تخونه الذاكرة، ينسى التفاصيل والأحداث، التواريخ والوجوه والأماكن. يعيش صراعاً مع ذاكرته التي بدأت تتلاشى رويداً رويداً. ليس سهلاً على مريض الألزهايمر ان يعيش مع شبه ذاكرة، اما الأصعب فهو تعايش العائلة مع هذا المرض من الناحية النفسية وليس الجسدية. فما هو مرض الألزهايمر؟ وما هي أهم أعراضه وكيف يمكن التعامل مع المريض؟
يشرح رئيس جمعية "الألزهايمر في لبنان" الدكتور جورج كرم بالقول "انه مرض يُصيب الدماغ حيث تجتمع البروتينات في الجسم ويعجز عن التخلص منها، ما يؤدي الى تدمير الخلايا والتسبب بمشاكل في الذاكرة. يُصيب هذا المرض 10% من العالم وتشير التقديرات الى اصابة 50 الف شخص في لبنان بمرض الألزهايمر".
برأي كرم ان "الألزهايمر يُصيب الكبار عادة اي فوق الـ60 سنة، لكن هذا لا يعني انه لا يمكن ان يُصيب من هم دون الـ60، لاسيما اذا كان لديه استعداد للمرض الذي يزيد في حالات الوراثة العائلية. إذاً الأشخاص فوق الـ60 من عمرهم معرضون للإصابة به بنسبة 20%، اما الأشخاص فوق الـ75 فتزيد النسبة الى 25% في حين ترتفع النسبة الى 40-45% للأشخاص فوق 85 عاما".
50 في المئة عامل وراثي
اذاً، يلعب العامل الوراثي وفق رئيس جمعية "الألزهايمر في لبنان" دوراً رئيسياً في الإصابة بالمرض بنسبة 50%، لاسيما اذا كانت الإصابة دون سن 60. لكن الأهمية تكمن في التشخيص المبكر من خلال التنبه الى العارض الأولي "النسيان" الذي يعتبر مفتاح المرض. لذا عندما تلاحظ العائلة نسيان المريض الأشياء قد تكون علامة تحذيرية لبداية الألزهايمر. فكلما كان التشخيص مبكراً كلما نجحنا في الحدّ من تطور المرض".
اما عن الأعراض‘ فيُشير كرم الى ضرورة التنبه لها وأهمها:
* في المرحلة الأولى:
- مشاكل في التعبير والكلام، عدم القدرة على التعبير.
- عدم القدرة على التفكير
- خسارة اللغة الثانية في حال كان يُجيدها.
* في المرحلة المتوسطة:
- عدم التمييز بين الأعراض وعدم معرفة كيفية استخدامها.
- تغييرات في شخصية المريض
* المرحلة المتقدمة:
- يصبح المريض مثل الطفل، يحتاج الى الرعاية الدائمة حيث يكون عاجزاً عن السيطرة بأدنى الحركات كالتبول اللاإرادي، وعدم القدرة على البلع وغيرها...
في المرحلة الأولى يكون المريض واعياً وقادرا على الاستقلالية، في المرحلة المتوسطة والمتقدمة يصعب ان يعيش بمفرده ويحتاج الى الرعاية الدائمة.
اهم العلاجات
وحسب ما أكد كرم "تعتبر الحالات المتوسطة والمتقدمة أكثر صعوبة على العائلة وليس المريض، و50% من أفراد العائلة يعانون من الكآبة. إجمالاً نجد ان هناك شخصا واحداً يهتم بمريض الألزهايمر ما يعرضه للإصابة بالكآبة اكثر. لذلك تكمن أهمية الإهتمام بالعائلة كما المريض وعدم ترك رعاية المريض على كاهل شخص واحد وانما التوعية والمشاركة في هذه الوظيفة الدائمة".
لذلك، قررت جمعية "الألزهايمر في لبنان" افتتاح مركز Day Care Center للاهتمام ورعاية مريض الألزهايمر حيث يقوم بنشاطات ترفيهية واخرى لتقوية الذاكرة والخضوع لعلاجات فيزيائية والحسية للوقوف الى جانب العائلة.
لكن ماذا عن العلاجات؟ يُجيب كرم ان العلاجات تنقسم الى قسمين:
* الأدوية: للتخفيف من حدّة المرض وعدم تطوره. ليس هناك علاج للشفاء من الألزهايمر وانما علاج للتخفيف من حدّته وعدم تطوره الى المرحلة المتوسطة او المتقدمة. كما تساعد الأدوية على علاج التغييرات والتصرفات التي تطرأ على المريض نتيجة المرض.
* علاج فيزيائي وتمارين للذاكرة والبلع والمشي للحفاظ على قدرته واستقلاليته قدر المستطاع.
ويبقى الأهم ان لا ننسى مريض الألزهايمر حتى لو نسينا، وعدم اهمال اي عارض قد يكون المفتاح لتخشيص مبكر وتدخل سريع.