أولاً: الهجمات الكيماوية في سوريا بلا رادع...
العالم كلّه مشغول هذه الأيام بالهجمات الكيماوية على المدنيين في (دوما)، وصُور الأطفال والضحايا تتناقلها قنوات الإتصال في أنحاء المعمورة رغم قساوتها وبشاعتها، مُخلّفةً الدهشة والذهول، مع الاستنكار والشعور بالخزي والعار الذي يلحق بالأمم المتحدة ومجلس أمنها، ومجلس حقوق الإنسان، ومحاكم الجرائم الإنسانية الدولية.
إبادة للبشر بأفتك أنواع الأسلحة، والأدهى والأمرّ أنّها تكرّرت المرّة تلو الأخرى، مع أنّ العالم الحرّ بزعامة الولايات المتحدة كان قد هدّد أكثر من مرّة أنّه لن يسمح لنظام الأسد بتجاوز الخطوط الحمراء المتعلقة بالأسلحة الكيماوية، ومع ذلك فإنّ النظام يُمعن في تجاوز كلّ الخطوط، طالما أنّ الرعاية الروسية حاضرة وفاعلة.
إقرأ أيضًا: تحالف التيار الوطني الحرّ والجماعة الإسلامية..علب الليل بإزاء الشريعة السمحاء
ثانياً: تيار الممانعة يزعق في غزّة ويصمت في دوما...
استنكار مجازر العدو الإسرائيلي وعدوانه الدائم على الشعب الفلسطيني واجبٌ قومي وأُممي وإنساني، وتيار الممانعة يقوم- والحمد للّه- بواجبه النضالي القومي في هذا المجال على أكمل وجه، إعلاماً وشجباً واستنكاراً ودعماً، أمّا عندما يصل الأمر إلى جرائم النظام السوري، قصفاً وتدميراً وقتلًا واعتقالاً وتهجيراً، وآخر المطاف الهجوم الكيماوي على دوما، فإنّ أبواق الممانعة تصمت وتبلع ألسنتها، واذ سلّمنا منذ زمن بفقدان العزّة القوميه والحميّة الإنسانية عند قادتها، فإنّنا لنعجب لفقدانهم الأحاسيس الإنسانية مع غياب الإلمام بأبسط حقوق الإنسان وكرامته، فضلاً عن انعدام أبسط القيم الأخلاقية.
يقول الطفل السوري، وهم يغسلون وجهه وجفونه من آثار الغاز المهول: إنّي على ذلك لشديدُ الوجع، ولما لقيت منكم يا معشر العرب أشدُّ عليّ من وجعي.