لا يكلّ ولا يملّ الأمين العام ل ( حزب الله ) السيد ( حسن نصر الله ) من إستحضار مفردات وعبارات ومصطلحات من الماضي السحيق والتي لم تعد تنطلي على الجمهور الشيعي بشكل عام وأهالي بعلبك الهرمل بشكل خاص.
لا يعرف السيد ماذا سيفعل لإستيعاب حالة الرفض والمعارضة في بعلبك الهرمل ، فالصوت المعترض هناك عال جدا وهو يبشر بتغيير حقيقي في صناديق الإنتخاب ب ٦ أيار ٢٠١٨.
وإن كان الأمين العام قد هدّد مسبقا بأنه سينزل إلى قرى بعلبك الهرمل لإستنهاض الجماهير ، إلا أن ما سُرّب عنه لم يؤتِ أكله على أرض الواقع ، فالإعتراض يتسع ويبشر بأشياء صادمة لقيادة الحزب.
لذلك ، عاد السيد لإستحضار مفردات قديمة ، فنرى أن خطابه بالأمس مليء بعبارات ك " المؤامرة على المقاومة " و " الأعداء في اللوائح المنافسة " و " التهديد للشيعة " و " يوم الإنتخاب هو يوم الإمام موسى الصدر " وغيرها من المفردات العزيزة على قلوب الشيعة ، ظَنّا منه أنه بإعادة ترويجها سيكسب قلوبهم وعقولهم .
إقرأ أيضا : الخطاب السياسي اللبناني الهابط ومخاطره
وهو لم يكتف بذلك ، بل عاد للتذكير بحرب تموز وما حصل خلالها من أحداث مع الرئيس فؤاد السنيورة - معلومات غير مؤكدة ودحضها الرئيس نبيه بري عندما وصف حكومة السنيورة بحكومة المقاومة السياسية - من أجل التهويل وتخويف أهالي بعلبك الهرمل .
وفي وقت يبحث أهالي بعلبك الهرمل عن المستقبل المشرق ، يعيدهم السيد إلى الماضي بنكباته ومآسيه ليبشّرهم بأن هذا هو قدرهم .
والملفت في خطابات السيد أنه إلى الآن لم يعترف بأخطاء نوابه ووزرائه ، بل على العكس يبرِّر لهم ويحمّل الدولة المسؤولية .
فهل تنقصه الشجاعة لفعل ذلك ؟
بالتأكيد لاء ، لكنها نظرة السيد وحزبه الدائمة لأهالي بعلبك الهرمل القائمة على الإستحقار والإستكبار عليهم .
فحريّ بك يا سيد أن تتخلّص من هذا الإستكبار على أهلك وناسك قبل التفرّغ للإستكبار العالمي.