اشار رئيس القوات سمير جعجع الى ان روسيا كانت صديقة لبنان إلا ان هناك بعض القضايا التي تطرحها روسيا غير القابلة للفهم، كالرد على الرئيس الأميركي دونالد ترابم بوجوب توجيه صواريخه نحو الإرهاب، وهنا أسأل ما هو الإرهاب الأكبر من أن يتم توجيه الصواريخ الكيميائيّة باتجاه المدنيين، في العادة يقولون إن بالإمكان معرفة بداية الحرب وليس نهايتها إلا أننا هذه المرّة لا نعرف كيف ستبدأ أو كيف ستنتهي، موضحا ان الغرب لديه حساسيّة مفرطة على استعمال الأسلحة الكيميائيّة إلا أن الأمر هذه المرّة يتعدى هذا الامر ويطال السياسة الأميركيّة الجديدة والتوسع الإيراني في المنطقة. واعتبر جعجع في حديث تلفزيوني، ان ما يهمنا في هذا الأمر هو الوضعيّة اللبنانيّة ومن الطبيعي أن نلتفت بالدرجة الأولى إلى ما هو تحت مسؤوليّتنا وأتمنى على الرئيس أن يدعو مجلس الدفاع الأعلى للإنعقاد للتباحث بالتطورات الأخيرة لأن الوضع لا يتحمل طروحات خنفوشاريّة كوحدة المسار والمصير، ويجب أن نعتمد سياسة النأي بالنفس وهذا واجب علينا.
ولفت الى ان الإمرة اليوم للجيش اللبنانيّ ويجب ألا يتصرّف أي طرف خارج هذه الإمرة، لأنه ليس من حق أي طرف تعريض شعب بأكمله للخطر والحكومة اللبنانيّة التي تمثل الجميع هي التي تتخذ القرار والجميع عليه الإلتزام بقراراتها. اضاف جعجع: "أنا قلبي في .... إلا أن هذا الأمر لا يسمح لي تعريض الشعب اللبناني بأكمله للخطر، في حين أن الآخرين يمكن أن يكون قلبهم عند النظام السوري، إلا أن هذا الأمر أيضاً لا يبيح لهم تعريض الشعب بأكمله للخطر". واوضح جعجع ان ما يحصل مؤخراً في السعوديّة الحوثيون ليسوا مصدره وإنما من وراءهم في ظل وجود ولي العهد السعودي الذي يفتح له الملك مجالاً للعمل والتحرّك، والتعرّض للسعوديّة في هذه الفترة ليس في مكانه.
وتابع جعجع: "لا أريد الدفاع عن قانون الإنتخابات لمجرّد الدفاع عنه في حين أن البعض في السنوات الآخيرة يميلون إلى مهاجمة كل الأمور، وفي هذه القضيّة كان المطروح إما هذا القانون أو الإبقاء على قانون الستين وعلى الجميع أن يدرك أن في السياسة ليس كل شيء ممكن، وكل الفرقاء أجمعوا على هذا القانون اما في ما خص المحاصصة في القانون فنتائج الإنتخابات ستصدر وسيرى الجميع أن هذا الأمر غير صحيح". وتابع قائلا "أنا كنت مع إبقاء الشوف وعاليه دائرة واحدة انسجاماً مع المطلب الدرزي في هذا الإطار لاننا يجب أن نترك الناس تتنفس في لبنان، فيما في الشمال الدوائر فُرزت بطريقة بعيدة كل البعد عن المحاصصة، ويجب ألا يتنكر الجميع لما كلنا ساهمنا فيه لأنه لو لم يؤمن لهذا القانون أكثريّة نيابيّة لما كان تم إقراره فجميع الكتل ساهموا في إقراره فيما اليوم الجميع ينتقدونه. وأنا أسأل في أي زمن كنا لنحلم بمعركة إنتخابيّة في بعلبك – الهرمل أو حاصبيا – مرجعيون؟ وسأل هل كان لأحد أن يتخيّل أن يخوض المسيحيون معركة إنتخابيّة في بعلبك – الهرمل؟ البديل عن هذا القانون كان إما الإبقاء على قانون الستين أو الذهاب باتجاه النسبيّة الكاملة التي نرفضها بغض النظر عن علاقة المودة التي نكنّها لرئيس مجلس النواب نبيه بري".
واعتبر جعجع انه تم إقرار بند اللوائح المغلقة من أجل أن تتم التحالفات على الأسس السياسيّة، إلا ان بعض الأفرقاء لم يحترموا هذا الأمر وفضلوا تشكيل اللوائح على أساس جمع أكبر قدر ممكن من المقاعد النيابيّة. واوضح ان العلاقة الشخصيّة مع رئيس الحكومة الحريري لا يشوبها أي شائبة إلا أن الخلاف بيننا كان سياسيّاً على أساس الحدود التي يجب أن تصل إليها "الواقعيّة السياسيّة" لان بنظرنا يجب أن لا نترك الأمور تسيب تحت ذريعة الإستقرار كما أننا اختلفنا على كيفيّة إدارة الأمور في الدولة، ولا مانع من اللقاء مع الحريري على الصعيد الشخصي إلا أن المطلوب اليوم ليس هذا الأمر وإنما التفاهم السياسي المبني على أمرين هما "أين تنتهي الواقعيّة السياسيّة" و"كيفيّة ادارة الدولة".
اضاف جعجع: "إذا لم تؤدِ المصالحة مع التيار الوطني الحر سوى انهاء حقبة الخلاف وسد الفراغ في الرئاسة الأولى فهذا أمر جيد، واليوم المشكلة هي في مفهوم الشراكة عند الوزير جبران باسيل، وفي هذا الإطار أريد التطرق إلى أمر حصل في الأسابيع المنصرمة وتدل على اختلاف المناخ بين "فوق وتحت"، لافتا الى ان هناك مرسوم لمشروع الصرف الصحي في منطقة بشري الممول من قبل وكالة التنمية الفرنسيّة ولم يتم إدراج البند على جدول أعمال الحكومة الأمر الذي امتعض منه الفرنسيون ولتدارك الأمر اتصلت بالدكتور شقير في قصر بعبدا وأبلغني أن المرسوم ينقصه توقيع وزير الطاقة من أجل إدراجه من خارج جدول الأعمال في مهلة تقلّ عن 24 ساعة وعندها قلت لشقير أن يحاول قدر الإمكان القيام بذلك، تفاجأت في اليوم التالي بأن المرسوم وقّع من قبل وزير الطاقة وطرح في الجلسة من خارج جدول الأعمال فاتصلت بالرئيس ميشال عون وشكرته الأمر الذي أشعرني ان الرئيس لا يزال في جو التفاهم الأول وهذا ما سأحاول البناء عليه في المستقبل.
واوضح جعجع ان العلاقة طبيعيّة مع "تيار المردة" إلا ان الطروحات السياسيّة تبعدنا عن بعضنا البعض رغماً عنّا، واستراتيجياً نحن أقرب للتيار الوطني الحر من المردة.