الولايات المتحدة سترد على استخدام الحكومة السورية المزعومللأسلحة الكيميائية ضد شعبها.
وتشيرإلى وصف ترامب الهجوم بالغاز السام على بلدة دوما في الغوطة الشرقية بريف دمشق السبت الماضي بأنه بشع وفظيع، وتقول إن ترامب وجه انتقادات نادرة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين بهذا السياق، منحيا عليه بجزء من المسؤولية إزاء تصرفات حليفه وموكله الأسد، بحسب الصحيفة.
وتستدرك بالقول: ولكن إذا شرع ترامب بتوجيه ضربة عسكرية إلى النظام السوري -كما سبق أن فعل العام الماضي لظروف مماثلة- فإن الهدف يجب أن يكون معاقبة الأسد لخرقه معايير دولية وليس إطاحته من السلطة.
مسألتان
وتضيف أنه لا يجب بناء علاقة بين الهجوم بالأسلحة الكيميائية واستمرار انتشارمئتي جندي أميركي في سوريا من عدمه، فهذه القوة الأميركية أرسلت إلى هناك لمواجهة التهديد الفريد الذي يشكله تنظيم الدولة الإسلامية وليس لإسقاط الأسد.
وفي حين تصف الصحيفة قمع الأسد واستبداده بالشعب السوري بالمأساوي فإنها ترى أن مرد الكثير من التعقيدات التي تشهدها الساحة السورية يعود للدعم الذي يتلقاه الأسد من روسيا في أعقاب تدخلها العسكري بالبلادفي 2015.
كما تحدثت عن شأن استمرار القوات الأميركية في سوريا وإزاء مهمتها هناك، خاصة ما تعلق بمنع عودة ظهور تنظيم الدولة ومحاولة تقويض النفوذ الإيراني في سوريا، ومدى رضا الشعب الأميركي عن الأمر برمته، وسط التساؤل بشأن مدى إمكانية أي ضربة أميركية للنظام السوري في ردع الأسد عن استخدام الأسلحة الكيميائية.
وتقول إن مسألتي الانسحاب العسكري الأميركي من سوريا والتأكد من ردع الأسد عن استخدامالأسلحة الكيميائية تعتبران هدفين يستحقان المتابعة، ولكن من الخطأ محاولة الربط بينهما.