أكثرية الكفار في عصرنا اليوم هم من جنس الكفار المستضعفين ولن يحاسبهم الله سبحانه بميزان القرآن
 

هل يوجد في القرآن الكريم ما يدل دلالة صريحة على أن كثيراً  من الكفار سيكونوا من أهل الجنة ومشمولون بعفو الله ورحمته ؟
الجواب :
نعم والدليل في قوله سبحانه  في آية / 97 / و / 98 / و/ 99 / من سورة النساء .
{ إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ  - ( ظالمي أنفسهم بالكفر أي كانوا كفاراً  ) -  قَالُوا - ( أي قالت لهم الملائكة ) -   فِيمَ كُنتُمْ ؟
 قَالُوا - ( أي قال الكفار ) -  كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ .
 قَالُوا  - ( أي قالت لهم الملائكة  ) - أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا - ( تهاجروا فيها من بلاد الكفر إلى بلاد الإيمان بالإسلام ) -  فَأُولَٰئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ  وَسَاءَتْ مَصِيرًا  .

إقرأ أيضا : هل الجنة للمسلمين فقط ؟


إِلَّا  - ( الكفار ) - الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً  - ( أي لا يملكون القدرة المادية ) - وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا  - ( أي ولا يملكون القدرة الفكرية ولا الطاقة العقلية التي تقودهم إلى الإيمان ) -  فَأُولَٰئِكَ عَسَى اللَّهُ أَن يَعْفُوَ عَنْهُمْ  - ( وعسى حينما يستعملها الله تعالى تفيد اليقين والحتم والجزم بأنه سيعفو عنهم ) - وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا } .
هذا الدليل القرآني الواضح المبين الصريح بأن الكفار معذورون شرعا وعقلا بكفرهم طالما لا يملكون القدرة المادية ولا القدرة الفكرية والطاقة العقلية التي تقودهم إلى الإيمان بالإسلام .
ومما لا شك فيه  عندي بأن أكثرية الكفار في عصرنا اليوم هم من جنس الكفار المستضعفين ولن يحاسبهم الله سبحانه بميزان القرآن وإنما بميزان قناعاتهم وبميزان القيم الفطرية الإنسانية التي زرعها في خلقه فكل من خالفها إن من العدل أن يستحق العقاب ولو لم يصل إليه رسالة من رسالات الله تعالى .
فالقتلة الظالمون المستبدون والغشاشون والماكرون سيحاسبهم الله بميزان الظلم والعدل لا بميزان الإيمان والكفر .

الشيخ حسن سعيد مشيمش .
لاجئ سياسي في فرنسا .