تزداد سخافة برنامج عادل كرم حلقة تلو حلقة لابتذال المواضيع والميل كل الميل نحو السخافات الجنسية وبميوعة كاملة تهتز لها فرائص جمهور وزبائن البرنامج ويبدو أن هناك سباق جنسي بين القنوات اللبنانية اذ تعتمد المحطات على البرامج المُفسدة بعد السياسة الفاسدة لتعطيل ما تبقى من عقل لدى أجيال باتت مهتجسة بما يثير فيها شهوات يقظة بغية الاستمتاع بالعروض المفتوحة على أغلب قنوات البث المباشر إتاحة منها لترويج جنسي يروّح عن اللبنانيين همومهم و غمومهم نتيجة سياسات تسهم فيها أيضاً برامج هذه القنوات التي تجتهد في وضع اللبناني في علبة يومية تتوفر فيها كل أدوات التسطيح العقلي لإكمال دورة تشويه الصورة اللبنانية التي تميّز بها عن غيره من الأقران العرب.
إقرأ أيضًا: الميادين بلا دين!
ما الجدوى من حلقة متعلقة بأزمة العضو الذكري وامكانية تنشيطه وتطويله وتضخيمه ليلبي الحاجات المتعددة في جو هستيري غير علمي ولو كان الموضوع قد تمّ التداول به والتعاطي فيه بطريقة علمية لاعتبرنا بأن في ذلك جرأة ولكن بهدف الثقافة الجنسية والطبية وهذا ما يلبي الدعوات الى برامج هادفة ومتخصصة للتوعية في المجالات والعناوين كافة ولكن التعاطي بابتزال بموضوع لا غرض منه سوى التسخيف من أجل الدعاية والسبق الجماهيري كيّ يتقدم البرنامج على غيره من البرامج المشابهة كيّ تقوى حظوظ المعدين و المقدمين لمثل هذه البرامج وكي تتقدم المحطة أيضاً خطوة الى الأمام عن غيرها من المحطات لازدياد نسبة المشاهدين على برامجها الفارغة من أي محمول توجيهي.
لم تعد تحترم خصوصيات العائلات المحافظة وما عادت الرقابة الذاتية والمعنية متوفرة وهذا ما ترك باب الفساد الأخلاقي مفتوحاً على الهواء مع علم المعنيين بأن اللبنانيين يقضون أكثر أوقاتهم بمتابعاتهم الدائمة للقنوات المحلية وخاصة البرامج السياسية والترفيهية بعد أن سقط مستوى الدراما اللبنانية وتحوّلت الأعمال التلفزيونية الى ما يشبه العروض الأنثوية على خشبة الأجساد.
لم تعد وسائل التثقيف من السياسة الى الفن وسائل ملتزمة بل أضحت وسائل مخربة للأمن الاجتماعي وهذا ما أضرّ ببنية المجتمع وجعل منه مجتمعاً غير محكوم بقيم بعد أن أسقطوا كل الضوابط الموضوعة لتحصينه، من مثل هذه الاختراقات التي تتم باسم الترفيه والتسلية والمنافسة على النسب العالية من المشاهدين لتعزيز حضور صور لا لون فيها كونها قاتمة وتبعث على الاشمئزاز.
إقرأ أيضًا: المقاومة صوت تفضيلي!
هذه الرغبة الجامحة لضرب القيم ليست بريئة وهي منسجمة تماماً مع رغبات سياسية عملت على إلغاء العقل بهدف سلب المجتمع كل إمكانية مقاومة بوجه حيتان لبنان الذين يصادرون كل شيء من الماء الى الهواء ويعيدون ضخ سمومهم في الجسم الأخلاقي لهدر كل طاقة ممكنة لأن كثرة الفساد تسهل السيطرة على رغبات المجتمع ومن هنا لا تقل هذه البرامج سوءًا عن التعاطي والاتجار بالممنوعات لأن النتائج واحدة وهي تكمل بعضها البعض لأن في سقوط القيم قيام لكل ممنوع أخلاقي أو قانوني وهنا تنمو الجريمة بشكل واسع لأن التدابير المتخذة قد تمّ إزالتها وبات من السهل ارتكاب الاساءة دون حسيب أو رقيب داخلي أو خارجي.
لا أحد يهتم لمثل هذا الفساد الاعلامي وخاصة المؤسسات الدينية المعنية بتعزيز ما يبقي القيم الأخلاقية قائمة و المعنية أيضاً بضرورة الرقابة الاجتماعية ولكن غياب هذه المؤسسات وتلهيها بقشور الخلافات الطائفية واتباعها المطلق للمرجعيات السياسية جعل منها وجوداً غبّ الطلب حيث يتوجب الحضور الطائفي تكون حاضرة وهذا ما جعل منها مؤسسات بلا دور أخلاقي من صميم وجودها الديني.