كشف رئيس هيئة الإشراف على الإنتخابات القاضي نديم عبد الملك في حديث لصحيفة "الشرق الأوسط" أن "الهيئة سجّلت حتى الآن 103 مخالفات، وثّقها فريق الرصد المؤلف من عشرات المراقبين من إعلاميين وغيرهم، الذين يتابعون على مدار الساعة البرامج والحوارات الانتخابية التي تبثّها وتنشرها وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة"، مشيرًا إلى أن "هناك ثلاثة أصناف للمخالفات، الصنف الأول مرتبط بمخالفات وسائل الإعلام المرتبطة بالدعاية المدفوعة سلفًا، بحيث تمتنع عن ذكر الإعلان المدفوع والجهة التي طلبته، وترفض تزوّيد الهيئة أسبوعياً، بتقارير حول الإعلانات التي عرضتها والبدل المالي الذي تقاضته، وما هي التعديلات التي أدخلتها على الإعلانات".
من جهته، لفت إلى أن الصنف الثاني تعلّق بخطاب الكراهية والحقد والقدح والذم الذي يطلقه مرشحون ضدّ خصومهم ومنافسيهم في لوائح أخرى"، مشيرًا إلى أننا "نحن كهيئة أصدرنا بيانات وتعاميم جرى نشرها، وحذرنا وسائل الإعلام من فتح الهواء أو الصفحات لأي حوار يحض على الحقد والكراهية، وحذرنا من أن تكون محطات التلفزة أو الإذاعات أو الصحف، مساهمة في بث الكراهية والتدخل في جرم جزائي".
وتضيف "الشرق الأوسط"، أن القاضي عبد الملك أكد بدوره أن "الصنف الثالث من المخالفات يرتبط بالشركات التي تجري استطلاعات الرأي، وتتسبب في رفع أسهم هذا المرشح وخفض أسهم الآخر، بعيدًا عن الدقة والموضوعية، وهي تقوم بذلك بما يراعي مصلحة طالب الإستطلاع"، وأشار إلى أن "قانون الإنتخاب يفرض على شركات الاستطلاع، أن تبلغ هيئة الإشراف بالنتائج قبل بث أو نشرها"، وأوضح أن "الأمر يخضع لمعايير دقيقة، إذ إن المادة 79 من قانون الإنتخاب، تلزم مستطلعي الرأي بكشف الجهة التي أخذت رأيها والمنطقة التي أجرت فيها الإستطلاع، ونسبة الخطأ بالاستطلاع، وهذه المعايير لا تطبّق للأسف".
من جهة أخرى، لفت إلى أن "هذه المخالفات لا تبطل ترشيح المخالف، لكنها تعرّضه لملاحقة جزائية وفرض عقوبات عليه"، مضيفًا:"لقد رصدنا حتى الآن 73 مخالفة لوسائل الإعلام، وأحلنا عددًا منها على القضاء، والباقون وجهنا لهم تنبيهات، فيما نعكف الآن على دراسة مخالفات استطلاعات الرأي لتحديد وجهة والمخالفة ومطابقتها على أحكام القانون"، وأوضح أن "جميع المخالفات موثقة بالصوت والصورة، ومحددة بالتاريخ والتوقيت، ومحفوظة على أقراص مدمجة، و(USB) لإبراز الدليل عند حصول الملاحقة القانونية للمخالفين".