تكاد المواجهة وجهاً لوجه بين إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب وإدارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تستأثر بالاهتمام الدولي والإقليمي واللبناني، وتثير أسئلة مقلقة تتخطى وضعية الانتخابات المحتدم أوارها على الرغم من كل التوتر العسكري والدبلوماسي حول سوريا، إلى الاحتمالات الحربية، وساحاتها وانعكاساتها على استقرار المنطقة، ومن بينها بالتأكيد لبنان.
الحريري في الاليزيه
وهذه النقاط المقلقة، حضرت بصورة مقتضبة خلال لقاء الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وولي العهد السعودي الأمير محمّد بن سلمان، الذي انضم إليه الرئيس سعد الحريري، كمدعو إلى مأدبة العشاء الفرنسي على شرف الضيف السعودي.
وكان قصر الاليزيه قال في بيان قبل العشاء ان «القادة الثلاثة سيتناولون بصورة مقتضبة المواضيع المرتبطة بالاستقرار في الشرق الأوسط ومكافحة الإرهاب والتعاون الاقتصادي والثقافي».
أضاف قصر الاليزيه: السعودية شريك مهم جداً للبنان، في إشارة إلى قرار الرياض تجديد خط اعتماد بقيمة مليار دولار للبنان خلال مؤتمر «سيدر» الذي عقد يوم الجمعة الماضي.
ونشر الرئيس الحريري على حسابه على «تويتر» صورة سيلفي تجمعه بالامير بن سلمان والرئيس ماكرون، وكذلك صورة تجمعه مع الملك المغربي محمّد السادس والامير بن سلمان، وهم في حالة ارتياح، ومن دون تعليق..
وعاد الحريري إلى بيروت مساءً، تمهيداً لعقد مؤتمر صحفي ظهر اليوم في السراي الحكومي يشرح فيه نتائج مؤتمر «سيدر» للرأي العام اللبناني، في ضوء ردود الفعل السلبية والإيجابية، التي شغلت الوسطين الاقتصادي والمالي، إلى جانب السياسي خلال اليومين الماضيين.
وسيطلع الرئيس الحريري مجلس الوزراء غداً على نتائج هذا المؤتمر الباريسي ومقرراته، وما يمكن ان يحدثه من نقلة نوعية إيجابية على صعيد النهوض بالاقتصاد اللبناني، كما انه سيستمع إلى أبرز الملاحظات في ضوء ما سرب من معطيات ومعلومات.
ملف الكهرباء
وفي كل الأحوال، فإن جلسة مجلس الوزراء غداً في بعبدا، مرشحة لأن تكون «دسمة»، بحسب مصادر وزارية أبلغت «اللواء» باعتبار انها تشكّل محطة مفصلية في ما خص ملف الكهرباء المدرج على جدول الأعمال تحت البند 27 بعنوان: «عرض وزارة الطاقة والمياه للاجراءات المتوجب اتخاذها بأسرع وقت ممكن لإنقاذ قطاع الكهرباء»، علماً ان جدول أعمال الجلسة الذي وزّع أمس على الوزراء يتضمن 55 بنداً عادياً.
ولفتت المصادر إلى ان الملف سيبحث مجدداً انطلاقاً من ضرورة ايجاد حل لمشكلة معمل دير عمار -٢ واتخاذ قرار بشأنه بعد الكلام الذي أدلى به الرئيس ميشال عون في جلسة السابع والعشرين من الشهر الفائت في قصر بعبدا حول أهمية إيصال الكهرباء للناس و«مش فارقة معي كيف بتجيبوها».
ولفتت المصادر إلى أن الملف الذي يخضع لتجاذب بين «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية» وايضاً بين «التيار» وحركة «أمل» متوقف بفعل التباين حوله والمواقف منه في ما خص دور ادارة المناقصات التي يتمسك بها وزراء «القوات» مع المناقصة الشفافة في حين أن وزراء التيار مستعجلون على حل مشكلة الكهرباء انطلاقا من خطة الإنقاذ التي طرحها الوزير سيزار ابي خليل منذ عام تقريبا والقائمة على: استئجار باخرتين لتوليد الطاقة وزيادة تعرفة الكهرباء وإنشاء معامل بقدرة 1000ميغاوات بالتعاون مع القطاع الخاص وإنشاء معامل فوتوفولتية بقدرة 1000ميغاوات وإنشاء محطات لاستيراد الغاز الطبيعي.
وفهم من المصادر انه لا يتوقع أن يكون طرأ أي جديد على ما قد يكون ضمنه الوزير ابي خليل في تقريره إلى رئاسة الحكومة إلا إذا أتى مقروناً بورقة رئاسة الجمهورية عن وضع الكهرباء.
وأفادت المصادر أن ما من توجه معين وما إذا كان هناك ميل لحسم الملف أو تاخيره إلى ما بعد الانتخابات وكله يتوقف على الاتصالات التي تسبق الجلسة وخلالها.
وكان الوزير ابي خليل قد أعلن أن الحل لهذا الملف يقضي بتنفيذ جميع بنود خطة الكهرباء وليس بندا واحدا،نافيا أن يكون وزراء التيار وراء مشروع محدد.
وللمصادفة، ان ملف الكهرباء سبق ان نوقش في مجلس الوزراء، فيما كان الرئيس عون يستعد للسفر إلى عمان للمشاركة في القمة العربية التي عقدت في الأردن، وغداً أيضاً يعود هذا الملف إلى طاولة مجلس الوزراء، بعد قرابة سنة، قبل ان يتوجه الرئيس عون يوم السبت المقبل إلى المملكة العربية السعودية لترؤس وفد لبنان إلى القمة العربية في دورتها العادية المقبلة.
وعلمت «اللواء» ان المفرزة السبّاقة إلى مؤتمر القمة قد انجزت التحضيرات المتصلة بمشاركة الوفد اللبناني فيه، والذي سيضم إلى جانب الرئيس عون الرئيس الحريري ووزيري الخارجية والاقتصاد جبران باسيل ورائد خوري (الموجود في أميركا ويفترض ان يعود الجمعة) والأمين العام لوزارة الخارجية السفير هاني شميطلي، على ان ينضم إلى الوفد بعيد وصوله إلى المملكة مندوب لبنان الدائم إلى الجامعة العربية السفير انطوان عزام والسفير اللبناني لدى الرياض فوزي كبارة.
وفي المعلومات ان الرئيس عون سيعود إلى بيروت الأحد، ويتوجه في اليوم التالي إلى الدوحة في زيارة تستغرق بضع ساعات للمشاركة في افتتاح المكتبة الوطنية في الدوحة.
اقتراع المغتربين
وليس بعيدا من ملف الكهرباء وعلاقته بالاصلاحات التي اشترطها مؤتمر «سيدر» لتحقيق التزاماته المالية تجاه لبنان، لوحت مصادر نيابية في كتلة «التنمية والتحرير» إلى ان وزير الكتلة علي حسن خليل سيثير في مجلس الوزراء غدا ضرورة اضطلاع وزارة الداخلية بمراقبة عملية اقتراع المغتربين التي ستجري في السفارات اللبنانية والقنصليات في دول الانتشار، كما ان هذا الموضوع سيثار في «لقاء الاربعاء» اليوم في عين التينة، في ضوء المواقف التي اعلنها الرئيس نبيه برّي قبل يومين لجهة ضرورة مراقبة علمية الاقتراع من قبل وزارة الداخلية وهيئة الاشراف على الانتخابات، وليس فقط لوزارة الخارجية.
وقال النائب أنور الخليل، ان على الوزير نهاد المشنوق ان يختار بين الطعن في الانتخابات وإرسال مراقبين ودفع نفقات وجودهم في المغتربات، علما ان الاستحقاق يصبح قابلا للطعن إذا طعن بجزء منه.
ولم تستبعد المصادر ان يكون هذا الموضوع جزءا من الرسالة التي سيوجهها الرئيس برّي إلى الاغتراب يوم الأحد المقبل، عشية بدء عمليات الاقتراع في السابع والعشرين والتاسع والعشرين من الشهر الجاري في 40 دولة من دول الانتشار.
وكان النائب بطرس حرب قد طالب الرئيس برّي بعقد جلسة طارئة لبت موضوع اقتراع المغتربين، عبر إضافة مادة تؤكد حق المغتربين بالانتخاب في دورة 2022 تفاديا للطعن، مشددا على وضع آلية لمراقبة العملية الانتخابية في دول الانتشار، من قبل وزارة الداخلية، أو مؤسسات دولية توحي بالثقة، بعيدا من اشراف وزارة الخارجية التي لا نثق بنزاهتها.
غرفة عمليات
انتخابياً، أيضاً، وفيما الحملات الانتخابية متواصلة من قبل اللوائح والماكينات الانتخابية، أعلن وزير الداخلية عن إنشاء غرفة عمليات مركزية خاصة بالانتخابات المقررة في 6 أيار داخل الوزارة وبصورة مؤقتة، مهمتها التنسيق بين مختلف غرف العمليات العائدة للجيش وقوى الأمن الداخلي والأمن العام وأمن الدولة، من أجل مواكبة العملية الانتخابية ميدانيا، وتلقي الشكاوى واقتراح اتخاذ التدابير الاجرائية المناسبة، والسهر على سلامة العملية. وسيكون مقر الغرفة في قاعة اللواء الشهيد وسام الحسن ويبدأ العمل فيها بتاريخ 26 نيسان وينتهي في 7 أيّار 2018.
وأكّد المنشوق خلال استقباله السفيرة الأميركية في بيروت اليزابيت ريتشارد ان التحضيرات في الوزارة باتت شبه مكتملة لاجراء الانتخابات بمراحلها كافة، وان الوضع الأمني مستقر وممسوك، ورأى ان لبنان يتجه إلى ازدهار ملحوظ بعد مؤتمر «سيدر».
ومن جهتها، أعلنت بعثة الاتحاد الأوروبي في لبنان ان مجموعة من 24 مراقباً تابعين للبعثة ستتخذ من فندق «الموفنبيك» مقرا لها، وستتوزع على 12 موقعا في مختلف المناطق اللبنانية للشروع في مهمة طويلة الأمد لمراقبة العملية الانتخابية، بدءا من الإجراءات التحضيرية وصولا إلى إصدار النتائج وحتى انتهاء مهلة تقديم الطعون.
تربوياً، نفذ الاساتذة المتفرغون في الجامعة اللبنانية أمس، إضراباً تحذيرياً «سيستمر طيلة هذا الاسبوع»، واستهل بتجمع امام وزارة التربية، حيث انضم اليهم وزير التربية والتعليم العالي مروان حمادة، الذي أكد حقهم في سلسلة رواتب تشمل 3 درجات أُعطيت لغيرهم وحقهم الاحتفاظ بصندوق التعاضد، لكنه طلب اليهم عدم تعطيل الطلاب واعطاءه الوقت لحل هذا الموضوع، الا ان الهيئة التنفيذية التي اجتمعت معه اصدرت لاحقاً بياناً اكدت فيه الاستمرار بالإضراب المعلن طيلة هذا الأسبوع.
ويحضر غداً على جدول أعمال مجلس الوزراء في القصر الجمهوري، صندوق تعاضد أفراد للهيئة التعليمية في الجامعة اللبنانية، كبند مستقل، وعبر مشروع مرسوم يرمي إلى تعديل المادة الرابعة من المرسوم رقم 8229 تاريخ 2/4/1996 (اجتماع مجلس الادارة).