لطالما كانت أعواد تنطيف الأذن القطنية جزءاً لا يتجزأ من صيدلية المنزل. لكن الأضرار الصحية التي تنجم عن استخدامها كبيرة. ويمكن أن يتسبب استخدام تلك الأعواد أو قطرات الشمع في ثقب طبلة الأذن، أو إصابة القناة السمعية.
وأكدت عدة دراسات طبية على أهمية مادة الشمع الموجودة في الأذن، ذلك لأنها تُساعد على بقاء مجرى السمع لزجاً، كما أنها تحمي الأذن من الأوساخ والغبار. إلا أن إفراز هذه المادة يزعج البعض، ما يدفعهم لإزالتها بكافة الوسائل المتاحة.
وبينما تستمر تحذيرات الأطباء من المبالغة في هذا الأمر، لاسيما أن الجسم ينظف نفسه بنفسه، إذ تننقل الأوساخ وشمع الأذن بشكل تلقائي إلى الجزء الخارجي من الأذن، إلا أن الكثيرين يحاولون التخلص من هذا الشمع باستخدام الأعواد القطنية التقليدية لتنظيف الأذن.
ويحذّر الأطباء من استخدام هذه الوسيلة حتى لا يدفع العود القطني شمع الأذن إلى الداخل مرة أخرى، وفي هذه الحالة قد يجف ويؤدي إلى انسداد الأذن، أو التهاب الأذن الوسطى.
وأكدت دراسة طبية أخيرة أجراها باحثون في الولايات المتحدة الأميركية، ونُشرت في المجلة الطبية الأميركية "جاما"، أن نحو 66 في المئة من الأشخاص ثقبوا طبلة الأذن بسبب أعواد التنظيف القطنية.
وفي السياق ذاته، أشار طبيب الأنف والأذن والحنجرة في جامعة تورنتو وأحد أعضاء الفريق الطبي الذي أجرى الدراسة، ايريك كارنويل، إلى أن أطباء الأنف والأذن والحنجرة كثيراً ما يلتقون بمرضى يعانون من ثقب في طبلة الأذن لأسباب عدة من بينها التهابات الأذن.
وكشفت الدراسة أن الأعواد القطنية وما شابهها من منتجات هي الأداة التي يستخدمها معظم المرضى لتنظيف آذانهم، وقد يتسببون في ثقب طبلة الأذن التي تقوم بنقل الأصوات من الأذن الخارجية إلى العظام داخل الأذن، ما يؤدي إلى فقدان السمع، بحسب ما نقلته وكالة "رويترز".
وفي تقرير نشرته مجلة "Focus" الألمانية عن تنظيف الأذن من الخارج، أشارت إلى ضرورة الامتناع عن استخدام الأعواد القطنية، واستبدالها باستخدام قطعة قطن مبللة بعد الاستحمام يتم لفها على الإصبع، ومسح الأذن من الخارج، أو الاكتفاء بغسل الأذن أثناء الاستحمام.
وبشكل عام، يرى الأطباء أن أفضل طريقة للعناية بالأذن هي تركها تُنظف نفسها بشكل تلقائي، مع زيارة الطبيب المختص بشكل منتظم للتأكد من سلامة الأجزاء الداخلية