غيوم سوداء فوق سوريا وتخوف من تداعياتها على لبنان

 

الديار :

حصل عدوان اسرائيلي امرت به الولايات المتحدة كي لا تصطدم مع الجيش الروسي في سوريا وطلبت من اليد القريبة وهي اسرائيل القيام بعدوان نوعي عبر اجتياح على علو ارتفاع امتار ساحل لبنان والدخول من قرب جبيل في وادي نهر ابراهيم ثم الوصول الى بعلبك واطلاق صواريخ باتجاه القاعدة العسكرية الجوية السورية حيث يوجد ايرانيون وروس قتل منهم جنود وضباط من الايرانيين والجيش الروسي دون اعتراف روسيا بعد بعدد القتلى واستعملت الطائرات الاسرائيلية احدث صاروخ اميركي هو صاروخ «جاسم» القادر على الوصول الى هدفه بدقة ولديه قدرة تدميرية كبرى وقد عادت الطائرات الاسرائيلية وهي 8 طائرات اف 15 الى جرود جبيل وهبطت باتجاه البحر قرب جونيه على ارتفاع امتار واتجهت بعدها نحو فلسطين المحتلة اي في اسرائيل.
تصدت الدفاعات الجوية الروسية للصواريخ الاسرائيلية وهي 8 ودمرت منها 5 لكن 3 صواريخ وصلت الى القاعدة ودمرت ما بين 12 الى 15 طائرة من طوافات وطائرات حربية واستشهد ضباط وجنود ايرانيون كذلك جنود من الجيش الروسي والتزمت روسيا الصمت الكامل.
اثر ذلك وجهت موسكو رسالة الى اسرائيل تسألها لماذا قمتم بهذه الغارة ولماذا هذه الصواريخ وان قاعدة تيفور باللغة الانكليزية واسرائيل تعرف ان في القاعدة ضباط وجنود من روسيا ولم نستطع معرفة الجواب الاسرائيلي على روسيا الا ان قائد قاعدة حميميم الجوية العسكرية الروسية اعطى الاوامر ان تحلق بشكل مستمر اربع طائرات حربية مزودة بصواريخ جو جو وجاهزة للقتال من طراز سوخوي 35 اس احدث طائرة روسية وهي احدث طائرة من الجيل الخامس مع طائرة اف 35 الاميركية حيث اعطى قائد قاعدة حميميم العسكرية الامر الى دوريات من 4 طائرات روسية بالتحليق دائما فوق  المياه بعمق 12 كلم قبالة شاطى صيدا وصولا الى اللاذقية وعند اصطدامها باي طائرة اسرائيلية او غيرها اسقاطها فورا دون الرجوع الى القيادة كي لا تضيع ثانية على الطيار ولا يسقط الطائرة وحلقت الطائرات الروسية باتجاه صيدا لكن خارج المياه الاقليمية اللبنانية وبعمق 10 كلم تقريبا واستنفر الطيران الاسرائيلي عند رؤية الطيران الروسي وهو يتوجه باتجاه فلسطين المحتلة واقتربت الطائرات الاسرائيلية من الطائرات الروسية ولم تحصل معركة جوية لكن الطائرات الروسية كانت جاهزة لاطلاق الصواريخ في حال تحركت الطائرات الاسرائيلية وقامت بمناورة جوية.
 

 الطائرات الاسرائيلية تجنبت المواجهة مع الطائرات الروسية


وفيما كانت 4 طائرات روسية تحلق قبالة صيدا ووصلت 8 طائرات اسرائيلية من طراز اف 15 ارسل قاعدة حميميم وفق سبوتنيك 16 طائرة عسكرية روسية فوق مياه صيدا حتى الناقورة مما يعني خرق للاجواء الدولية قبالة اسرائيل وكانت الطائرات الروسية التي اصبح عددها 20 على استعداد لخوض معركة الا ان اسرائيل تجنبت واتصل وزير الدفاع الاسرائيلي بوزير الدفاع الروسي وابلغه ان الامر خطير وان الطائرات الروسية تقترب قبالة اسرائيل فرد عليه وزير الدفاع الروسي انها فوق المياه الاقليمية الدولية فرد ليبرمان انها قرب اسرائيل وعلى مسافة 12 كلم وقال الوزير الروسي انها اوامر الرئيس بوتين ولنا الحق بالطيران هناك.
ولم تصل نتيجة اتصال ليبرمان وزير الدفاع الاسرائيلي مع وزير الدفاع الروسي الى نتيجة ولا يستبعد احد حصول معركة جوية روسية - اسرائيلية في اي لحظة قبالة الشواطئ اللبنانية اذا اعادت اسرائيل الكرة وارسلت طائراتها عبر اجواء لبنان لضرب سوريا ويبدو ان روسيا تجس نبض لبنان سرا كي تحلق طائراتها من قاعدة حميميم في اللاذقية فوق السواحل اللبنانية لكن الموضوع سري ويجري عبر دولة عربية وفي الوقت نفسه اعطى الرئيس بوتين الاوامر بارسال فورا من روسيا طائرات مونتونوف منظومات الدفاع الجاهزة للعمل ووضعها على طول الحدود السورية مع لبنان حيث يتم كشف كل عكار وجردوها كذلك كل سهل البقاع ويمكن لهذه المنظومات اس 600 مع الرادارات كشف الطائرات الاسرائيلية من الحدود حتى سد القرعون على اطراف الجنوب.

 

اجتماعات مجلس الامن والاتصالات الدولية


في هذا الوقت يجتمع مجلس الامن بطلب من فرنسا وبريطانيا واميركا لاتهام سوريا بقصف دوما بصواريخ طائرات فيها اسلحة كيميائية فيما نفت دمشق وقالت ان ارض الغوطة مكشوفة وارض دوما مكشوفة ويمكن للصليب الاحمر ان يأتي ويكشف مع خبراء اسلحة كيميائية على اراضي دوما كذلك يمكنه زيارة كل مستشفيات دمشق لمعرفة ما اذا كان هنالك مصابون بالاسلحة الكيميائية وتتم معالجته لكن ترامب قال لن نترك سوريا تقرر ذلك وستدفع الثمن وعندي اجتماع مع القادة لاتخاذ قرار هام وخطير بشأن سوريا. في الوقت ذاته طلبت روسيا دعوة مجلس الامن للاجتماع لبحث العدوان الاسرائيلي على سوريا وقيام الغارة فوق الاراضي اللبنانية ضد قاعدة جوية في سوريا. ومن خلال المناقشات في مجلس الامن يبدو ان هنالك عدم اتفاق كامل بين الدول الكبرى فيما الصين لم تعلن موقفها بشأن الصراع الدائر وان كان قد قال المندوب الصيني نحن نؤيد روسيا في موقفها كما ان فرنسا قالت اذا ثبت ان الطيران السوري قصف دوما بالسلاح الكيميائي وبريطانيا قالت ذلك ايضا فانها ستضرب الجيش السوري بصواريخ او غارات جوية وفي المقابل انذرت روسيا اميركا وفرنسا وبريطانيا ان سوريا اصبحت ضمن المجال الامني الروسي واستعجل الرئيس بوتين لزرع منظومات اس 600 والاهم ارسال صواريخ اسكندر الى كل الاراضي السورية اولا لمنع اي صواريخ او طائرات من خرق الاجواء السورية وحتى الاجواء اللبنانية من خلال منظومات صواريخ اس 600 الموضوعة في مناطق حمص قبالة سهل البقاع بالكامل وكذلك وضع المنظومات قبالة جبل القموعة في عكار وكل عكار حتى المنية والعاصمة الثانية طرابلس.
 

 وزير الدفاع الروسي: اذا قرروا  الدخول الحرب سندخل


وصرح وزير الدفاع الروسي اذا قرروا دخول الحرب فنحن سندخل الحرب وجاهزون وان الاوامر تم اعطاءها الى الطائرات الروسية تدمير اي هدف وطلب من الطائرات الاميركية عدم الطيران فوق شمال سوريا باتجاه ريف حلب لاننا سنسقطها ونوافق فقط على التحليق فوق شمال سوريا اي فوق الحسكة شرق نهر الفرات اما خارج شرق الفرات فستقوم الطائرات الروسية باسقاط الطائرات الاميركية حتى لو حصلت الحرب.
في هذا الوقت اقترب الاسطول الاميركي السادس بسفنه قبالة الشاطئ الاسرائيلي الى مسافة قريبة كذلك باتجاه الساحل اللبناني والسوري، فيما رفعت روسيا حالة التأهب في القاعدة البحرية في طرطوس واخرجت صواريخ ارض بحر الى جهوزية الانطلاق وهو من طراز شيخون 9 مداه 3 الاف كلم ويحمل طن كامل اي 1000 كلغ من المتفجرات ويدمر كاملا اي مدمرة او بارجة ويقسم اي حاملة طائرات الى قسمين اذا اصابها في نصفها كما ان البحرية الروسية تستعمل صواريخ وهي من نوع اس اس 8 وخاصة يختص صاروخ توربيد بالغواصات وملاحقتها حتى لو اطفأت محركاتها فهذا الصارويخ يكتشف مادة الحديث للغواصة عبر مغناطيس خاص ويصل اليها ويدمرها وهو من احدث الصواريخ التي تم اختراعها سنة 2018 وحققت اصابات دقيقة ومدمرة. لكن في المقابل فان واشنطن يبدو انها لا تخاف واعلن ترامب انه سيوجه ضربة الى سوريا فهل ستحصل الضربة وماذا ستكون ردة فعل الجيش الروسي وفي الوقت نفسه ذكرت معلومات ان تحركات لحزب الله في جنوب لبنان غير عادية بدأت تظهر لكن دون اسلحة ظاهرة انما هنالك انتشار بلباس مدني وتحركات قريبة من كفركلا والعديسة والشريط الحدودي ودون اسلحة بلباس مدني وهذا الامر يحصل منذ فترة اشهر طويلة.
اما العراق فعرض على القيادة السورية ان تهبط طائراتها وتقيم في مطار العراق وفي المطارات الحربية وتنطلق منها لقصف اهداف سورية وتعود الى العراق وهكذا لا تستطيع اسرائيل قصف قواعد عسكرية في العراق لانه عندها سيدخل العراق بحرب ضد اسرائيل وذكرت مصادر في بغداد ان العراق يملك 22 الف صاروخ بعيد المدى يصل الى 1500 كلم هم من بقايا جيش صدام حسين وتم الحفاظ عليهما في قاعدة مونتغمري في العراق ثم تم توزيعهما على كل القواعد العسكرية وانه اذا قامت اسرائيل بقصف اي قاعدة فسيطلق الصواريخ عندها على اسرائيل والتي تحمل نصف طن من المتفجرات.
 

 روسيا اقامت جسراً جوياً مع سوريا


لكن اخطر ما في الامر هو ان روسيا تقيم جسرا جويا دون توقف وتنقل انواع صواريخ تأتي بها الى سوريا لاول مرة وامتد الجيش الروسي الذي وصل من جديد الى 18 الف ضابط وجندي باتجاه درعا على هضبة الجولان كما ان الطيران الروسي الذي لم يكن يحلق قرب الحدود السورية الاردنية فقد قام بالتحليق حيث المناطق الاسرائيلية بشكل استفزازي ثم كان يتجه الى دمشق ويعود الى جنوب سوريا على حدود اسرائيل والاردن لكن الدفاع الجوي الاسرائيلي لم يتحرك.
وفي اخر خبر ذكرته وكالة سبوتنيك ان الرئيس الروسي بوتين اتصل بالرئيس الاسرائيلي نتنياهو وقال له ما مضمونه اذا اردتم لعب اللعبة الاميركية ضدنا فستخسرون وان نتنياهو لم يستطع تبرير قيام اسرائيل بالغارة على القاعدة السورية ومقتل ايرانيين وحتى جنود او ضباط من الجيش الروسي لكن بوتين كان صارما بالحديث على الشكل التالي اذا كنتم تريدون امن اسرائيل التزموا حدودكم اما اذا كنتم تريدون اهتزاز امنكم الوجود والكامل فاخرجوا من حدودكم واقتربوا من طائراتنا واسلحتنا في سوريا لان ذلك سيكون اكبر خطر عليكم وانتم لا تفهمون الخطر الروسي على ما يبدو وكانت المكالمة عنيفة بين بوتين ونتنياهو وكانت لهجة بوتين تهديداً فيما كانت ردود نتنياهو تبريرية غير مقنعة والليلة سيصدر عن مجلس الامن بيان او قرار او خلاف ورفع الجلسة دون اتفاق والجميع ينتظر اجتماع الرئيس ترامب مع قادة الجيش الاميركي اما فرنسا التي هددت بالضرب فتبلغت من روسيا عدم القيام بهذه المغامرة كذلك تبلغت لندن من روسيا عدم القيام باي مغامرة في منطقة البحر المتوسط لان العواقب وخيمة جدا على الجيشين الفرنسي والبريطاني في البحر المتوسط.
 

 ماذا في ايران؟  


في ايران اعلن قائد الجيش الايراني انها لن ترسل الى سوريا جيشا للقتال ضد اسرائيل فيما ترك الحديث لقائد سلاح صواريخ الايراني الذي اعلن ان سلاح الصواريخ وضع في حالة تأهب كاملة وان الاف الصواريخ موجهة باتجاه اسرائيل وان 16 شهيدا من الجيش الايراني الذين استشهدوا في قاعدة تيفور لن تذهب دماؤهم هباء بل انها وضعت سلاح الصواريخ بالكامل بحالة استنفار وباتجاه اسرائيل وتستطيع اصابة اهدافها بدقة.
وحذر القائد الايراني اسرائيل من استعمال السلاح النووي ضد ايران لان ايران وضعت في مناطق اكثر من 24 الف صاروخ وعلى رأسهم اسلحة كيميائية بوزن نصف طن موجهة نحو المدن الاسرائيلية وستكون بقوة اكبر من القنابل النووية.
ثم تحدث قائد الجيش الايراني فقال لقد انتهى زمن العدوان الاسرائيلي كما تريد فها هي تهرب باتجاه الجبال في لبنان ونحن والجيش الروسي على تنسيق على كل العمليات الحربية واذا احتاج الجيش الروسي في سوريا الى قوات عسكرية بدل جلب 200 او 300 الف جندي روسي من روسيا الى سوريا فايران قادرة على ارسال نصف مليون جندي الى سوريا والمسافة تاخذ 18 ساعة برا وان الطيران الروسي سيؤمن حماية كل قوافل الجيش الايراني مع صواريخه واسلحته وصولا الى العراق ومن هناك يضرب اسرائيل وسيدخل الى سوريا ولكنها لا تحتاج الى جيش والافضل ان يبقى الجيش الايراني هناك وان هناك 12 قاعدة اميركية ستطلب الحكومة العراقية رسميا سحبهما فورا واذا لم تسحبهما فنحن مؤمنون ان الجيش العراقي والحشد الشعبي قادرون على سحقهم برا ونحن نعرف ان ترامب لن يتجرأ على ما فعله الرئيس جورج بوش الابن يوم ارسل نصف مليون جندي الى العراق وهذا الامر لن يتكرر بعد الان.

 

الامر الخطير والمستجد والجديد


يبدو ان الرئيس بوتين ردا على التحدي الاسرائيلي، فبعد ان مانع بيع سوريا صواريخ اس 600 فانه يتجه الى تسليمها منظومات دفاع اس 400 و600 وتسليح الجيش بصواريخ اسكندر الفعالة جدا وتسليم سوريا ميغ 35 وسوخوي 35 بكثافة على كل حال ظهر وجود 6 طائرات سوخوي 35 حديثة في القاعدة لكن تم تدمير اثنان منها انما هذه المرة قد يقوم بوتين بتزويد سوريا بحوالى 25 طائرة سوخوي 35 اضافة الى صواريخ اسكندر وصواريخ اس 400 وذلك لانهاء التحدي بشكل نهائي مع اميركا والقول ان اسرائيل لم تعد حرة لا هي ولا اميركا ولا الخليج في التصرف بامن سوريا بل اصبح امن سوريا من امن روسيا وامن الجيش الروسي بالتحديد.
اما تركيا فوقفت حائرة ولا تعرف اي قرار ستتخذ، واتصل الرئيس التركي اردوغان بالرئيس الروسي بوتين وابلغه ضرورة التنسيق بين تركيا وروسيا وهذا يعني ان تركيا غير راضية على السياسة الاميركية في المنطقة.

 

 

الجمهورية :

شكّلَ عيد الفصح لدى الطائفة الأرثوذكسية مناسبة لرسمِ خريطة الطريق التي ينبغي سلوكها في الاستحقاق الانتخابي في أيار المقبل، وفرصةً لوضعِ الإصبع على الجرح النازف سياسياً وانتخابياً.

وبَرز في هذا السياق، ما قاله المطران عودة خلال ترؤسِه خدمة الهجمة في كاتدرائية القديس جاورجيوس وتلاها قدّاس الفصح، حيث أكد «أنّ الشفافية مطلوبة وبإلحاح في الانتخابات».

قال المطران عودة: «لبنان على أبواب انتخابات، فنسأل الله أن تتمّ في أوانها بأقصى درجات الشفافية، إذ بها تتجدد الحياة السياسية ومِن خلالها يُحاسب الرأي العام ممثليه، ونسأل أبناءَنا أن يختاروا من يرون فيهم الكفاءة لحملِ صوتِهم والدفاع عن حقوقهم، عوضاً عن انتخاب من كانوا يتذمّرون منهم ومَن أنجزوا الصفقات».

وانتقد عودة التحالفات القائمة، وقال: «نشهد تحالفات انتخابية ظرفية يجتمع فيها متعارضون ومتخاصمون من أجلِ كسبِ الأصوات، مؤسفٌ أنّ البعض استسهلَ عملية الترشّح متجاهلاً أنّ دور النائب هو التشريع، ومِن الجميل أن يكون ممثّل الشعب قريباً من شعبه لكنّ مهمّاته لا تتوقف عند واجبات الخدمات، إذ عوَضاً عن الاهتمام في عمله التشريعي يُمضي وقتَه في تقديم خدماتٍ قد تكون غيرَ قانونية».

وقال: على اللبنانيين إيصالُ نوّابٍ يتمتّعون بالعِلم والخبرة والصدق والنزاهة والأخلاق للمساهمة بقيام دولة حديثة تقوم بواجباتها تجاه المواطنين، طالباً مِن اللبنانيين انتخابَ المستقبل الواعد.

وشدّد على أنّنا نعيش وضعاً صعباً يجد فيه الناس صعوبةً في تأمين كافة متطلبات الحياة ويشكون من الاقتصاد المتردّي، والمضحك المبكي أنّنا نسمع شكوى السياسيين من الوضع القائم. وقال: «الكلّ يتبادل التهَم عن المديونية في لبنان وعن الفساد المستشري لكنّهم لم يذكروا يوماً اسمَ فاسِد أو مرتشٍ، فكيف يكون فساد ولا فاسدين؟»

الراعي

بدوره، تجاوَز البطريرك الراعي التغنّي المتمادي مِن أكثر من مسؤول بالموازنة التي أقرّها مجلس النواب قبل أيام، وبأنّها الموازنة الأقلّ عجزاً، وأنّها الأسرع من ناحية إرسالها إلى المجلس وإقرارها، فيما هي من جهة تقوم على تخفيضٍ وهمي للعجز، فضلاً عن تضَمُنِها ما يتعارض، ليس مع الدستور ومقدمته فحسب، بل يهدّد الكيان اللبناني.

والملاحظة الغريبة، والتي ترسم علامة استفهام وريبةٍ، هي كيفية تمرير هذه المادة، خصوصاً مِن قبَل قوى سياسية لطالما نادت برفضِها التوطينَ وحذّرَت من هذا الخطر. الأمر الذي يبعث على الخشية من أن يكون هذا السقوط مرَدُّه إلى جهل، أو إلى العقلية «الاستلشائية» والمتسرّعة في مقاربة أمورٍ مصيرية، أو أن يكون هناك سهوٌ متعمَّد من قبَل البعض وأن يكون خلف الأكمة ما خلفها.

وقد أشار الراعي إلى هذا الخطر بقوله: إنّ المادة 50 من الموازنة تثير القلق. وقال: تُخيفنا جداً وكلَّ الشعب اللبناني، المادةُ الخمسون التي أضيفَت بسِحر ساحر على موازنة العام 2018. وهي أنّ كلّ عربي أو أجنبي يشتري وحدةً سكنية في لبنان، يُمنح إقامة دائمة له ولزوجته ولأولاده القاصرين، سائلاً: أهذه مقدّمة لاكتساب الجنسية، وللتوطين.

الجوّ الانتخابي

باقٍ مِن الزمن ستة وعشرون يوماً على الانتخابات النيابية، وأجواء البلد ملوّثة بدخان ماكينات انتخابية يديرها النافذون في السلطة، وتقدّم النموذج السيّئ عن الذهنية التي أداروا فيها هذه السلطة، وخبرَ اللبنانيون مساوئها طيلة فترة تسلّطِها، وزيفَ شعاراتها الوهمية التي تريد من خلالها إعادةَ إسقاطِ اللبنانيين من جديد تحت رحمتها عبر جعلِ 6 أيار 2018، تاريخاً مشؤوماً مسَخَّرًا لإعادة إنتاج أدواتها النيابية العمياء الباصمة سَلفاً على ما ارتكبته، وسترتكبه من معاصٍ وموبقات بحقّ البلد وأهله، وليس لجعلِه تاريخاً يبشّر بدخول البلد في مرحلة انتقالية من زمن العتمة السياسية والاقتصادية والحياتية والمعيشية والإدارية، إلى زمن النور، أو حتى وميضٍ منه.

ما يزيد هذه الأجواءَ تلوّثاً هو الإمعان في استغلال السلطة والنفوذ، وتسخير الدولة ومواردها كأملاكٍ حصرية لجهات سياسية معيّنة، وجعلِها مراكزَ لتقديم الخدمات الانتخابية والنفعية في الداخل، وجسراً إلى الخارج لعقدِ مؤتمرات على حساب الدولة في بلاد الاغتراب، وكلّ ذلك يجري على عينِك يا هيئة الإشراف!

تصويت المغتربين.. إرباك

وإذا كانت القوى السياسية قد أطاحت بالعناوين الإصلاحية التي أريدَ سريانُها في القانون الانتخابي الجديد، وبالمحرّمات التي حظّر القانون مقاربتَها، وذلك عبر إباحةِ اللجوء إلى الترهيب وممارسة الضغوط السياسية والأمنية على الناخبين، وإدخالِ عنصرِ المال على المكشوف في شراء الأصوات، خصوصاً في الدوائر التي تعتبرها جهات سياسية ملكاً حصرياً لها وتسعى إلى الاستئثار بتمثيلها مهما كلّفها الأمر، فإنّ هذه القوى اصطدمت بالتعقيدات والثغرات الكبرى التي تعتري القانونَ الانتخابي، ويتجلى الأكثر تعقيداً في كيفية احتساب الأصوات وتحديد الحواصل والصوت التفضيلي والكسور في هذه اللائحة أو تلك، يُضاف إليها المشكلة الآخذة في التفاقم أكثر فأكثر، والمتعلقة باقتراع المغتربين.

وعلمت «الجمهورية» أنّ اقتراع المغتربين، شكّلَ عنصراً إرباكياً للسياسيين، وخصوصاً أنه حتى الآن لم تعرَف من هي الجهة المسؤولة التي ستشرف على عمليات الاقتراع في الخارج، وزارة الداخلية أم وزارة الخارجية. على أنّ نقطة الإرباك الأساسية، تكمن في كيفية إدارةِ العملية الانتخابية، خصوصاً وأنّ الطاقم الديبلوماسي والقنصلي في الخارج قد لا يكون جاهزاً أو مؤهّلاً لإتمام هذه العملية، وإذا كان ثمّة من يقول بأنّ وزارة الخارجية ليست المسؤولة عن إدارة الانتخابات في الخارج، فهذا يعني أنّ المسؤولية تقع على وزارة الداخلية، التي أعلنَ وزيرها نهاد المشنوق بأنّ إجراء هذه الانتخابات يتمّ بإشراف السفراء والقناصل، ولا إمكانية لإرسال 140 مندوباً من لبنان إلى الخارج نظراً للكلفة التي سيُرتبها ذلك على الخزينة.

برّي - المشنوق

وعلمت «الجمهورية» أنّ رئيس مجلس النواب دعا وزير الداخلية خلال لقائه به الأسبوع الماضي إلى تدارُكِ كلّ الثغرات التي يمكن أن تنشأ في انتخابات المغتربين، وأوّل خطوات هذا الاستدراك تكون بإرسال مندوبين من لبنان لإدارة الانتخابات في المراكز المحدّدة للمغتربين في الخارج. إلّا أنّ وزير الداخلية أبلغَ رئيس المجلس بعدمِ قدرة الوزارة على إرسال مندوبين بالنظر إلى الكلفة المالية، علماً أنّ الكلفة المالية لإرسال المندوبين ليست مرتفعة وتتراوَح بين 300 و500 ألف دولار.

وبالتالي هذه الذريعة يناقضها صرفُ الأموال بملايين الدولارات من مجلس الوزراء، على السفرات إلى الخارج وكذلك على عقد مؤتمرات اغترابية بأبعادٍ انتخابية لجهات سياسية معيّنة، فضلاً عن أنّ الشريحة الكبرى من الديبلوماسيين والقناصل في الخارج، تعَدّ محسوبةً على جهات سياسية معيّنة في لبنان.

شكاوى

وبحسب معلومات «الجمهورية» فإنّ جهات سياسية وبعض النواب، يعدّون لتقديم شكاوى حول هذا الأمر، وربّما إلى هيئة الإشراف على الانتخابات، على اعتبار أنّ انتخابات المغتربين، يَعتريها ما يمكن أن يؤدي إلى الطعن بالانتخابات، وخصوصاً أنّ هناك أسئلةً كثيرة حول أمن الانتخابات، وأمن الصناديق بعد انتهاء عمليات الاقتراع؟ وكيف ستُنقل من المركز إلى مكان تجميعها بدايةً، ومِن مكان التجميع إلى المطار، فالطائرة التي تُشحَن بها إلى بيروت؟ ومَن سيتولّى هذا النقل؟ ومن يَضمن ألّا يحصل شيء في الطريق وتُستبدل الصناديق أو يتمّ العبث فيها خلال هذه العملية؟ في لبنان كانت تُقطَع الكهرباء وتقوم القيامة وتتغيّر النتائج في لحظة، فكيف في هذه العملية المكشوفة التي يمكن أن تحصل فيها أمور وأمور؟

وعُلِم أنّ هذه المسألة تُشكّل أولوية لدى رئيس المجلس، وذلك «لتدارُكِ ثغراتها قبل الوقوع في المحظور، وفي هذه الحالة يجب الامتثال إلى المثل الشعبي القائل: «الباب اللي بيجيك منّو الريح سدّوا واستريح. وبالتالي على الدولة والوزارة المعنية أن توليَ هذه المسألة أهمّية كبرى.

الديون الجديدة

وما يزيد الأجواءَ الداخلية تلوُّثاً أيضاً وأيضاً، المحاولة المكشوفة من قبَل بعض أهل السلطة، لإيقاع اللبنانيين بالوهم بأنّ بلدهم يهرول مسرعاً نحو الانفراج والازدهار الاقتصادي والمالي، بفِعل المليارات التي حصَل عليها من مؤتمر «سيدر»، فيما هذه المليارات – إنْ وصلت أصلاً – ما هي إلّا أرقام تضاف إلى جبل الديون التي ترهق الخزينة اللبنانية، ويَشعر بثِقلها كلُّ مواطن لبناني، تستحضر معها سؤالاً يتردّد على كلّ لسان، كيف ستُصرَف؟ وأين؟، وكيف سيتمّ سدادُها؟ ومن أين؟ وبَرز في هذا السياق، موقف لرئيس مجلس النواب نبيه بري حيث عبّر لـ»الجمهورية» عن ارتياحه لِما وصَفه هذا الاحتضان الدولي للبنان، وهو أمر يبيّن الأهمّية التي يمثلها للبنان بالنسبة إلى العالم.

وأمّا في ما خصّ القروض، فليس المهم أن نقول إنّ لبنان حصل على كذا وكذا من المبالغ والأرقام على مشاريع البنى التحتية، وهذا أمر جيّد، لكن في خلاصة الأمر تبقى العبرة في التنفيذ وفي حسن التنفيذ. مع الإشارة إلى جهوزية مجلس النواب للقيام بما يتوجّب عليه في هذا المجال.

وعندما قيل للرئيس بري: ألا يتطلّب ذلك حسنَ التطبيق، وإطلاقَ حالة طوارئ ضد الفساد المعشّش في إدارات الدولة، وبالتالي الأمر يتطلب إدارة نظيفة؟، قال: بالتأكيد.

قروض الصوت التفضيلي

في رأي بعض المواكبين للمؤتمر، أنّ من نتائجه الفاقعة، أنّ المسؤولين يحاولون استغلالَ المؤتمر في حملاتهم الانتخابية، وباتوا يطلِقون الوعود باسمِ «سيدر»، وكأنّ الأموال التي يمكن اقتراضُها هي من أجل تأمين أصواتٍ تفضيلية.

وإلى جانب الاستغلال الانتخابي، هناك نقطة أخرى مظلمة تتعلق بالتضخيم المفتعل لتصوير نجاحات وهمية تمّ تحقيقها في المؤتمر. وبات السؤال المطروح ما هي المفاجأة السارّة التي تستدعي هذه الاحتفالات. وهل بات الحصول على قروضٍ ميسّرة ومربوطة بألف شرط وشرط مدعاةَ مفاخرةٍ يمكن تصنيفُه في خانة الإنجازات؟ ومتى أصبح الاقتراض إنجازاً يستحق الاحتفال؟ وكيف سيتم تنفيذ المشاريع، وهل تمّت دراسة جدواها الاقتصادية وتأثيرها على الاقتصاد.

وهل ستتمكّن الحكومة من تنفيذ الشروط الموضوعة للحصول على القروض؟ وما تأثيرات هذه الشروط على أوضاع اللبنانيين؟ ومِن هذه الشروط أنّ «الحكومة اللبنانية التزَمت في خفض العجز في الموازنة بنسبة 5 % من إجمالي الناتج المحلي في السنوات الخمس المقبلة بواسطة مجموعة من الإجراءات المتعلقة بالواردات». وليس مستبعَداً هنا أن تعمد السلطة إلى سلسلة جديدة من الضرائب والرسوم الموجعة على المواطنين لتدفيعهم الثمن

 

 

اللواء :

خرق الطيران الحربي الإسرائيلي الأجواء اللبنانية، وقصف مطار طيفور العسكري السوري في حمص، الأمر الذي أدى إلى سقوط ضحايا عسكريين ايرانيين وروس، وسط احتدام المواجهة في سوريا، وفي ضوء التهديدات الأميركية بالرد على استخدام الأسلحة الكيمياوية، والتحذيرات الروسية من الرد العسكري.

ولم يقتصر هذا الخرق على الجو، بل على الأجواء الانتخابية، في ظل احتدام الإشكالات والاتهامات وإعلان ما تبقى من لوائح، في إشارة غير مسبوقة على ربط مصائر الوضع اللبناني، باقتصاده واستقراره بنتائج الانتخابات، والدور المفصلي فيها للصوت التفضيلي، الذي ادخل القانون الارثوذكسي في صلب التشريع الانتخابي، وليحول الاشتباك بين اللوائح إلى اشتباك داخل اللائحة الواحدة.

وإذا كانت دعوات رؤساء التيارات الكبرى والأحزاب إلى الجمهور للاقتراع بكثافة لرفع حاجز «الحاصل الانتخابي» الذي من شأنه ان يحمي اللوائح الكبرى التي يشعر المعنيون بها بأنها مهدّدة، بفعل كثرة اللوائح والمرشحين عليها.. فإن الحملات لم تنفك تستهدف اللوائح المستقلة، لا سيما في عدد من الدوائر، كبعلبك - الهرمل وبيروت وكسروان - جبيل.

وفيما طالب الرئيس سعد الحريري الذي عاد إلى بيروت من باريس بعد اختتام مؤتمر «سيدر» والمشاركة في مؤتمر الطاقة الاغترابية الذي عقد في باريس بكثافة الاقتراع، وان التنافس في بيروت هو بين لائحة المستقبل ولائحة حزب الله، متهماً لوائح تترشح، وهي تحمل «زوراً راية الوفاء للرئيس الشهيد رفيق الحريري» وهدفها الحقيقي تشتيت أصوات الناخبين لصالح لائحة حزب الله، رأت لائحة «بيروت الوطن» انه لا يجوز الزج بنتائج مؤتمر «سيدر» في البازارات الانتخابية.

وكان الحريري غادر إلى باريس أمس، مجدداً، في زيارة لم يُحدّد الهدف منها، الا ان المراقبين توقعوا ان تكون على صلة بلقاء محتمل مع ولي العهد السعودي الأمير محمّد بن سلمان الذي وصل الأحد الماضي إلى العاصمة الفرنسية في زيارة تستمر لايام.

وعززت الغيوم الداكنة فوق سوريا، المخاوف لدى اللبنانيين مع تصاعد القلق الانتخابي في لبنان.

«سيدر»: محاذير

وقبل ان يجف حبر البيان الختامي لمؤتمر «سيدر» الذي انعقد في العاصمة الفرنسية باريس يوم الجمعة الماضي، أو المواقف الداعمة التي عبر عنها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، نيابة عن مجموع ممثلي 50 دولة أو منظمة دولية شاركوا في المؤتمر، كان اللافت للانتباه دخول هذا المؤتمر في «البازار الانتخابي»، بغرض توظيف المبالغ المالية الكبيرة التي حصدها لبنان في هذا المؤتمر، كل في اتجاه ما يخدم مصالحه الانتخابية، سواء بالنسبة للنواحي الإيجابية منه، على صعيد النهوض الاقتصادي أو بالنسبة لمحاذير زيادة الدين العام التي سترتبها القروض المالية ولو بفوائد متدنية، فيما لو ذهبت هذه القروض في جيوب المنتفعين، على غرار ما حصل في تجارب سابقة.

وإذا كان المؤتمر بوقائعه ونتائجه قد أمن للبنان قروضاً ميسرة على مدى بين ثلاث سوت سنوات بلغت قيمتها 11 مليار دولار ونيف وهبات بقمية 860 مليون دولار، لدعم هذه القروض ولكن بشروط صارمة للاصلاح، ما وصفه الرئيس نبيه برّي «بالحضن العالمي» واعتبر الرئيس سعد الحريري، بأنه «ثمرة التوافق السياسي»، فإن برّي نفسه أضاف على ذلك ان العبرة تبقى بالتنفيذ»، والتنفيذ هنا بحسب مصادر رسمية واقتصادية مقرون حكما برزمة الاصلاحات البنيوية في الادارة والمالية العامة وادارة الدين العام وفي قطاع الكهرباء اساسا ووقف الهدر في الانفاق، لتحقيق خفض في نسبة العجز المالي بقيمة 5 في المائة.

وهذه الشروط مرتبطة بحصول توافق سياسي داخلي كامل على كل الرؤى الاقتصادية والمالية ومشاريع الاستثمار التي ناقشها المؤتمر، لكن الخلاف واقع اصلا بين القوى السياسية ومكونات الحكومة حول الرؤية لكيفية مقاربة ومعالجة الازمات المالية والاقتصادية البنيوية والادارية التي يعيشها لبنان.

عدا عن إن صرف المال الذي منحه المؤتمر للبنان وهوبمثابة قروض ولو بفوائد متدنية، سيكون باشراف مباشر من الدول المانحة لمعرفة طبيعة المشاريع وطرق الانفاق، ما يعني ان اول واهم شروط المؤتمر هو مراقبة اداء الحكومة اللبنانية في انفاق الاموال وتنفيذ المشاريع، وهو ما تحدث عنه البيان الختامي، الذي شدّد على ضرورة «وضع آلية متينة لمتابعة أعمال المؤتمر وضمان تنفيذ الالتزامات والاصلاحات والوعود»، وكذلك ضرورة «احترام المعايير الدولية  على صعيد الشفافية والمساءلة ومكافحة تبييض الأموال وتمويل الارهاب»، وانه سيجري من أجل ذلك «تطوير آلية التنسيق بين الجهات المانحة والسلطات في بيروت، وانه سيجري تنظيم اجتماعات متابعة بشكل دوري مع كبار الموظفين في العواصم والمقار الرئيسية، وسيتم تطوير موقع الكتروني يخصص لضمانة شفافية التمويل وتنفيذ المشاريع».

ولوحظ ان البيان أيضاً لفت إلى ان الدول والمنظمات الشريكة تعول على العمل مع الحكومة التي سيتم تشكيلها بعد الانتخابات البرلمانية المقبلة، من أجل تنفيذ برنامج الاستثمار في البنى التحتية وبرنامج الإصلاحات، من خلال وضع جدول زمني محدد للاصلاحات، وانه لهذا الغرض سيعقد اجتماع على مستوى كبار الموظفين في العواصم والمقار الرئيسية بعد فترة وجيزة من تشكيل الحكومة الجديدة».

ملاحظات انتخابية

وفي المقابل، صدر الكثير من الملاحظات حول المؤتمر ونتائجه عن سياسيين وخبراء اقتصاديين، تركزت على خطورة زيادة الدين العام من 80 مليار دولار الى اقل بقليل من مائة مليار، وتركزت الملاحظات والتساؤلات ايضاً على تنفيذ المشاريع الاستثمارية بشفافية ودقة تؤمن الهدف المطلوب، وعلى قدرة لبنان على الايفاء بالديون التي ستترتب عن المؤتمر ولوكانت بفوائد بسيطة ومتدنية.

وقد عبر عن جانب من هذه الملاحظات الأمين العام لـ«حزب الله» السيّد حسن نصرالله، في أثناء اطلالته الانتخابية في مدينة النبطية غروب يوم الأحد الماضي، عندما حذر من الذهاب إلى كارثة بوصول الدين العام إلى 100 مليار دولار، معتبرا بأننا امام وضع مالي استثنائي يتطلب ان ننتخب نوابا يكون لهم موقف جدي لعدم تمرير أي مشروع من أجل أي شخص أو جهة مكسورة ماليا أو محتاجة للمال»، وفي إشارة سريعة معارضة لنتائج مؤتمر «سيدر».

«بيروت الوطن»

وهذا التوظيف الانتخابي لمؤتمر «سيدر»، دفع «لائحة بيروت الوطن» إلى التحذير منه، في خلال اجتماعها الأسبوعي مساء أمس، حيث بحثت تطورات النشاطات الإنتخابية ، وما يرافقها من تجاوزات من قبل مرشحي السلطة، والإجراءات الواجب إتخاذها لمواجهة التعديات التي تمارس ضد بعض أعضاء اللائحة.  

وتوقف المجتمعون عند وقائع مؤتمر «سيدر ١»، والضجة المفتعلة حول النتائج التي أسفر عنها ، والتي تبين أن معظم القروض والهبات التي بلغت ١١ مليار دولار ، هي مجرد وعود مشروطة بتحقيق إصلاحات جدية ، مالية وبنيوية ، فضلا ً عن ربطها بنتائج دراسة الجدوى لكل مشروع ، من المشاريع التي قدمها الوفد اللبناني للمؤتمر، مما يعني أن المسألة قد تبقى في إطار الوعود، إذا لم تتعامل الحكومة اللبنانية مع هذه المعطيات بالجدية اللازمة. 

وأعتبرت اللائحة أن المجتمع الدولي أعرب في مؤتمر باريس  عن تضامنه مع لبنان، شعباً ومؤسسات ، لتجاوز هذه المرحلة الصعبة التي يمر بها الوضع الإقتصادي اللبناني ، ولا يجوز توظيف هذا المؤتمر ونتائجه في البازارات الإنتخابية. 

وكانت اللائحة عقدت لقاء في منزل الكابتن عماد حاسبيني، لفت خلاله رئيس اللائحة الزميل صلاح سلام إلى ممارسات فيها ملامح لتزوير الانتخابات، داعيا إلى تدارك هذا الأمر، وهناك حالة من التسيب والفساد وغياب الرقابة، مشددا على ان الحل هو في يد المواطن البيروتي من خلال اقتراعه وإيصال المرشح الذي يسعى للعمل والمواجهة، وان هذا الأمر يجب ان يترجم في صناديق الاقتراع في 6 أيّار.

هجوم انتخابي

على ان الهجوم الانتخابي الذي باشره السيّد نصر الله لدعم اللوائح الانتخابية المشتركة بين حزب الله وحركة «امل» غروب الأحد، وسيتابعه بشكل اسبوعي من الآن وحتى موعد الاستحقاق. لم يستو عند الجانب المالي الذي يزعج خصومه، ولا سيما تيّار المستقبل، بل تعداه إلى الجانب السياسي، عندما اتهم حكومة الرئيس فؤاد السنيورة بالتخطيط لصدام بين الجيش والمقاومة، سواء عبر مصادرة الجيش لشاحنات الأسلحة التابعة للمقاومة أثناء حرب تموز 2006، أو عبر إعطاء تعليمات للجيش لإزالة شبكة الاتصالات التي انشأها الحزب قبل احداث 7 أيّار 2008 وهو ما نفاه المكتب الإعلامي للرئيس السنورة، مؤكدا ان كل هذه الاتهامات لا أساس لها من الصحة على الإطلاق، موضحا ان قيادة الجيش اللبناني كانت أصدرت بيانا أثناء حرب تموز أكّدت فيه انها لم تتلق امرا من رئيس الحكومة بمصادرة سلاح المقاومة، كما ان رئيس الحكومة آنذاك لم يعقد أي جلسة أو جلسات وقتذاك مع ممثلي حزب الله في موضوع نقل السلاح والذخائر إلى الجنوب.

كما ان قرار الحكومة في جلسة 15 أيّار 2008، لم يتضمن على الإطلاق امرا للجيش بالتصادم مع حزب الله من أجل تلك الشبكة التي لا تزال قائمة إلى الآن وتوسعت بعد ذلك توسعا هائلا لتشمل مناطق مختلفة من لبنان».

..واحتدام انتخابي

في هذا الوقت، احتدمت حمى المعارك الانتخابية وبدأت تتحوّل إلى صدامات وعراك وإطلاق نار كما حصل في فندق «كراون بلازا» بالحمرا والبقاع ومنطقة عنايا- مشمش في جبيل، وسواها، فيما استقر الخطاب السياسي والتحريضي، حيث يتوقع مشتغلون في ماكينة مرشّح شمالي بارز تصعيد الخطاب الانتخابي السياسي والطائفي والمذهبي كلما اقترب موعد الانتخاب في حين ردّ مرجع سياسي حماوة المعركة وتصعيد الخطاب الانتخابي الاستفزازي إلى قانون الانتخاب إلى وصفه «بالمسخ الذي جاء ليخدم طرفا أو اثنين من الأطراف السياسية لكنه اضر بالكل، واضطر القوى السياسية إلى استعمال كل الأسلحة الخطابية التحريضية والتخوينية والالغائية».

وفي هذا السياق، كان لافتا للانتباه، هجوم الرئيس الحريري على اللوائح الانتخابية المتنافسة في بيروت الثانية، وخص في هجومه المرشحين الذين قال انهم يدعون الوفاء لرفيق الحريري ويحملون راية مسيرته، مشيرا إلى انه لو كانت هذه اللوائح لمصلحة بيروت لا مشكلة معهم، لكن هؤلاء يخدمون حزب الله وهدفهم تشتيت أصوات الناخبين واصوات البيارتة لمصلحة لائحة حزب الله ودعا إلى التصويت بكثافة للائحة تيّار المستقبل لإفشال مخططات هؤلاء ومشاريعهم، معتبرا ان واجب كل واحد هو الاقتراع وعدم التهاون والتراضي لأنه كلما ارتفعت نسبة الاقتراع كلما تمت المحافظة على قرار بيروت وقطعتم الطريق امام الآخرين لمصادرته».

واوفد الحريري مستشاره الوزير غطاس خوري إلى معراب حيث التقى رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع في حضور وزير الإعلام ملحم الرياشي.

وعرض المجتمعون المسجدات السياسية والانتخابية.

.. وهجوم أرسلان

في هذا الوقت، شكل هجوم رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني وزير المهجرين طلال أرسلان على رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط، مادة لدفع الصراع على زعامة الجبل إلى ذروته، خاصة وان الهجوم تمّ بشكل غير مسبوق منذ سنوات عديدة، على الرغم من ان جنبلاط كان دائماً يحفظ لارسلان معقده النيابي في لوائحه الانتخابية، لكن تحالف الأخير مع «التيار الوطني الحر» شكل بحد ذاته عنصرا لتفجير الصراع بين أبناء الطائفة الواحدة، مما يؤشر إلى حدة غير مسبوقة في انتخابات دائرة الشوف عالية.

وكان أرسلان وجه الى جنبلاط رسالة مفتوحة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ضمنها انتقادات نارية، سواء على صعيد وحدة الطائفة وعقد اجتماع درزي للنواب لبحث الوضع الاجتماعي في الجبل، أو على صعيد معاناة وألم النّاس ووقف الهجرة، الا انه لم يكن يلقي اذاناً صاغية، كما اتهمه بأنه يصور نفسه ضحية على باب كل استحقاق، وانه في كل مرّة يخترع خصوماً وهميين لتشد بهم العصب المهتريء حتى اوصلت نفسه لمكان لا تحسد عليه».

لكن جنبلاط لم يشأ الرد مباشرة على أرسلان واكتفى بتعليق من بضعة سطور عبر «تويتر» قال فيه انه لا يريد الدخول في مساجلة مع أمير الوعظ والبلاغة والحكم، اما وانني على مشارف الخروج من المسرح اتمنى له التوفيق مع هذه الكوكبة من الدرر السندسية والقامات النرجسية.

وختم «انتم كما قال جبران (خليل جبران) في النور المظلم ونحن في العتمة المنيرة».

في غضون ذلك، توالت مهرجانات اعلان اللوائح في اكثر من منطقة.ومن ابرز اللوائح التي اعلنت امس، لائحة «عنا القرار» في دائرة كسروان- جبيل التي تضم تحالف حزب الكتائب وفارس سعيد وفريد هيكل الخازن، فيما اعلن تحالف هيئات المجتمع المدني في احتفال أقيم في «فوروم دو بيروت» تسع لوائح بأسم «كلنا وطني» ضمت 66 مرشحا في دوائر: بيروت الاولى والثانية، والشمال الثانية والثالثة، وزحلة، وبعبدا، وكسروان- جبيل، والشوف- عاليه.

اضراب الجامعة

نقابياً، مع انتهاء عطلة الاعياد، يبدأ أساتذة الجامعة اللبنانية اليوم وفي مختلف الكليات والفروع، إضرابهم التحذيري حتى نهاية الاسبوع، والذي اعتبرته رابطة الاساتذة المتفرغين الانذار الاخير قبل اضطرارها لاعلان الاضراب المفتوح، وذلك رداً على الإخلال بالوعود التي قطعتها لجنة المال والموازنة والهيئة العامة لمجلس النواب بالحفاظ على صندوق تعاضد الأساتذة في الجامعة، ورفضاً للمساس بالصندوق الذي مضى على إنشائه أكثر من 25 عاماً. 

وينفّذ الاساتذة اعتصاماً اليوم عند الساعة الحادية عشر ظهرا امام قصر الاونيسكو، استنكاراً لاستهتار أهل السلطة بمختلف أطرافها وقواها السياسية وطريقة التعامل مع الجامعة اللبنانية ومطالب أساتذتها والذي تجلى بالجلسة الأخيرة للجنة المال والموازنة وجلسة الهيئة العامة لمجلس النواب، والضرب بعرض الحائط كل الوعود الواضحة والعهود التي أُعطيت للهيئة التنفيذية ولمجلس الجامعة من أطراف مختلفة والتي لاقتها الهيئة بإيجابية لافتة، حرصاً منها على المصلحة العليا للجامعة وحفاظاً على مصالح الطلاب