عاد رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري إلى بيروت، في وقت تُواصِل فيه اللجان الفنّية اتصالاتها المشتركة من أجل وضعِ العناصر التقنية لطريقة توزيع القروض والهبات التي تقرّرَت في مؤتمر «سيدر» في باريس يوم الجمعة الماضي.
لكن اللافت أن منح وتوزيع تلك القروض والهبات كان مشروطًا، خصوصًا أنّ "الوفد اللبناني العائد من باريس تبَلّغَ صراحةً أنّه لكي تأتيَ نتائج «سيدر» هذه المرّة مغايرةً لنتائج باريس 1 و2 و3، على السلوك اللبناني أن يتغيّر أيضًا، كما وعُلِم أنّ الدول المانحة ستراقب عن كثب دفاترَ الشروط والمناقصات وفضَّ العروض، وستدرس مدى فائدة المشاريع التي تُقدّمها الدولة اللبنانية" كما أفادت صحيفة "الجمهورية".
وبدوره، اعتبر الحريري في مؤتمر صحفي له اليوم أن "مؤتمر سيدر هو شراكة بين لبنان والمجتمع الدولي، وهو بداية لإعادة تأهيل اقتصادنا، وبداية لتحقيق النمو المستدام"، مشيرًا إلى أن "المؤتمر جزء من مسار بدأ في روما سيستكمل في بروكسل".
وقال الحريري: "في باريس قدمنا رؤيتنا القائمة على 4 ركائز وهي:
- اصلاح مالي.
- اصلاحات هيكلية.
- مكافحة الفساد واصلاحات قطاعية.
- وضع استراتيجية لتطوير القطاعات الانتاجية وزيادة الصادرات، وغالبية القروض التي حصلنا عليها هي قروض ميسرة جدًا بفائدة لا تتعدى الواحد بالمئة بأجل يتعدى الـ 25 سنة".
وأضاف الحريري "هذه القروض لن تستعمل الا في البنى التحتية التي نحن بحاجة لها، واللبنانيين هم المستفيدون من مشاريع البنى التحتية، والعمالة غير اللبنانية التي يمكن الاستعانة بها هي يد عاملة عملية".
وأوضح أن "الـ 11 مليار ونصف التي تم الالتزام بها تغطي الجزء الاول من المشروع الاستثماري، وورشة العمل ستبدأ".
وفيما يخص موضوع الدين، قال الحريري: "موضوع الدين اثير كثيرًا ونحن وضعنا في سيدر كل المشاريع التي مجبرين أن نقوم بها، وحتى يتم تنفيذها يجب علينا الاستدانة، الاستدانة من السوق كلفتها مرتفعة، وهذا ما وفرناه في مؤتمر سيدر".
أما في موضوع الإصلاحات قال الحريري: "نحن في هذه الحكومة انجزنا الكثير بدءًا من الموازنة والتعيينات وقانون الانتخاب، الاصلاح واجب علينا كلبنانيين بغض النظر اذا كان هناك وجود لسيدر أم لا"، مشيراً إلى أن "الجميع في لبنان يطمح لحصول إصلاحات، ولكن في السابق غابت الإصلاحات بسبب غياب التوافق السياسي، وانا كرئيس للحكومة من واجبي التأكيد على الوفاق السياسي اليوم الذي أخرج البلد من دوامة الانقسامات".
وتابع: "في موضوع الشفافية، قصدنا أن يكون هناك لجنة متابعة منبثقة عن اللجان التي نظمت مؤتمر سيدر، نحن اخضعنا انفسنا لرقابة هذه اللجنة لإراحة المتابعين".
وبالنسبة لأجواء المنطقة، قال الحريري: "كل عملي يتركز على تحييد لبنان عن المشاكل المحيطة بنا، وواجبنا أن ننهض بلبنان، وكل العمل يهدف إلى الحفاظ على استقرار البلد، ولدي ثقة بأن لبنان لن يصاب بمشاكل المنطقة".