أشارت مصادر سياسية مواكبة لحماوة المعركة في الأشرفية لصحيفة"الحياة" الى إن "وزير الخارجية جبران باسيل كان وراء إعطاء أفضلية الترشح للوزير السابق الكاثوليكي نقولا صحناوي وهذا ما انسحب على عدد من المرشحين الذين استبعدوا بقرار من باسيل"، لافتة الى أن "المعركة وإن كانت تأخذ بعداً مارونياً - مارونياً، فإنها تجري على أرض أرثوذكسية، الكاثوليك هم رأس حربة فيها، وهذا ما يفسر لجوء "التيار" - كما يقول خصومه إلى تسخير إمكانات بعض المؤسسات الرسمية ووضعها بتصرف مرشحيه في الأشرفية وغيرها من الدوائر".
ورأت أن "التيار الوطني" بدأ يخطط للتخلص من الوزير ميشال فرعون لمصلحة صحناوي الذي كان من أكثر المتطرفين في استهدافه "المستقبل" ولجوئه فور اغتيال رئيس شعبة "المعلومات" اللواء وسام الحسن إلى حجب "داتا" الاتصالات عن الشعبة ما اضطر "المستقبل" لتوجيه سؤال إلى الحكومة حول أسباب امتناعه عن تزويدها "الداتا".
وكشفت أن "فرعون الذي لعب دوراً في إنجاح الائتلاف البلدي في بيروت لمصلحة لائحة "البيارتة" التي فازت بمقاعدها الـ24 وفي قطع الطريق على إقحام الأشرفية في منازلة تتعلق بمجالسها الاختيارية، لقي تأييداً من كبار المعنيين بهذا الائتلاف وتلقى وعداً من العماد ميشال عون قبل أن ينتخب رئيساً بأن يكون المقعد النيابي من نصيبه، وأن صحناوي سيعين وزيراً، لكن سرعان ما انقلب باسيل على هذه التسوية التي دعمت لاحقاً بتأييد فرعون عون لرئاسة الجمهورية",
وأشارت الى أن "بعض المرجعيات الدينية تتدخل في الانتخابات وإن "التيار الوطني" يستفيد من تدخلها ظناً منه أنه سيكسب السباق الانتخابي الذي يؤمن له أن يكون المرجع الوحيد لهذه الدائرة مع أن التقديرات الأولية تشير إلى أن المنافسة ستكون محتدمة وأن معادلة غالب ومغلوب لن ترى النور لأن الخروق الانتخابية حاصلة لا محال".
وأكدت أن "باسيل يسعى إلى إسقاط فرعون، وعزت السبب إلى أن الأخير لم يكن معه على الموجة نفسها في جلسات مجلس الوزراء، وكانت له مواقف اعتراضية على التعيينات الإدارية، إضافة إلى استئجار البواخر لجر التيار الكهربائي، وقالت إن باسيل حاول "رشوته" بغية كسب تأييده لكنه واجه صعوبة في إقناعه بتعديل مواقفه المعترضة"، معتبرة أن "معركة الأشرفية تتسم بطابع سياسي وأن لائحة تحالف "الكتائب" و "القوات" و "الرامغفار" وفرعون تتشكل من رموز قيادية أساسية في "قوى 14 آذار" التي لم تعد موجودة ككيان سياسي موحد في مقابل ائتلاف "التيار الوطني" و"الطاشناق" و"المستقبل".